الجزء الأول من نقطة الزمن
تخيل انك تستطيع أن ترجع فى الزمن لأحداث معينة فقط من خلال صورة فوتوغرافية. تخيل انك تستطيع العيش داخل الصورة فى ذلك الوقت و تستطيع الشعور و الاحساس بكل مشاعر الأشخاص التى فى الصورة، و لكن الشرط الوحيد الذى يقيدك هو عدم تغيير الماضى. فماذا لو لم تستطع تمالك نفسك و تلاعبت بالماضي ما تأثير هذا على المستقبل و هل هناك عواقب لهذا الفعل المحرم، فلكل شيئ ثمن. هذا ما سنعرفه فى هذه الحكاية.
تبدأ الحكاية بصديقين يعملا فى محل تصوير اسمهما احمد و عمر، و لكن لديهما قدرة سرية تميزهما عن اى أحد. تدخل عليهما صديقتهما، و اسمها سلمى، فيقول عمر: اهلا بكي. اتركى الصور و اذهبى. تركته سلمى و ذهبت إلى احمد، و قالت له: زبون اليوم يريد استرجع بياناته المالية من شركة العاب كبيرة، و لكن المشكلة ان المشرف على هذه البيانات هو مدير الشركة فقط، و لكى يحافظ على البيانات من السرقة يقوم بنقلها على يو اس بى او بمعنى اخر (فلاشة)، و لا يوجد أحد يستطيع رؤية هذه البيانات سوى سكرتيرة المدير التى تدعى امل. سأل احمد سلمى: متى كانت أخر مرة اخذت امل فيها صورة؟، فأعطت لأحمد هاتفها به اخر صورة تم أخذها من قبل امل، و تم نشرها على حسابها اول امس ليلا. قالت سلمى: خذ نظرة فى تلك الصورة، و اذا لم تنفع يمكننا أن نرى غيرها.
أخذ احمد بالنظر إلى الصورة بتمعن، و تحول لون عيونه إلى الازرق، و دخل إلى ذكريات الصورة. هذه القدرة لا يعرفها سوى صديقه عمر، فقال عمر له: هل ستفيدنا هذه الصورة ام لا؟ قال احمد: نعم، لكنها فرصة وحيدة و لدينا ساعة واحدة فقط، جهز نفسك و اتبع ارشاداتى ولا تغير اى شئ. قال عمر: حسنا، حسنا، لقد فهمت. انا سوف ادخل إلى الصورة و انت تقول لى ماذا علي فعله. يضربان كفوف بعضهما البعض، ثم يدخل عمر فى جسد من أخذ الصورة، و هى امل، فى الزمن الذى اخذت فيه الصورة.
للتوضيح اكثر لأحمد قدرة رؤية ماضى الصورة و الأحداث التى حدثت فى وقتها، و عمر لديه قدرة الانتقال إلى جسد من أخذ الصورة و يمكنه الشعور بمشاعر ذلك الشخص، و رؤية ذكرياته كأنه هو ذلك الشخص. بضرب الكفوف معا يستطيع احمد أن يقول له ماذا يفعل كما حدث فى ذلك الماضى حتى لا يغير شيئا فى الأحداث.
