يوميات كتكوت فى بحيرة البجع (لماذا نحن هنا؟)

يوميات كتكوت فى بحيرة البجع (لماذا نحن هنا؟)

0 المراجعات

يوميات كتكوت فى بحيرة البجع (لماذا نحن هنا؟)…عن مشاكل الجيل (Z)

 

فى هذا العصر تطور كل شئ بسرعة خارقة كسرعة صاروخ عابر للقارات، تطورت الدنيا كثيرًا إلى الحد الذى جعل جيلًا كاملًا لم يتجاوز الثلاثين من عمره يشكو من كل شئ حوله؛ نعم هو شاب فى ريعان الشباب بينما يعانى من الضغط والسكر والأملاح فقط ينقصه بعض الزيت ويمتلك حصة تموينية كاملة، والآن نحن نمتلك جيلًا كاملًا أو على الأقل جزءًا كبيرًا من الجيل مصاب باكتئاب حاد وتذبذب وتخبط وشعور طاغٍ بانعدام الذات والهوية، ووسائل التواصل الاجتماعى مليئة بهذه النماذج، بل إنها ربما لا تحوى إلا هذه النماذج؛ لأن النماذج الناجحة غالبًا وبطبيعة الحال لن تجد وقتًا لفيس بوك وتيك توك وتويتر الذى تحول لإكس مؤخرًا _وهذه معلومة لا أهمية لها_ فيمكنك بكل سهولة ملاحظة أطنان الحيرة والتشتت والاكتئاب التى تنهمر على رأسك فور فتح موقع من مواقع التواصل الاجتماعى، ثم يتفتت العالم عندها إلى أجزاء صغيرة ومتباينة.

يا محور الكون، إن الكون مشغولُ.

أحدها ذلك الجزء الذى يغرق فى بحر من اللا شئ وهو عبارة عن بعض الأشخاص الذين يشعرون بالعدم فهم لا يجدون فى هذا الكون الواسع شغفًا لأى شئ ويشعرون أنهم عبارة عن لآلئ فى قاع الدنيا قد ابتلعتهم أصداف الظروف وكلهم بلا استثناء يشعر أن الظروف قد مرت عليه_حرفيًا_ كمدرعة حربية فلم تترك منه شئ، وهذا الجزء يشعر بداخله وبدون أى شك أنه عبقرية منسية لم تجد من يقدرها ونظرًا لذلك قرر أن يعاقب المجتمع بأن يقضى ما تبقى من عمره فى إشعارنا كم خسر العالم لعدم تقديره وكم خسر الكوكب والمجموعة الشمسية والكون بإهمال عبقريته الخارقة.

الجانب الذى يعميك إشراقه.

ثم إن قررت أن تنتقل إلى الجانب المشرق قرر هو أيضًا أن يشرق فى عينك حتى يعميك تمامًا لدرجة أنك ستحتاج بعد ذلك لمعقم للعين، ليس وكأن كل ما هنالك مشرق بالفعل لكن هناك أنواع أخرى من المحتويات أسوأ من الحزن والاكتئاب بل ربما تكون هى سبب أساسى من أسباب الحزن والاكتئاب كمحتوى بعض من يطلقون على أنفسهم (بلوجر) أو (إنفلونسر) ولا أدرى أى نوع من الفائدة يمكن أن يأتى من أشخاص يعرضون حياتهم بكامل تفاصيلها على مرأى ومسمع من الجميع، وبماذا يستفيد العالم من معرفة ماذا فعل (عدنان ولينا) فى (الشوبينج) أو أى لون قد اختاراه لسجاد بيتهما الجديد.

ما هى الهوية؟ أهى شىء يؤكل؟

ثم هناك نوع ثالث وهو الذى يحاول قدر ما يستطيع أن يتملص من هويته وكأن هويته هى ما ستجعله شخصًا آخر وليس ذاك الشئ الذى يسمى (أخلاقًا) على سبيل المثال، فنقول هذا مشروع صغير أو شركة ناشئة لكن أخانا يصر على أنها (ستارت أب) وكأن هذا سيساهم فى ارتفاع الأسهم أو زيادة الأرباح مثلًا، نقول سنعقد اجتماعًا فيمتعض ويقرر أنه سيعقد (ميتنج)، ولسبب ما لا يعلمه إلا الله يقرر أنه سيعقد الاجتماع من اليسار إلى اليمين، وكأن هذا سيغير شيئًا ما فى عقليات المجتمِعين، وهذا غيض من فيض مع الأسف.

عاشقى التفرعات.

ثم هناك نوع رابع وهو النوع الذى أحب تسميته بعاشقى التفرعات؛ فهذه ملابس خلقها الله لتؤدى مهمة واحدة وهى ستر الإنسان ووقايته من مختلف الظروف مع مراعاة أن يحافظ على نظافته ووقاره فالله جميل يحب الجمال، ليتم لاحقًا إخراج الملابس من سياقها بدعوى الموضة وتتحول إلى تجارة ومحتوى ومشاريع لا نهاية لها، فهذا محتوى خاص بتنسيق الملابس، وهذا محتوى خاص بتنسيق ألوان الملابس، وهذا مصنع خاص بصناعة نواع واحد من الملابس وهذا قرض من البنك الدولى ستحتاجه لشراء ملابسك فى العام الواحد وهذا... ما هذا؟! لا هذا شخص أصيب بذبحة صدرية بعد رؤية أسعار الملابس وهذا وهذا وهذا وهلم جرا.

كيف السبيل؟

والسؤال الأهم الآن هو ما الحل ليتحرر الجيل من قيود هذا العصر وتشتته واكتئابه وجنونه الذى لا ينتهى؟بصراحة لا أعرف، لذلك إن عرف أحد إجابة هذا السؤال فليخبرنى بذلك وله الأجر والثواب.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة