
حكاية الفتاة الصغيره
الفتاة الصغيرة والجُملة الغامضة
في قريةٍ صغيرة تحيط بها الأشجار الكثيفة، كانت تعيش فتاة تدعى ليلى. كانت محبة للقراءة والاستكشاف، تقضي ساعات طويلة في مكتبة جدها العتيقة، تغوص في صفحات الكتب التي تنقلها إلى عوالم مختلفة. لم يكن هناك شيء يسعدها أكثر من اكتشاف الأسرار المخفية بين السطور.
ذات يوم، وبينما كانت تتصفح كتابًا قديمًا بغلاف جلدي متآكل، لاحظت وجود جملة مكتوبة بخط اليد على إحدى الصفحات الصفراء:
“ابحثي عن النور في الظل، وستجدين ما لا يُرى بالعين.”
قرأت الجملة مرارًا وتكرارًا، لكنها لم تستطع فهم معناها. هل هي رسالة سرية؟ أم مجرد كلمات عابرة؟ لم تستطع مقاومة فضولها، فركضت إلى جدها، الذي كان جالسًا يحتسي الشاي في شرفته المطلة على الحديقة.
ضحك الجد بحنان وقال: “إنها جملة قديمة، لكنها تحمل سرًا. عليكِ أن تكتشفيه بنفسك.”
عادت ليلى إلى المكتبة وهي تشعر بالحماس. بدأت تتفقد كل زاوية، تراقب كيف يسقط الضوء عبر النوافذ، وتبحث في أرفف الكتب عن أي شيء غير مألوف.
مرت أيام دون أن تجد شيئًا، حتى جاء صباح مشرق جلست فيه قرب نافذة صغيرة في المكتبة. بينما كانت تقرأ، لاحظت أن ضوء الشمس يمر من خلال ثقب في النافذة، فيسقط على رف معين مكونًا ظلًا غريبًا على الأرض.
تقدمت ببطء، تتبعت الظل حتى وجدت أنه يشير إلى بلاطة خشبية تبدو مختلفة قليلًا عن باقي الأرضية. ركعت ولمستها، فوجدتها تتحرك بسهولة. بحذر شديد، رفعتها لتكتشف تحتها صندوقًا خشبيًا صغيرًا، مزينًا بنقوش قديمة.
حبست أنفاسها وهي تفتح الصندوق. في داخله، وجدت كتابًا مغلفًا بعناية. عندما قلبت صفحاته، اكتشفت أنه يحكي تاريخ عائلتها، وبه قصص عن أجدادها، ومغامراتهم، والأسرار التي لم يخبرها بها أحد.
فهمت ليلى أخيرًا أن الجملة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت مفتاحًا لاكتشاف شيء ثمين عن ماضيها. ومنذ ذلك اليوم، تعلمت أن الأسرار لا تُكشف بسهولة، وأن الفضول والمعرفة هما أعظم كنز يمكن أن يمتلكه الإنسان.
أهمية القصة:
1. تعزيز حب المعرفة والاستكشاف – القصة تشجع على البحث عن الإجابات وعدم الاكتفاء بما هو ظاهر.
2. تنمية التفكير النقدي وحل المشكلات – من خلال تحليل الجملة الغامضة وربطها بالواقع.
3. إبراز قيمة التاريخ والتراث العائلي – فمعرفة الماضي تساعد في فهم الحاضر وبناء المستقبل.
4. تعليم الصبر والإصرار – إذ لم تتوقف ليلى عن البحث حتى وجدت الحقيقة.
5. إظهار أن الأشياء العظيمة تبدأ بأسئلة صغيرة – فكل اكتشاف عظيم يبدأ بفضول بسيط وسؤال محفّز.







