سرُّ الغابة المسحورة

سرُّ الغابة المسحورة

0 reviews

سرُّ الغابة المسحورة

في قرية صغيرة بجانب غابة كثيفة، كان هناك فتى يُدعى "ياسين"، فضوليٌّ وشجاع، يحب المغامرات والاكتشاف. كان الجميع يحذرونه من دخول الغابة، فقد قيل إنها مسحورة، لكن ياسين لم يصدق تلك القصص.

ذات يوم، بينما كان يلعب بالقرب من أطراف الغابة، رأى طائرًا ملونًا غريبًا يطير بين الأشجار. تعجب ياسين وقال في نفسه:

“لا يوجد طائر كهذا في قريتنا... لا بد أن أتبعه!”

دخل ياسين إلى الغابة بحذر، فوجد الأشجار ضخمة وأوراقها تتوهج بلون ذهبي خافت. فجأة، سمع صوت بكاء خافت. بحث حتى وجد سلحفاة صغيرة عالقة بين الأغصان. حملها بلطف وساعدها على النزول.

ابتسمت السلحفاة وقالت:

“شكراً لك، أيها الفتى الطيب! لقد أنقذتني، وسأخبرك بسر الغابة المسحورة!”

تفاجأ ياسين بأن السلحفاة تتكلم! قالت له:

“هذه الغابة مليئة بالمخلوقات السحرية، لكنها تخاف من البشر لأنهم لا يحترمون الطبيعة. أنت أثبت أنك مختلف، لذا سأعطيك هدية خاصة.”

لمعت عينا السلحفاة، وفجأة، أصبح ياسين يفهم لغة الحيوانات! سمع الطيور تحكي قصصًا عن السماء، والأرانب تروي حكايات عن الجذور العميقة تحت الأرض، وحتى الأشجار تهمس بأغاني الرياح!

بعد أن تعلّم ياسين لغة الحيوانات، أصبح يزور الغابة يوميًا، يتحدث مع الطيور، يستمع إلى قصص الأشجار، ويعتني بالحيوانات الصغيرة. كان سعيدًا جدًا بهذا العالم الجديد، لكنه لم يكن يعلم أن هناك مهمة كبرى بانتظاره!

ذات مساء، جاءت إليه السلحفاة الحكيمة مسرعة وقالت بصوت قلق:

“ياسين! هناك خطر كبير يهدد الغابة! النهر المقدس الذي يمنح الحياة لكل المخلوقات بدأ يجف، وإذا لم نجد السبب، ستموت الأشجار وتختفي الحيوانات!”

لم يتردد ياسين لحظة، وسأل السلحفاة:

“كيف يمكنني المساعدة؟”

أخذته السلحفاة إلى النهر، فوجد المياه قليلة ومتسخة، والأسماك تكافح للبقاء. وبينما كان يتفحص المكان، سمع ضحكة غريبة خلفه. التفت فوجد ثعلبًا رماديًا بعينين لامعتين يقف على صخرة، ويقول بمكر:

“أوه، فتى البشر! هل تبحث عن سر النهر؟ حسنًا، سأخبرك… لكن عليك حل لغزي أولًا!”

وافق ياسين، فقال الثعلب:

“أنا شيء لا يُؤكل لكنه يمنح الحياة، يختفي في النهار ويظهر عند الغياب، يسقط من السماء لكنه ليس نجمة، فمن أكون؟”

فكر ياسين قليلًا، ثم ابتسم وقال بثقة:

“إنه المطر!”

ضحك الثعلب وقال:

“أحسنت! إذن استمع جيدًا… السبب في جفاف النهر هو حجر سحري سرقه شخص شرير، وعليك استعادته!”

شكر ياسين الثعلب، وانطلق يبحث عن الحجر. سأل الطيور، فدلته على كهف مظلم في أعماق الغابة. دخل بحذر، فوجد هناك ساحرًا شريرًا يجلس على عرش من العظام، ممسكًا بالحجر الذي يشع بلون أزرق غامق.

وقف ياسين بشجاعة وقال:

“أيها الساحر، لماذا سرقت الحجر؟ إن الغابة تموت بسببه!”

ضحك الساحر بسخرية وقال:

“أنا أريد القوة! كلما جف النهر، ازدادت قوتي، ولن أعيد الحجر أبدًا!”

فكر ياسين بسرعة، ثم قال بحكمة:

“لكنك إذا قتلت الغابة، فلن يبقى لديك شيء تحكمه! قوتك لن تنفعك إن لم يبق هناك حياة.”

توقف الساحر قليلًا، وفكر في كلامه، ثم أدرك أنه كان مخطئًا. شعر بالخجل، وأعاد الحجر لياسين.

وما إن وضع ياسين الحجر في مكانه، حتى عادت المياه تتدفق بقوة، والأشجار خضراء، وامتلأت الغابة بالحياة من جديد!

احتفلت المخلوقات بياسين، وشكرته السلحفاة قائلة:

“لقد أثبت أنك بطل الغابة الحقيقي!”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح ياسين حامي الغابة المسحورة، يراقبها، ويحكي قصتها لكل من يريد التعلم عن سحر الطبيعة!                                 

العبرة

الشجاعة والحكمة أهم من القوة، والرحمة بالبيئة تجعلنا أبطالًا حقيقيين!

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
similar articles