السماء لا تتسع لنا -الفصل الرابع (الكاتبة علا ابراهيم)

السماء لا تتسع لنا -الفصل الرابع (الكاتبة علا ابراهيم)

Rating 0 out of 5.
0 reviews

في الشقة

كان الوقت قد مرّ، وأروى في غرفتها، تقرأ كتابًا.

ظنت أن لا أحد في المنزل، فتركت الباب مفتوحًا.

لكن الوقت... توقف.

الكتاب سقط من يدها،

في الشقة

كان الوقت قد مرّ، وأروى في غرفتها، تقرأ كتابًا.

ظنت أن لا أحد في المنزل، فتركت الباب مفتوحًا.

لكن الوقت… توقف.

الكتاب سقط من يدها،

ذلك الواقف عند باب غرفتها… خالد.

ينظر لها بابتسامة مقززة…

نفس الابتسامة التي طالما خافت منها.

شعرت أروى أن الوقت توقف.

الهواء تجمّد، والنور انطفأ من حولها، كأنها فريسة محاصرة داخل قفص ضيق.

خالد دخل بخطوات بطيئة، ثقيلة… وعيناه تلمعان بنية خبيثة.

همس بصوت منخفض، مشبع بالاستهزاء:

— "فاكرة نفسك مش هتقعي؟! أنا جيتلك بالهدوء والحنية… وكنتِ فاكراه هيمشي الحال كده؟ بس ازاى؟!

تراجعت أروى فجأة، تركض بعشوائية محاولة الهرب،

لكن يده امتدت كالمخالب، أمسكت بخصرها بعنف وجذبها بعنف نحو السرير.

رمى جسدها عليه دون رحمة، واقترب بخطوات مريبة.

أغمضت عينيها بشدة، كأنها تريد محو هذا الكابوس من الوجود،

وبصوت مخنوق، امتزج فيه الخوف بالغضب، صاحت:

— "أنا مش قادرة أتحمّلك… ولا حتى أبص في وشك!

إزاي تدخل الشقة من غير ما تستأذن يا حيوان؟!"

ضحك بسخرية، وضع يده على قلبه متصنعًا الحزن:

— “استأذن؟! ما أنا استأذنت من صاحب البيت، فاروق… صاحبك، حبيبك، اللي مديني المفتاح بنفسه.”

ثم مال ناحيتها، وهمس بصوت يقطر سما:

— “هو دا اللي بتحبيه… صح؟”

تسمرت عيناها فيه، نظرة صدمة… كأنها لا تصدق أن فاروق يمكن أن يخذلها هكذا.

نزلت دمعة من عينها، وهو يقترب أكثر… لحظة مريعة.

لكن فجأة…

أروى دفعت قدمها بقوة في ساقه.

سقط بجسده على السرير وهو يصرخ بألم، بينما هي تركض خارجة من الغرفة، أنفاسها متقطعة، وجسدها يرتعش.

السماء لا تتسع لنا 

image about السماء لا تتسع لنا -الفصل الرابع (الكاتبة علا ابراهيم)

---

في نفس الوقت – فاروق في المكتب

كان فاروق عاجزًا عن التركيز.

الملفات أمامه بلا معنى، الكلمات تذوب، والأفكار تتسرب.

صورة أروى تتكرر في عقله… هل كانت نائمة؟ هل استيقظت؟

ماذا يمكن أن يقول لها خالد؟ ماذا يمكن أن… يفعل؟

نهض فاروق فجأة.

أمسك بجاكيت بدلته بسرعة، وخرج من المكتب بعنف.

ركب السيارة، وانطلق بسرعة جنونية، عقله مليء بالأسوأ.

وصل أمام الشالية… البحر هادئ، لكن صدره يعج بالعواصف.

وجد باب الشقة مغلقًا.

طرق الباب بقوة.

ثم بدأ يصرخ:

— “خالد! افتح!”

لكن ما جاءه كان صوتًا آخر… صراخ أروى،

مرتفع، ممزق، يدق قلبه كالخناجر.

ركلاته على الباب اشتدت، ضرب، وصراخ، حتى تذكّر…

معه نسخة أخرى من المفتاح!

أسرع إلى السيارة، التقط المفتاح كأنه يمسك بنجاته.

عاد يركض، فتح الباب، واندفع إلى الداخل كالعاصفة.

لكن 

ما رآه…

جعله يتجمد في مكانه 

رواية السماء لا تتسع لنا 

بقلم بقلم الكاتبة : على ابراهيم 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

0

followings

0

similar articles
-