تعرف على قصة سيدنا أدم عليه السلام بالتفصيل كاملة للأطفال مكتوبة "الجزء الاول"
قال تعالى : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]
جميعنا كبارا وصغارا نعلم أن الله أنزل الأنبياء والمرسلين للناس لهدايتهم ودعوتهم لعبادة الله ، وقد اختار الله الأنبياء من البشر ، ومن نفس القوم الذي أُرسِل فيهم ، وجعل الله الإيمان بالرسل والأنبياء شرطًا من شروط الإيمان،ولأن في قصص القرآن عبرة فلنا في قصص الرسل خير قدوة ومعلم لأطفالنا ولنا أيضًا.
قصة سيدنا آدم الجزء الاول (1)
سوف نبدأ اليوم بحكاية قصة سيدنا آدم أبو البشر، أول إنسان خلقه الله عز وجل فى الأرض .
كان يعيش الجن قبل سيدنا آدم علي الأرض ، لكن الجن أفسدوا في الارض وحاربوا بعضهم البعض فأمرهم الله بأن يذهبوا للعيش فى الجزر البعيدة، بعيدا عن الأرض وترك الأرض للبشر ، ولأن الجن فسد فى الأرض والملائكة توقعت أن البشر سوف يقومون بنفس الفعل ،فقال الله سبحانه وتعالى للملائكة إننى سأخلق مخلوق جديد علي الأرض يقصد سيدنا آدم عليه السلام وعلى غير المتوقع أصبح من البشر أنبياء وشهداء وعباد صالحين .
فالله عز وجل اخد قبضة من تراب الارض بكل ألوانه، و تراب الأرض ألوانه مختلفة فمنه الأبيض والأسود والبني الفاتح والغامق، كذلك ألوان البشر مختلفة ، فمنهم الأبيض والأسود والبني الفاتح والغامق ، لكن لا يوجد لون أفضل من لون عند الله سبحانه وتعالى .
وبدأ خلق آدم من تراب وماء ،مثل الصلصال ، مجرد تمثال ، وحجمه أكبر وأطول من البشر الحاليين ، وخلقه علي أحسن صورة ،ظهره مفرود وجسمه قوي ،وترك الله آدم فترة من الزمن على تلك الحالة لا نعلم كم هى ، وعلى عكس ذلك فالله سبحانه وتعالى خلق إبليس من النار ، وبدأ إبليس يذهب وينظر إلى آدم نظرات تفحص ويتساءل “ من هو هذا المخلوق ؟” ،وبعد تفحص شديد لاحظ ،إبليس أن المخلوق هذا مجوف ، فقال فى نفسه :. هذا المخلوق ضعيف وأقل منى وأضعف منى " ، وبعد وقت من الزمن الله نفخ في سيدنا آدم الروح التى سوف تعطيه الحياة .
وذكر الله فى كتابه الكريم انه علم آدم الاسماء كلها ، فبعدما نفخ الله الروح فى سيدنا آدم أصبح على معرفة بمفردات المعانى والأشياء ، فاصبح يعرف معنى الشمس والقمر والنهر والشجرة وكثير من الأشياء الأخرى دون أن يعلمه أحد بهذه المسميات .
فعرض الله الاسماء التى قام بتعمليها لآدم علي الملائكة ، فادركوا الملائكة بانهم ليسوا على علم بهذه الاسماء ، وايقنوا أن الله ميز آدم خليفة الله فى الأرض بعلم ومعرفة مخصصة له فقط ، وأن الله على علم واسع و لديه من الحكمة والأسباب ما لم نراه ولا نعرفه لكل شىء يحدث او سوف يحدث وأختص الملائكة بعلم محدود .
و أمر الله الملائكة بالسجود لسيدنا آدم ، بعد أن نفخ فيه من روحه ولكن ليس سجود عبادة لكنه سجود تكريم وتحية لسيدنا آدم ، فالملائكة أكرم المخلوقات سجدت جميعها وأطاعت الله سبحانه وتعالى إلا أبليس رفض وعصى السجود لسيدنا آدم وتكبر على أوامر الله سبحانه وتعالى .
