ارض العزة غزة

ارض العزة غزة

1 المراجعات

تبدأ قصتنا بمكان جميل جدا تزهر به الأزهار والأشجار الجميلة ، كان بهذا المكان الجميل عائلات يحبون بعضهم البعض والبعض منهم يتمنى الخير للجميع ، وكانت شوارع هذه المدينة تضج بالحركة والحياة والحب .

وفي يومٍ من أيام الخريف الجميلة استيقظ أهل المدينة هذه على صوت القذائف المرعبة، فأصبح الجميع في حالة هلع ورعب ماذا يحدث؟ماذا هنالك؟!

وبعد كم ساعة وصلت البشريات وعرفنا ان رجالنا الذين نتحدث عنهم عبروا حدود العدو وأخذوا من الرهائن ماأخذوا وفر بعضهم عائدا الينا بالغنائم .

ومن هنا بدأت قصتنا اعزائي ..

عرفنا مصيرنا من قبل أن يبدأ لأننا وبكل بساطة نعيش المصير هذا منذ أكثر من خمسة عشرة عاماّ.

قمنا بتحضير مستلزماتنا الضرورية وانتقلنا الى مكان آخر أقل خطر من مكاننا هذا .

بمساء هذا اليوم بدأ العدوان علينا من كل مكان برا و بحرا و جواّ.

وبين صرخات الأطفال ونحيب النساء بدأ يخرج من كل طفل رجل لا يأبه شيئا سوى رب العالمين .

وبعد أربع أياممن بدء العدوان بدأ العدو بالاتصال على الناس للنزوح الى جنوب المدينة لانها اكثر امانا على حد قولهم .

قمنا بأخذ الاشياء المهمة ومستلزمات ليومين فقط على أساس الرجوع بعدها باذن الله ..

وبدأت رحلة النزوح من مكان لآخر ومن بيت الى بيت ومن خيمة الى خيمة .

لاخذكم معي اعزائي في جولة داخل احد خيمنا لتعرفوا الحياة التي كنا نعيشها .

الخيمة عبارة عن بعض الخشب وبطانيات خفيفة وبعضا من اكياس النايلون للحماية من الشتاء.

لنرى يوما واحداّ في هذه الخيمة المتواضعة :

تستيقظ في الصباح قبل طلوع الشمس على ذباب لا يكل ولا يمل من ازعاجك تستيقظ والابتسامة على وجهك من هذا الصباح الجميل تذهب لتغسل هذا الوجه الجميل فلا تجد الماء فتطر اسفا الى ان تنزل الى البحر لكي تغسل وجهك وتتوضأ وانت تتشاهد لانه ممكن بأي لحظة ترجع جثة هامدة من الزوارق التي بالبحر ، ثم ترجع وتصلي وتعد وجبة الفطور (ان وجدت) وهي عبارة عن جبنة وخبز قديم وتحمد الله على هذه النعمة، تستعد ليومك الجميل بابتسامة وعزيمة قوية ، تذهب الى السوق لتأخذ بعض الحاجيات لتسد جوع الغداء فلا تجد شيئا يستحق الشراء  لا يوجد شي غير المعلبات المضرة وتكون غالية الثمن ، نقوم باعداد الطعام عن طريق جمع الاغصان اليابسة ومحاولة توليعها الفاشلة الى ان تنجح ثم نقوم بطهي هذا الطعام الذي لا يشبع ولا يفيد ، تبدأ بعدها حفلة موسيقية مزعجة جدا وهي عبارة عن قذائف لا تدري من أين ولا الى اين ويصبح الوضع روتيني جدا ولا تقدر على الشعور بأي احساس لا خوف ولا جوع ولا حتى عطش .

وتنام على صوت القذائف المزعج ولا تعلم هل ستستيقظ حي ام ميت ..

والى الآن لم تنتهي هذه الحفلة التي نعاني منها برغم كل من ضحى بروحه وبرغم كل الصعوبات الا انا صامدون باذن الله وسنعود قريبا .. هنا مصنع الرجال هنا غزة 

هذه كانت قصة شعب يحب الحياة شكرا لقراءتك عزيزي القارئ

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

6

متابعهم

13

مقالات مشابة