مغامرة علي والحوت الأزرق
في يوم من الأيام، في قرية صغيرة بجانب البحر، كان هناك صبي صغير يُدعى "علي". كان علي يحب البحر كثيرًا وكان يقضي معظم وقته على الشاطئ، يصطاد الأسماك الصغيرة ويجمع الأصداف الجميلة. كان حلم علي الأكبر هو أن يلتقي بحوت أزرق كبير، فقد كان يقرأ عنه في الكتب ويسمع عنه من البحارة.
في أحد الأيام، بينما كان علي يتجول على الشاطئ، لاحظ شيئًا لامعًا يتدحرج مع الأمواج. اقترب بحذر ورأى أنها كانت زجاجة قديمة تحتوي على خريطة. فتح علي الزجاجة وأخرج الخريطة، ليجد أنها تقود إلى مكان بعيد في البحر، مكتوب عليه "موطن الحوت الأزرق".
بفضل شجاعته وحماسه، قرر علي أن يخوض المغامرة ويبحث عن الحوت الأزرق. أخذ قاربه الصغير وزوّد نفسه بالماء والطعام وانطلق في رحلته. أبحر علي ليالٍ وأيامًا، وواجه أمواجًا عاتية ورياحًا قوية، لكنه لم يستسلم أبدًا.
في صباح أحد الأيام، عندما كان علي يراقب البحر الهادئ، رأى ظلًا ضخمًا تحت الماء. فجأة، خرج من الماء حوت أزرق عملاق، وكان منظره أروع مما كان يتخيله علي. اقترب الحوت من القارب ونظر إلى علي بعينيه الكبيرتين الودودتين.
قال الحوت بصوت عميق: "مرحبًا يا علي، لقد سمعت عنك من الرياح والطيور. ما الذي أتى بك إلى هنا؟"
أجاب علي بدهشة وسعادة: "لقد حلمت دائمًا بلقائك يا صديقي. أردت أن أعرف المزيد عنك وعن عالمك."
ابتسم الحوت وقال: "سأكون سعيدًا بأن أريك عالم البحر، تعال معي."
أخذ الحوت علي في جولة تحت الماء، حيث شاهد الشعاب المرجانية الملونة والأسماك المتنوعة والدلافين المرحة. تعلم علي الكثير عن الحياة البحرية وكيف يعيش الحوت الأزرق ويهاجر عبر المحيطات. كان يشعر كأنه في حلم جميل.
عندما عادوا إلى سطح البحر، قال الحوت: "لقد تعلمت الآن الكثير، وعليك أن تشارك هذه المعرفة مع الآخرين لتساعد في حماية محيطاتنا."
عاد علي إلى قريته، وقصّ على الجميع مغامرته الرائعة مع الحوت الأزرق. أصبحت قصته ملهمة لكل الأطفال والكبار، وبدأوا جميعًا في العناية بالبحر والمخلوقات التي تعيش فيه.
ومنذ ذلك اليوم، عاش علي وهو يحمل في قلبه ذكرى مغامرته الرائعة، وأصبح حاميًا للبحار، يعلم الآخرين كيف يحافظون على هذا الكنز العظيم.