قصة جحا والأثاث العجيب
في قرية صغيرة نائية، كان يعيش جحا، الرجل المعروف بحكمته وحبه للطرائف. كان لدى جحا قدرة عجيبة على تحويل أبسط المواقف إلى قصص مليئة بالضحك. وفي يوم من الأيام، قرر جحا أن يجدد أثاث منزله القديم، فذهب إلى السوق لشراء بعض الأثاث الجديد.
وصل جحا إلى المتجر الذي كان يبيع الأثاث بأسعار معقولة. في الزاوية، لفت انتباهه كرسي غريب الشكل، بدا وكأنه جاء من عالم آخر. كان الكرسي مزيناً بأنماط ملونة وذو مسند ظهر غريب الشكل. ألقى جحا نظرة على البائع وسأله، "ما هو سر هذا الكرسي العجيب؟"
أجاب البائع مبتسمًا، "هذا هو الكرسي السحري، يجلب السعادة لمن يجلس عليه. ولكن هناك شرطاً: يجب أن تجلس عليه أثناء قفزك في الهواء."
فكر جحا قليلاً ثم قال: "سأشتريه، يبدو أن الأمر يستحق التجربة." دفع جحا المال وأخذ الكرسي إلى منزله.
عند وصوله إلى المنزل، كان جحا متحمساً لتجربة الكرسي العجيب. وضعه في وسط الصالة وصعد عليه. ثم بدأ بالقفز في الهواء، ولكنه فشل في البقاء جالساً على الكرسي. في كل مرة كان يقفز، كان الكرسي يتحرك بطريقة عشوائية، مما جعل جحا يرقص في كل زاوية من المنزل.
سقط جحا على الأرض وهو يضحك. "هذا الكرسي يظن نفسه مهرجاً!" قال وهو يضحك بشدة. ولكنه لم يستسلم. قرر أن يطلب مساعدة جيرانه.
في اليوم التالي، جاء جيران جحا لمساعدته. حاولوا جميعاً الجلوس على الكرسي أثناء قفزهم، ولكن النتيجة كانت كما هي: سقوط وضحك. أحد الجيران قال مازحًا، "لربما كان الكرسي سيصبح مشهوراً لو وضعناه في عرض كوميدي!"
ومع مرور الوقت، أصبح الكرسي موضوعاً للحديث في القرية. جاء الناس من جميع أنحاء المنطقة لرؤية الكرسي السحري والتمتع بالعرض المضحك الذي يقدمه جحا وجيرانه. حتى أن الأطفال كانوا يضحكون ويتجمعون لمشاهدة جحا وهو يقفز على الكرسي ويتدحرج على الأرض.
في أحد الأيام، جاء زائر من مدينة كبيرة إلى القرية. سمع عن الكرسي العجيب وقرر أن يراه بنفسه. فطلب من جحا أن يجلس على الكرسي، لكن جحا رفض قائلاً: "إنني أستمتع بهذا الكرسي كثيراً، وأعتقد أن أفضل شيء هو أن تبقى المتعة هنا في قريتنا."
تقدم الزائر لمشاهدة العرض وتابع جحا وهو يقفز ويتدحرج. ثم قال: "لم أرى في حياتي شيئاً مثل هذا. لن أستطيع أن أحتفظ بهذا الكرسي العجيب لنفسي، فهو ينتمي إلى هذه القرية المميزة."
عاد الزائر إلى مدينته وهو محمل بقصة جحا والكرسي العجيب، وأصبح الكرسي مصدر سعادة وضحك للكثيرين. وبهذا، كان جحا قد حقق نجاحاً لم يكن يتوقعه، ليس فقط في تجديد أثاث منزله، بل أيضاً في إحضار الفرح إلى قريته.
وهكذا، أثبت جحا مرة أخرى أنه حتى الأشياء الغريبة يمكن أن تتحول إلى قصص رائعة وضحك مستمر، إذا كانت مصحوبة بروح الدعابة والخيال.