
سوداني حكم مصر
اول رئيس جمهوري عرفته البلاد كان سودانيا :
دولة عريقة من اقدم الحضارات التي عُرفت بين البشرية لذلك لم تحظى بحكم احد أبنائها إلا من وقت قريب فقد كانت تُحكم كمستعمرة حتى استقلت في زمننا الحديث على يد محمد علي والذي يعد مقدونيا لا مصريا هو الاخر وظلت مصر كذلك حتى انتهى بها المطاف إلى اللواء محمد نجيب وهو اول رئيس جمهوري عرفته البلاد ولكنه كان سودانيا ولد في الخرطوم عام ١٩٠١ مقتديا بعائلته الحافلة بالابطال حيث جده وهو عثمان بك الذي كانت جدته تروي له بطولاته وخاله عبد الوهاب ولا سيما والده الذي كان سببا دخوله للمدرسة الحربية بالقاهرة وتخرج منها عام 1918. إلى جانب عمله العسكري، حصل على عدة شهادات جامعية في القانون والحقوق والاقتصاد، ما أظهر تعدد جوانب شخصيته.
إصابة وفخر
برز نجيب خلال حرب فلسطين 1948، حيث أُصيب أثناء المعركة، مما أكسبه احترامًا واسعًا في أوساط الجيش. وعندما بدأت حركة "الضباط الأحرار"، كان نجيب هو الوجه الرسمي للثورة، لما يتمتع به من مكانة ورتبة عالية في الجيش. وبعد نجاح ثورة 23 يوليو، أصبح أول رئيس للجمهورية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة.
خلاف وفرقة
رغم الشعبية الكبيرة التي حظي بها، سرعان ما نشب خلاف بينه وبين جمال عبد الناصر. كان نجيب يطالب بعودة الحياة المدنية والنيابية، بينما كان عبد الناصر يتجه نحو حكم مركزي قوي بقيادة العسكريين. هذا الخلاف أدى إلى إقصاء نجيب من الحكم عام 1954، وفرض الإقامة الجبرية عليه لمدة زادت عن 18 عامًا.
عزلة
في عزلته، كتب نجيب مذكراته بعنوان "كنت رئيسًا لمصر"، التي كشف فيها كواليس الثورة والصراع داخل مجلس قيادة الثورة. لم يُعد له اعتباره بشكل رسمي إلا في عهد الرئيس أنور السادات، ثم توفي عام 1984 في صمت شبه تام.
اليوم، يُنظر إلى محمد نجيب باعتباره رمزًا للرئيس النزيه، الذي ضحى بالسلطة من أجل مبادئه. ورغم محاولات تهميشه، يبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المصريين كأول رئيس لمصر بعد قرون من الحكم الملكي
فهل يستحق هذا الاحترام ام كان خائنا كما ادعى عبد الناصر ؟