قصة الغني المتنكر

قصة الغني المتنكر

0 reviews

 الغني المتنكر

image about قصة الغني المتنكر

في أحد أحياء القاهرة القديمة، كان هناك شاب يُدعى يوسف. يظهر للناس كبائع جائل بسيط، يرتدي ملابس بالية، ويبيع المناديل الورقية على إشارات المرور، ويجوب الشوارع بدراجته العتيقة.

لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا. يوسف في الواقع كان وريثًا وحيدًا لإمبراطورية اقتصادية ضخمة يمتلكها والده الراحل، رجل الأعمال الشهير عدنان المنشاوي. بعد وفاة والده، ترك له شركات، أراضٍ، عقارات، وأسهمًا في بنوك عالمية، لتتجاوز ثروته المليار دولار.

لكن يوسف لم يكن كأبيه. لم يحب الظهور، ولا السيارات الفارهة، ولا الرفاهية المفرطة. بل كان هدفه شيء واحد: أن يجد فتاة تحبه لشخصه، لا لماله.

الفصل الأول: القرار

image about قصة الغني المتنكر

في عيد ميلاده السابع والعشرين، جلس يوسف في قصره المطل على نهر النيل، يفكر في حياته. المال؟ لديه ما يكفي ليعيش ألف عام. الشهرة؟ يهرب منها. الحب؟ هذا ما ينقصه.

قرر حينها أن يتنكر في شخصية فقير، يعيش في حي شعبي، ليبدأ رحلة البحث عن حب حقيقي.

باع إحدى سياراته الفارهة، واحتفظ بثمنها في حساب خفي، واستأجر غرفة بسيطة على سطح أحد المباني في حي الدرب الأحمر، واشترى دراجة متهالكة.

كل صباح، كان يستيقظ باكرًا، يلف المناديل داخل حقيبته الصغيرة، وينزل إلى الشارع. لا أحد يعلم أنه يملك سلسلة فنادق بين لندن ودبي.

الفصل الثاني: اللقاء الأول

image about قصة الغني المتنكر

ذات صباح، وبينما كان يوسف يقف عند إشارة مرور في العتبة، اقتربت منه فتاة تحمل كتبًا كثيرة وتسير بسرعة.

اصطدم بها دون قصد، وسقطت الكتب. أسرع يوسف بمساعدتها، واعتذر لها بلطف.

قالت الفتاة بابتسامة صادقة:
"ولا يهمك، شكلك محترم والله."

عرف منها أن اسمها فريدة، طالبة في كلية الآداب، وتعمل في مكتبة صغيرة لتعول والدتها المريضة.

منذ تلك اللحظة، بدأ قلب يوسف ينبض بشيء جديد.

الفصل الثالث: إعجاب متبادل

أصبح يوسف يتعمد المرور من أمام المكتبة التي تعمل بها فريدة. كانت تحييه دائمًا بلطف، وتمنحه كتابًا أو اثنين مجانًا، بحجة أنها نسخ قديمة.

كانا يتحدثان عن الأدب، الحياة، والواقع. يوسف رغم مظهره البسيط، كان مثقفًا جدًا، وهذا ما جذب فريدة نحوه. أما هي، فكانت مختلفة عن كل من عرفهن سابقًا.

مرت أسابيع، وبدأ الإعجاب يتحول إلى حب خفي. لم يجرؤ يوسف على الاعتراف بحقيقته، لكنه قرر أن يختبر قلب فريدة.

الفصل الرابع: الاختبار الكبير

في أحد الأيام، أخبرها أنه ورث بعض المال من قريب له، وأنه يمكنه استئجار مكان أفضل وبدء مشروع صغير.

قالت له بتلقائية:
"الفلوس مش هي اللي بتعمل الإنسان. أهم حاجة نظل شرفاء. لو عايز تعمل مشروع، اشتغل بس متتغيرش."

كانت الجملة كفيلة أن تؤكد له أنها لا تهتم بالمال فعلاً. لكن لم يكتفِ.

عرض عليها الزواج، وهو لا يزال في شخصية الفقير.

قالت:
"أنا بحبك، ولو على قدك، نعيش ونكافح سوا."

وقتها، دمعت عيناه.

الفصل الخامس: كشف الحقيقة

image about قصة الغني المتنكر

بعد أسبوع، طلب منها أن تلتقي به في مكان مختلف.

أرسل لها سيارة فارهة مع سائق أنيق، وعندما وصلت، وجدت نفسها أمام فيلا ضخمة على أطراف المعادي.

دخلت وهي مذهولة، لتجد يوسف ببدلة أنيقة في انتطارها.

قال لها:
"أنا يوسف المنشاوي. وأنتِ حب حياتي. اختبرتك، ونجحتي. إنتِ أنظف قلب قابلته في حياتي."

لم تصدق في البداية، لكنها رأت الصور، الأوراق، والخدم يحيطون به.

بكت من الفرح، وقالت:
"أنا بحبك زي ما كنت، وزي ما أنت. المهم تفضل يوسف اللي عرفته."

الفصل السادس: النهاية السعيدة

image about قصة الغني المتنكر

أقام يوسف وفريدة حفل زفاف أسطوري، لكنه اقتصر على الأصدقاء الحقيقيين.

أنشأ مؤسسة خيرية باسم والدها الراحل، وعين فريدة مديرة لها.

ظل يساعد الناس دون أن يظهر في الإعلام، وفريدة كانت بجانبه في كل خطوة.

أما الناس في الشارع؟ فكانوا لا يزالون يتحدثون عن البائع المتواضع اللي فجأة اختفى.

لكن يوسف؟ ظل يظهر أحيانًا، بنفس الدراجة، يوزع المناديل مجانًا، بابتسامة تقول:

"لسه في الدنيا خير... والفلوس عمرها ما كانت المقياس."

النهاية

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

17

followings

48

followings

1

similar articles