ووجه الله سؤال لإبليس قَائلا : مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ؟
فرد ابليس قَائلا : “أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ”
الله خلق سيدنا آدم من تراب وطين لذلك شعر إبليس بالغيرة لانه خلق من نار وأن الله عز وجل فضل سيدنا آدم بالمقام والقدر ، فكان جزاء أبليس لرفضه لأمر الله أن يعذب فى جهنم ويطرد من رحمة الله إلى يوم القيامة .
وترك الله فرصة لأبليس أن يستغفره ويندم على فعله ، لكنه رفض الاستغفار والندم على فعلته وعزم على تحريض نسل آدم جميعهم بارتكاب الذنوب والمعاصى إلى يوم القيامة ليكون مصيرهم النار فى يوم الحساب .
وبعد أن شعر آدم بالوحدة فى حياته فى الجنة ، فقام الله سبحانه وتعالى بخلق زوجة له لتؤنسه فى حياته وهى أم البشر حواء ، فخلقها الله من ضلع آدم ووهبها الروح والحياة فى الجنة حيث لا يوجد تعب ولا جوع ، فاراد الله أن يختبر آدم وحواء ،فحذروهم الله من شجرة موجودة فى الجنة بأن لا يقربوها ولا يأكلوا منها أى شىء .
استمر آدم وحواء يعيشون فى الجنة ، إلا أن جاءهم الشيطان فى كل مرة حتى يقنعهم بأن يأكلوا من الشجرة وفى كل مرة كان آدم وحواء يرفضون ، ولكن الشيطان لم يستسلم وظل يأتى فى كل مرة لكى يقنعهم إلا أن قال لهم : " من سيأكل من هذه الشجرة سيتحول لملاك وسيرزق بملك لا ينتهى ابدا وسوف يظل يعيش فى الجنة دائما " ، فما كان على آدم وحواء إلا أن صدقوا الشيطان ونسوا أمر الله وتم المحظور وذهبوا للشجرة وأكلوا منها ، فكان جزاؤهم أن الله كشف عنهم أماكن عورتهم ، فقاموا بقطع ورق الشجر لكى يستتروا وادركوا أنهم وقعوا فى ذنب كبير ، وانهم عصوا أمر ربهم والشيطان قام بالكذب عليهم .
شعر سيدنا آدم وحواء أنهم ارتكبوا ذنب كبير ووقعوا فى معصية كبيرة ، لكن سيدنا آدم ظل يستغفر لربه ورجع له وندم على فعلته على عكس أبليس ظل يكابر ويعاند ويبرر عندما رفض السجود لسبدنا آدم اعتقادا منه أنه افضل من سيدنا آدم .
وهذا كان الإختبار والدرس لسيدنا آدم وحواء قبل هبوطهم إلى الأرض لكى يدركوا من هو عدوهم، وأن الشيطان سيظل يحاول بكل الطرق إغواء نسل آدم جميهم لكى يرتكبوا الذنوب ، ولكى ينجى نسل سيدنا آدم عليهم أن يطيعوا أمر ربهم حتى لو لم يدركوا سبب ذلك .
.ولأن الله رحيم دائما فتاب على سيدنا آدم وحواء قبل هبوطهم إلى الارض ، وبعد أن هبطا الزوجان إلى الأرض كانت الحياة ليست بسهلة حيث لا يوجد إلا التعب والشقاء كى يتوفر لهم المأكل والمشرب على عكس الحياة فى الجنة حيث لا تعب ولا جوع .
فماذا سيدث بعد ذلك ؟
هذا ما سنعرفه فى الجزء الثانى من قصة سيدنا آدم .
تابعونا
لقراءة الجزء الثانى من قصة سيدنا آدم :
لقراءة الجزء الثالث من قصة سيدنا آدم :