
بين الحيرة والصمود: قصة شاب تحدى الفقر وظروف الوطن
أنا الحائر…
ولدت في وطن غني بالثروات، لكنه فقير بالفرص. وطن تراجع بفعل الفساد والحكم الرديء، حتى أصبح من دول العالم الثالث. نشأت في بيت متواضع، والدي خياط بسيط متزوج من امرأتين، ولدي 18 أخًا وأختًا. منذ الطفولة، عرفت معنى القسوة، لا من الناس فقط، بل من الحياة ذاتها.
طفولة محرومة من التعليم
لم أكمل دراستي بسبب ضيق الحال وكثرة المسؤوليات، توقفت عند الصف الثالث ثانوي. كان حلمي بسيطًا: أن أكمل دراستي وأدخل الجامعة. لكن الوطن قال لا، والفقر قال لا، والظروف منعتني من حتى مجرد المحاولة.
ورغم ذلك، لم يمت الحلم داخلي.
فقدان الأم... لحظة الانكسار
كان كل ما أتمناه أن أرى أمي وأخواتي يعشن حياة كريمة. لكن أمي رحلت قبل أن أحقق لها ما كنت أحلم به. رحيلها كان صدمة كسرتني من الداخل. كنت أريد أن أكون الرجل المسؤول، أن أحمل عبء العائلة، لكنني لم أتمكن... وهذا ما يؤلمني حتى الآن.
أب فقير... ولكن معلم صبور
كان والدي يعمل في الخياطة ويجتهد من أجلنا، لكن جهده لم يكن كافيًا لسد احتياجاتنا. عملت معه، وتعلمت منه الصبر والكفاح، لكنني كنت أشعر أنني مجرد ظل في حياة مليئة بالصراعات.
الحيرة التي تحولت إلى درس
بمرور الوقت، أصبحت الحيرة جزءًا من كياني. بين ما أريده وما تفرضه الحياة، كنت عالقًا، أقاتل داخليًا. كنت أحلم بفرصة واحدة... للدراسة، للعمل، لأي شيء يخرجني من دائرة البؤس، لكن الأبواب كانت تُغلق أمامي باستمرار.
رغم كل ذلك، تعلمت شيئًا مهمًا: الحياة ليست ما نحلم به فقط، بل هي كيف نتعامل مع ما نُمنح.
شعاع الأمل في العتمة
لم أعد أنتظر أن يتغير الخارج، بل بدأت أبحث عن التغيير من الداخل. بدأت أقرأ، أتعلم، أكتب، وأؤمن بأنني أستحق حياة أفضل، حتى لو كانت الظروف تقول غير ذلك.
رسالتي لكل من يشعر بالحيرة
أنا الحائر... لكنني قررت ألا أكون ضحية لواقعي. هذه قصتي، وهي ليست قصة حزن فقط، بل قصة صمود. قد لا أكون الرجل المثالي، لكنني اخترت أن أقاوم، أن أتمسك بالأمل، أن أواصل الحلم، حتى في أصعب الظروف.
لكل من يعيش في وطن فقير رغم ثرواته، لكل من فقد أمه أو حلمه، لكل من يشعر بالضياع... أنت لست وحدك. الحيرة ليست نهاية، بل بداية لرحلة قد تُدهشك نتائجها يومًا ما.