حب لا يعرف المستحيل
كل يوم يأخذ باقة من الأزهار ويتجه إلى المطعم ويجلس على نفس الطاولة وينتظر و في يده الأزهار ' يجلس بالساعات ثم يذهب ويأتي في اليوم التالي وهكذا كل يوم ..ماذا ينتظر ؟
علي الشاب الوسيم الذي يعمل مهندس معماري في شركة والده وهى من الشركات الكبرى في البلد ينتظر كل يوم عودة حبيبته التي كانت تعمل معه في نفس الشركة ولكن تركته وذهبت قبل ثلاث أعوام ولا يعرف عنها شيئاً وهذا المطعم الذي يذهب إليه كل يوم كان المكان الذي يلتقيان فيه بعد العمل ' يذهب وهو على أمل أن تعود وأن يراها مرة أخرى لأنه يشتاق إليها كثيراً وحياته متوقفة منذ ذهابها ..
قبل ثلاث أعوام كانت قصة حب علي وأمل تضج في كل أركان الشركة ويتكلم عن حبهم جميع من حولهم وكانا دائماً معا لا يفترقان سوى وقت النوم ..
كان علي يرد أن يتقدم لطلب يد أمل للزواج وتكلم مع والديه في هذا الأمر ولكن عارضه والده بشدة في هذا القرار ' كان يريد والده أن يزوجه من إبنة عمه وهو أيضاً شريكه في الشركة وفي كل شيئ وكانت إبنة عمه بالفعل تحبه كثيراً وتريد الزواج به ولكن هو قلبه وعقله وكل جوارحه مع أمل التي يحبها كثيراً ولا يريد غيرها ..
هدده والده أن يأخذ منه كل شيئ ويطرد أمل من الشركة لو لم يبتعد عنها وعلي كان يعرف جيداً أن هذا العمل مهم جدا لأمل لأنها العائل الوحيد لأسرتها بعد وفاة والدها قبل أعوام ولديها أم مريضة تحتاج لعلاج دائم ولها أخت صغيرة تدرس في الصف الثالث الثانوي ولو تركت العمل ستنهار العائلة ..
علي وقف أمام والده وعارض كلامه بشده وقال له لن أتزوج أي فتاة أخرى سوى أمل لأني أحبها كثيراً وهذه حياتي ولن أسمح لك أن تتدخل فيها أو تحدد مستقبلي ' إفعل لي أي شيئ ولكن إبتعد عن أمل فهي تحتاج لهذا العمل كثيراً..
لم يستمع له والده ونفذ ما في رأسه وطرد أمل من الشركة لكي تبتعد عن علي نهائياً ووجدت نفسها على باب الشركة بدون عمل ' وكانت هذه وسيلة ضغط من والده لكي ينفذ ما يريده ويتزوج إبنة عمه..
رجعت أمل إلى منزلها وهى تبكي وأغلقت هاتفها وقررت الإبتعاد عن علي نهائياً لأنها خافت على أسرتها من أن يلحق بهم الأذى من والد علي .وثاني يوم أرسلت سيرتها الذاتية لشركات كثيرة عبر الإنترنت ولأنها كانت متفوقة في دراستها وعملها بعد أيام ردت عليها شركة منهم بالموافقة وأن تجهز أوراق السفر وتحضر إلى الشركة في أقرب وقت ' وبالفعل جهزت أمل أوراق السفر وكل شيئ ونقلت والدتها وأختها إلى شقة أخرى بعيدا عن مكان سكنهم حتى تكون مطمئنة عليهم وهى بعيدة عنهم ..
وسافرت أمل ودخلت إلى الشركة ومن اليوم الأول استطاعت أمل أن تثبت وجودها باجتهادها وعملها بتفوق وكانت دائماً ترسل الأموال لأسرتها وتطمئن عليهم بإستمرار وتقول لهم سأجني المال الذي يجعلنا لا نحتاج فيه لأحد وسأعود ..
ومرت الأيام والشهور والسنوات وقررت أن تعود أمل إلى بلدها ويكفي ثلاث سنوات في الغربة ' و عادت أمل وكانت تفكر في علي كثيرا وأنها تشتاق إليه كثيراً وتريد أن تعرف أي شيئ عنه وتريد الإطمئنان عليه لأنها لا تعرف عنه أي شيئ منذ أن أغلقت جميع وسائل التواصل بينهم وحتى غيرت مكان سكنهم وقالت في نفسها مؤكد أنه تزوج الآن وأصبحت له حياته ويمكن أن يكون أب أيضاً ولا تعلم بأنه فعل كل شيئ لكي يصل إليها أو يعرف مكانها أو حتى يسمع صوتها فقط
أخذت تبحث في غرفتها وبين أوراقها عن أي رقم تليفون صديق مشترك بينهم كان يعمل معهم في الشركة لكي تسأله عن علي وبالفعل وجدت رقماً ولكن وجدته مغلق وشعرت بغصة في قلبها ..
وفي اليوم التالي ذهبت أمل لنفس المطعم الذي كانت تلتقي فيه مع علي وجلست على نفس الطاولة وطلبت نفس المشروب عصير البرتقال وكانت تشعر من داخلها بأن علي سوف يأتي في أي وقت وجلست تنتظر ومرت ساعتين وقررت أن تمشي وهى على باب المطعم إصطدمت ب علي وأخذت ترتجف وتعالت دقات قلبها وهو أيضا كان مصدوم فهو يأتي كل يوم ويتمنى أن تكون موجودة
علي لم يتكلم ولكن كانت نظراته كلها لوم وعتاب على السنوات التي تركته فيهم أمل وقبل أن يتكلم قالت له أمل القدر فرق بيننا ولكن أنا هنا الآن لقد إشتقت إليك كثيراً ورد عليها علي وأنا أيضاً وجلسا يتبادلان الحديث والعتاب وعرفت أمل منه أنه مازال ينتظرها ولم يتزوج وترك الشركة وكل شيئ وبدأ من نقطة البداية وقال لأمل إنتظرنا كثيراً لن أنتظر مرة أخرى وعرض عليها الزواج ووافقت أمل وقالت له سنبدأ حياة جديدة معاً ونترك الماضي وراءنا …
في الختام :
الحب الحقيقي لا يعرف المستحيل ويستطيع المحبين عبور كل الحواجز لكي يكونا معاً …