بعد أن انتقل عمر إلى جسد امل، يتواصل احمد معه ذهنيا و يقول لعمر: اتبع ارشاداتى و تصرف كانك امل، لا نريد أخطاء غبية منك. ينادي المدير على امل و يقول لها: ما رايك فى أن اصطحبك إلى العشاء اليوم تقديرا لمجهوداتك؟ قالت امل: لا شكرا. لدي مكالمة على أن اجيب عليها فورا. كان المتصل والدين امل حتى يطمئنوا عليها، ثم اغلقوا الخط بسرعة حتى لا يشغلوها عن عملها. قال احمد لعمر: جهز كل مهام امل لاجتماع الغد، و لا تقلق سارشدك حتى لا تغير شئ فى الماضى، و على العموم غدا الاجتماع الساعة التاسعة صباحا و لديك ساعة واحدة لكى ترى البيانات. تذهب امل إلى بيتها، ثم تتلقى رسالة على هاتفها، فيقول احمد: تجاهلها يا عمر. تجاهل كل شئ حولك و ركز على ما نريد أن نفعله فقط. بالفعل عمر تجاهل الرسالة و نام، ثم غاص عمر فى احلام امل، فشعر بنفس شعرها و حس بنفس احساسها، و تذكر اهله. عندما استيقظ عمر قال احمد له: لا تفكر كثيرا يا صديقى، طالما انت فى جسدها، ستحس باحساسها و ستتدخل أفكارك مع أفكارها. اذهب للنوم و لا تتأثر بمعاناة الناس الذين تدخل اجسادهم. إياك و ان تتأثر باحاسيسهم و مشاعرهم.
خالف عمر تعليمات احمد و رد على الرسالة التى بعتت إلى امل. من المفترض ان يكون احمد مراقبا لعمر، و لكن غط احمد فى نوم عميق. فى الصباح، ذهب عمر إلى الاجتماع
يحضر التقارير و كل شئ يلزم الاجتماع. فجأة يأتى المدير و العاملين فى الشركة، فيقول عمر إلى احمد: متى سنبدا؟ قال له احمد: فلتصبر قليلا، لم يحضر الكل بعد. و فى لحظة فارقة قال احمد لعمر: ارمى كوب الشاى على المدير و نظف ملابسه بسرعة. فعل عمر كما قال له احمد، و حينها تقتحم المكان زوجة المدير لترى امل تنظف ملابس المدير. قالت زوجة المدير: كنت اشك فيكى منذ فترة طويلة، واحدة مثلك تفعل اى شئ من أجل المال. كان عمر يغلى من الغضب لأجل امل المسكينة، و كان يريد أن يرد على زوجة المدير. قال احمد له مقاطعا له: لا تفعل، لا تغير فى الاحداث، استغل الموقف بالطريقة الصحيحة؛ لكى نجز المهمة، إياك و ان تنسى الإرشادات.
زوجة المدير ضربت امل على وجهها، فاصطدمت امل بالطاولة و وقعت على الأرض و اوقعت كمبيوتر المدير معها، و نقل عمر البيانات و تمت المهمة بنجاح لكن كل هذا على حساب المسكينة امل، و لكن لم يحدث تغيير فى الماضى، فهذا ما كان سيحدث فى الماضى ان امل سيتم طردها من العمل و لكن الفرق الوحيد أن عمر و احمد قد عرفوا البيانات. يرجع عمر إلى الحاضر، و ينتشر خبر احتيال المدير و زوجته كالنار فى الهاشيم و يتم القبض عليهم. بينما كان عمر قاعدا مع احمد على الاريكة فى محل التصوير، قال عمر: اريد معرفة شيئ منك يا احمد. ماذا سيحدث إذ فعلت شيئا صغيرا جدا، هل يمكن أن تتغير الأحداث بسبب ذلك الفعل الصغير؟ شك احمد فى عمر و قال: انت لم ترتكب اى حماقة صحيح؟ قال عمر: لا، لا، لا، انا اسال فقط. اريد ان اطمئن على امل فقط. قال احمد: إياك و ان تسأل عن المستقبل. قال عمر: حسنا، كنت امزح. سوف أرى الزبون الجديد. فجأة، وجد احمد خبر على هاتفه، و هو أن تم العثور على جثة فتاة ملقت فى البحر، و هى نفس الفتاة التى كانت تعمل فى شركة الألعاب و يبدو إنها انتحرت، انها امل،و لكن ماذا حدث بالضبط، ماذا حدث لتفعل ذلك فى نفسها.
لم يقل احمد شيئا عن ذلك؛ لان عمر كان متأثر بمشاعر امل و يريد أن يطمئن عليها، فماذا سيحدث أن علم بالأمر، و الله اعلم سبب موت امل، فهل السبب رد عمر على الرسالة.