"نور ونجم السحر"

"نور ونجم السحر"

0 المراجعات

قصة "نور ونجم السحر"

في قرية صغيرة تحيط بها التلال والوديان، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى نور. كانت نور فتاة فضولية تحب استكشاف كل ما هو جديد. قضت أيامها بين الحقول، تلاحق الفراشات وتجمع الزهور البرية. كانت تعشق الطبيعة، وتجد في مراقبة النجوم متعة خاصة، حيث كانت تؤمن أن كل نجم يخفي قصة.

عائلتها كانت فقيرة، تعمل في زراعة الأرض، لكن حياتهم كانت مليئة بالحب والتعاون. كانت نور تُساعد والديها في الحقل صباحًا، وتقرأ الكتب القديمة التي ورثتها عن جدها في المساء. كان جدها دائمًا يقول لها: "النور الحقيقي هو ما ينبع من القلب، فلا تخافي من ظلام العالم."


---

اللقاء الغامض

في إحدى الليالي الهادئة، بينما كانت السماء تزينها النجوم اللامعة، جلست نور على التلة القريبة من منزلها. لاحظت أن نجمًا واحدًا يلمع بشدة أكبر من غيره، وكأنه يحاول إرسال رسالة. فجأة، شعرت بشيء غريب، كأن الريح تحمل كلمات غير مفهومة. اقتربت من النجم المضيء الذي بدا وكأنه يناديها بصوت ناعم.

أخذت مصباحها الصغير وخرجت بخطوات مترددة نحو الغابة المجاورة، التي كانت تُعرف بأنها موطن الأساطير القديمة. كان الليل مظلمًا، والأصوات الغريبة تملأ المكان، لكنها شعرت بشيء داخلي يدفعها للاستمرار.


---

نجم السحر

عندما وصلت إلى قلب الغابة، رأته أخيرًا: كرة ضوئية صغيرة تحلق في الهواء. كانت تتوهج بلطف وتنشر دفئًا غريبًا. قالت الكرة: "مرحبًا نور. أنا لومي، نجم من عالم السحر. لقد اخترتك لأنك تملكين قلبًا نقيًا وشجاعة فريدة."

تفاجأت نور وسألت بارتباك: "ولكن لماذا أنا؟ ماذا تريد مني؟"
أجابها لومي: "ساحرة شريرة سرقت جوهر الضوء الذي يربط النجوم، وإذا لم نستعده، سيغرق العالم في الظلام. أنتِ الوحيدة التي يمكنها مساعدتي."


---

المغامرة تبدأ

قدّم لومي خريطة سحرية تقودها إلى جبل بعيد، حيث تخبئ الساحرة جوهر الضوء. كان الطريق مليئًا بالمخاطر، لكنها قررت قبول المهمة.

في أول محطاتها، عبرت غابة مليئة بالأشجار المتحركة. كل شجرة كانت تحاول أن تعرقل طريقها، لكنها استخدمت ذكاءها وعصا صغيرة لفتح ممر آمن. في المحطة التالية، وجدت نهرًا عريضًا لا يمكن عبوره بسهولة. فجأة ظهر سمك سحري، وقال: "إذا ساعدتِني في تنظيف النهر من الحجارة، سأساعدكِ."

عملت نور بجد حتى أزال السمك الحجارة، وكافأها بتعويذة جعلتها تطفو فوق الماء، مما سمح لها بعبور النهر بأمان.


---

لقاء الطائر الذهبي

في منتصف الطريق، وجدت طائرًا صغيرًا مصابًا. كان جناحه مكسورًا ويعاني من ألم شديد. على الرغم من تعبها وضيق الوقت، جلست نور تعالجه باستخدام بعض الأعشاب التي تعلمت فوائدها من والدتها. بعد فترة، تعافى الطائر، وقال لها: "لقد أثبتِ أنكِ تحملين قلبًا مليئًا بالطيبة. خذي هذه الريشة الذهبية، فقد تحتاجينها يومًا ما."


---

مواجهة الساحرة

عندما وصلت إلى الجبل البعيد، وجدت الساحرة الشريرة تنتظرها وسط عاصفة من الدخان الأسود. كانت تحمل جوهر الضوء بين يديها وتضحك بخبث. صرخت الساحرة: "من تظنين نفسك لتواجهيني؟ لن تنتصري أبدًا!"

تذكرت نور الريشة الذهبية. رفعتها نحو السماء، وفجأة انطلق منها شعاع قوي من الضوء، مزّق الظلام المحيط بالساحرة. حاولت الساحرة المقاومة، لكنها لم تستطع مواجهة النور. سقط جوهر الضوء من يديها، وأمسكته نور بسرعة.


---

عودة النور

عادت نور مع لومي إلى عالم النجوم. وضعت جوهر الضوء في مكانه، وعادت السماء تلمع بألوان زاهية أكثر من أي وقت مضى. شكرها لومي قائلاً: "بشجاعتك وطيبتك، أنقذتِ عالمنا وعالم البشر. لن ننساكِ أبدًا."

عادت نور إلى قريتها وهي مليئة بالفخر والسعادة. أصبحت قصتها مصدر إلهام للجميع، وأدرك أهل قريتها أن الطيبة والشجاعة هما أعظم أسلحة في مواجهة الظلام.


---

العبرة

تعلمنا قصة نور أن الشجاعة ليست مجرد قوة جسدية، بل هي القدرة على مواجهة المخاوف واتخاذ قرارات صعبة. كما أن الطيبة والرحمة تفتح أبواب الخير حتى في أشد الأوقات صعوبة.

النهاية


---

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة