
قصة الذئب والمعزات السبع: درس لا يُنسى في الذكاء والحذر"
لطالمالطالما كانت الحكايات الشعبية وسيلة فعالة لغرس القيم والعبر في نفوس الأطفال بطريقة ممتعة ومسلية. ومن بين تلك القصص الخالدة، تبرز قصة "الذئب والمعزات السبع" كواحدة من أجمل الحكايات التي تعلّم الأطفال الحذر، والاعتماد على النفس، وعدم الوثوق بالأغراب مهما تنكروا. في هذا المقال، نستعرض هذه القصة المشوّقة بأسلوب مبسط وأنيق يناسب القراءة والنشر، مع لمسة من العبرة في النهاية.
بداية القصة: حياة هادئة في الغابة
في قديم الزمان، وفي كوخ صغير يقع وسط الغابة، عاشت المعزة الأم مع صغيراتها السبع حياة مليئة بالحب والأمان. كانت الأم ترعى صغيراتها بكل حنان، وتحرص على سلامتهن من أي خطر يحيط بهن، وخاصة من الذئب الشرير الذي كان يتربص بالحيوانات الصغيرة.
وذات صباح، أرادت المعزة الأم الذهاب إلى الغابة لجلب الطعام، لكنها لم تغادر قبل أن توصي صغيراتها وصية مهمة:
> "صغيراتي العزيزات، لا تفتحن الباب لأي أحد. الذئب ماكر، وقد يتنكر بصوتي أو بمظهري.
تذكّرن: صوتي ناعم ورفيع، أما صوته فهو خشن وغليظ.
أقدامي بيضاء، أما أقدامه فسوداء. إذا طرق الباب أحد، تفقدن الصوت والأقدام قبل فتحه."
طمأنتها الصغيرات أنهن سيلتزمن بالحذر، فودعتهن الأم وقبّلتهن واحدة تلو الأخرى، ثم خرجت.
---
محاولة الذئب الأولى: الفشل بصوته
كان الذئب يراقب من بعيد، ولما رآها تبتعد، أسرع إلى الكوخ وطرق الباب، مقلدًا صوت المعزة الأم:
> “صغيرتي، افتحي الباب، أنا أمك. أحضرت طعامًا لذيذًا.”
لكن صوته الخشن فضح أمره.
فصاحت المعزات:
> “أنت لست أمنا! صوتك خشن، وأمنا صوتها رقيق. لن نفتح الباب!”
غضب الذئب وانصرف، وهو يفكر في حيلة أخرى.
محاولة الذئب الثانية: صوت ناعم، لكن الأقدام تفضحه
ذهب الذئب إلى البقال واشترى قطعة من الطبشور وأكلها ليصبح صوته ناعمًا. ثم عاد وطرق الباب مجددًا بصوت شبيه بالأم:
> “صغيراتي الجميلات، افتحن الباب. لقد عدت ومعي طعام طيب للجميع.”
ترددت الصغيرات، فالصوت كان مقنعًا. كدن أن يفتحن الباب، لكن واحدة منهن صرخت:
> “انتظرن! لننظر إلى الأقدام!”
نظرن من أسفل الباب، فرأين أقدامًا سوداء. فصحن جميعًا:
> “لن نفتح لك الباب! أقدام أمنا بيضاء، أما أنت فأقدامك سوداء. أنت الذئب المخادع!”
---
محاولة الذئب الثالثة: حيلة الطحين
زاد غضب الذئب، فذهب إلى الخباز وطلب منه بعض الطحين قائلاً:
> “لقد أصبحت نباتيًا، وأريد صنع المعجنات. هل يمكنك إعطائي بعض الدقيق؟”
أعطاه الخباز كيسًا من الطحين. وعندما اقترب من الكوخ، سكب الدقيق على أقدامه حتى أصبحت بيضاء.
عاد إلى الكوخ، وطرق الباب بصوت ناعم، وأقدام بيضاء تظهر من الأسفل.
اطمأنت الصغيرات، ففتح الباب…
وهنا كانت الكارثة!
قفز الذئب إلى الداخل، فزعقت الصغيرات، وبدأن في الهرب والاختباء. لكن الذئب كان أسرع، فابتلع واحدة تلو الأخرى، إلا صغيرة واحدة استطاعت أن تختبئ داخل ساعة الحائط.
---
عودة الأم... والانتقام
بعد وقت قصير، عادت المعزة الأم إلى المنزل. وجدت الباب مفتوحًا، والكوخ مقلوبًا رأسًا على عقب، ولم تجد صغيراتها!
أخذت تبكي وتصرخ بألم. وفجأة، خرجت المعزة الصغيرة من مخبئها، وأخبرت الأم بكل ما حدث.
ركضت الأم إلى الغابة، تبحث عن الذئب. ولم يمض وقت طويل حتى وجدته نائمًا تحت شجرة، وبطنه الضخم يتحرك.
أحضرت الأم مقصًا، وشقّت بطن الذئب بحذر، فخرجت الصغيرات واحدة تلو الأخرى سالمات!
ملأت الأم بطن الذئب بالحجارة الثقيلة، ثم خاطته. وعندما استيقظ الذئب عطشانًا، ذهب إلى النهر ليشرب، لكنه سقط من ثقل الحجارة وغرق.
---
الخاتمة: العبرة من القصة
عادت المعزات الصغيرات إلى الكوخ مع أمهن، وتعلمن درسًا عظيمًا لن ينسينه أبدًا:
> “الحذر لا يمنع القدر، لكنه يحفظ الحياة.”
إن قصة "الذئب والمعزات السبع" ليست مجرد حكاية للتسلية، بل هي درس في الحذر، وعدم الثقة بالمظاهر، والاستماع لنصائح الوالدين. إنها قصة تُمجّد الذكاء، وتنتصر للخير في وجه الشر.