تعرف على قصة سيدنا إدريس عليه السلام كاملة للأطفال
وصى سيدنا آدم ابنه شيث بتعاليم الناس الصواب والخطأ والعبادة الصالحة وعن عمر يقدر بألف سنة توفى ، وترك شيث ليصبح واحدًا من أبنائه الذين ورثوا عنه النبوة ، ويعتبر شيث أحد الأنبياء الذين ارتبطوا بتواريث النبوة من آدم ، وولد لآدم وحواء بعد وفاة قابيل وهابيل ،شيث كان نبيًا من الله جاء ليهدي الناس وينقل لهم رسالة التوحيد والعبادة الصحيحة وجاءت رسالته ليدعو الناس إلى الورع والتقوى حيث كان ممتثلاً لأوامر الله ويبتعد عن المعاصي ، وكان يُعتبر قدوة في التقوى والورع، وكان يدعو الناس دائما إلى الخير والعبادة الصالحة ، وكان ينهى عن الشر والفساد ويحث الناس على اتباع طريق الله.
تزوج شيث وكان له أبناء من بينهم إينوش ، وظل على الحق والعبادة طوال حياته ، وعاش حياة طويلة عابدا الله، وقد قيل إنه توفي عن عمر يناهز تسعمائة سنة ،وبعد موته ترك الناس تعاليم سيدنا آدم ووصيته وانتشرت المعاصى والشر والفساد فى الأرض ، وهنا بعث الله سيدنا إدريس ليذكر الناس مرة أخرى ويدعوهم لأوامر الله والعبادة الصالحة بأن يبتعدوا عن المعاصى وارتكاب الذنوب والفساد ويحث الناس على اتباع طريق الله .
ولد إدريس عليه السلام في أرض بعيدة في زمن بعيد حيث كان يعيش في بلاد شامية ، فهو نبي من أنبياء الله ورسله في الإسلام، وهو شخصية تاريخية مهمة ومذكورة في القرآن الكريم ، وهو أحد الأنبياء الذين برزوا بفضلهم وتقواهم في كتب السماء ،وقد ورث النبوة من النبى شيث ابن آدم عليه السلام ويقال أنه من أبناء إينوش ،حيث يعتبر هو ثانى نبى ورسول مرسل من الله عز وجل ، لأن النبى شيث لم يعش طويلا ، وكان إدريس رجلاً صالحاً، حكيماً، وعاش بين شعبه يدعوهم إلى عبادة الله الواحد، والعدل، والإحسان ، وسمى بإدريس لأنه كان يحب التعليم والقراءة ويحفظ صحف سيدنا آدم وشيث ،سيدنا إدريس .
كانت حياة سيدنا إدريس ممتلئة بالحكمة والصبر. كان يعلم شعبه العلم والأخلاق الحميدة، وكانت رسالته تدعو إلى التوحيد والعدل والتواضع. كان يحب الناس ويعمل على تحسين أحوالهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح.
والله عز وجل ميز سيدنا إدريس عليه السلام بالذكاء والحكمة والمعرفة فكان أول من يكتب بالقلم وعلم الناس الكتابة بالقلم واستخدام القلم فى توثيق المعارف والتاريخ ، وأول من يكتب بالرمل ، واول من يكتشف الخياطة فكان الناس يرتدون الجلود قديما ليستتروا بها ، وأول من فهم علم الحساب والرياضيات والفلك والنجوم ، وأول من صنع الآلات والأدوات، وبرع فى الهندسة المعمارية ، وهو الأصل لعلوم كثيرة الآن .
وفى يوما ما أوحى الله عز وجل لسيدنا إدريس عليه السلام وقال له : “يا إدريس إني أرفع لك كل يوم من العمل كمثل أعمال أهل الأرض كلهم”
ففرح سيدنا إدريس فرحا كبيرا ، وعلى الرغم من أنه يدرك حقيقة أن الأعمار مكتوبة عند الله اتمنى أن يطيل الله عمره أكثر كى يأخد ثواب أكبر ويجتهد فى العمل والشكر والعبادة ، فجاءه ملك من السماء يوما ما فحدثه إدريس عن أمنيته وطلب منه أن يخبر ملك الموت بالنيابة عنه ويوصيه أن يؤخر فى قبض روحه حتى يستمر فى عبادة الله وشكره ويدعو الناس إلى التوحيد والعدل والتواضع وينهيهم عن الشر والفساد والمنكر ، لكن كل أجل مكتوب بكتاب عند الله .
وعلى الرغم أنه جاء رد الملك أن الأعمار مكتوبة ومتحددة عند الله منذ قديم الأزل إلا أنه وافق أن يذهب معه ليقابل ملك الموت بنفسه ، فأخد الملك سيدنا إدريس وصعد إلى السماء الأولى حتى وصل إلى السماء الرابعة فتقابل الملكين وتحدثا وعرض علي ملك الموت طلب إدريس فحينها ساله عن مكان إدريس فجاء الجواب فى السماء الرابعة فتعجب ملك الموت لأن الله أمره بقبض روح سيدنا إدريس فى السماء الرابعة ومن المفترض أن سيدنا إدريس يعيش على الأرض وامتثل ملك الموت لأمر الله وقبض روحه فى السماء الرابعة .
سيدنا إدريس كان رجلاً صالحاً وعابداً، وكان يقضي وقتا طويلا في العبادة والدعاء ،ويعتبر شخصية محببة ومحترمة في تاريخ الإسلام ويظهر دائما كرجل حكيم يقدم النصائح والتوجيه للناس، فشخصيته النبيلة مثالًا يحتذى به في البحث عن الحقيقة والعلم ، وتاريخه يحتفى به كنموذج للعبادة والحكمة، كما أنه رمزًا للحكمة والعلم في العديد من القصص تلك القصص تعكس قيمًا دينية وأخلاقية تهدف إلى إلهام الناس بالسعي نحو العلم والحكمة والتقوى والنمو الروحى والعقلى وتحسين حياتنا وعلاقاتنا مع الناس حولنا .