سر الحديقة المخفية
في يوم من الأيام انتقلت عائلة صغيرة إلي منزل جديد علي أطراف مدينة صغيرة كان المنزل جميلاً تحيط به أشجار ضخمة ولكن كان هناك شيء غريب حوله؛ فقد كانت هناك بوابة قديمة مصنوعة من الحديد الصدئ في خلفية الحديقة وكان يلتف حولها نباتات متشابكة تُخفي ما وراءها
عندما اكتشف آدم وليلي وهما الطفلان في هذه العائلة تلك البوابة أثار الفضول في قلبيهما قررا أن يستكشفا ما وراء تلك البوابة في أحد الأيام المشمسة حين كان والديهما مشغولين بتفريغ الحقائب اتجه الطفلان نحو البوابة المجهولة حاول آدم دفع البوابة ولكنها لم تفتح بسهولة بعد عدة محاولات انفتحت البوابة أخيرا
خلف البوابة اكتشفا حديقة قديمة وكأنها منسية عبر الزمن كانت النباتات هنا تختلف عن أي شيء رأوه من قبل ألوان زاهية وزهور غريبة تتوهج في الضوء لكن المفاجأة الكبر ي كانت عندما نطقت إحد ي الزهور قائلة
مرحباً منذ زمن لم يزرنا أحد
ارتعد آدم وليلي من الخوف في البداية لكن سرعان ما هدأتهما الزهرة بكلماتها اللطيفة أخبرتهم الزهرة أنهم في الحديقة المخفية وهي حديقة سحرية تعيش فيها النباتات والحيوانات بسلام لكن بشرط أن لا يكتشف البشر الآخرين وجودها الحديقة كانت بحاجة إلي اهتمام ورعاية وقالت لهم الزهرة أنهم إذا اعتنوا بالحديقة فإنها ستكشف لهم أسرارها العديدة
قرر الطفلان العناية بالحديقة كل يوم بعد المدرسة قاما بسقي النباتات وقطف الأعشاب الضارة واعتنيا بالحيوانات الصغيرة التي كانت تعيش في الزوايا المخفية من الحديقة وكلما ازداد اهتمامهما بالحديقة كلما أصبحت أجمل وكشفت لهما الحديقة عن المزيد من أسرارها السحرية
في أحد الأيام اكتشف آدم وليلي بحيرة صغيرة في زاوية بعيدة من الحديقة كانت المياه صافية لدرجة أنهما كانا يستطيعان رؤية الأسماك الملونة تسبح في قاعها عندما لمسا الماء شعرا بتيار دافئ يجري عبر أيديهما وفجأة ظهرت جسر قوس قزح فوق البحيرة وعندما عبراه وجدا نفسيهما في جزء آخر من الحديقة لم يسبق لهما أن رأياه من قبل كان هناك شجرة ضخمة بأوراق ذهبية تتلألأ في ضوء الشمس
قالت الشجرة لهم: أنا شجرة الأمنيات يمكن لكل منكم أن يتمني أمنية واحدة ولكن تذكرا يجب أن تكون أمنياتكم نابعة من القلب وتهدف إلي الخير
فكر الطفلان بعمق قبل أن يتمنيا تمنت ليلي أن تكون الحديقة دائمًا مزدهرة وسعيدة وأن تزهر الزهور طوال العام أما آدم فتمني أن يكون قادرًا علي فهم لغة الحيوانات والنباتات حتي يتمكن من رعاية الحديقة بشكل أفضل
تحققت أمنيتيهما وأصبحت الحديقة المخفية أجمل وأزهي من أي وقت مضي تعلم الطفلان من مغامراتهما في الحديقة أهمية الاعتناء بالطبيعة وأهمية استخدام القوة التي تمنحها لهم بطرق تنفع الجميع
وبقي سر الحديقة المخفية محفوظًا بين آدم وليل ي وأصبحا يعودان إليها يومياً ليس فقط للعب بل أيضًا لتعلم المزيد من أسرارها السحرية التي لا تنتهي