ولد ....بنت ( قصة قصيرة واقعية )

ولد ....بنت ( قصة قصيرة واقعية )

0 المراجعات

جالت بنضرها فيما حولها ، فلما رأت جميع الزائرين قد أنصرفوا وعادوا من حيث أتوا . شرعت تحدث الراقدة أمامها قائلة : 

  • - أمي الحبيبة من منا تصدق الأن أننا في عالمين مختلفين ؟! من من تصدق أن بيني وبينك بضع خطوات ولا لأستطيع أن أرتمي بين أحضانك وأبكي ؟! أجل كم أنا مشتاقة ألى البكاء بين أحضانك 
  • أكثر من ذي قبل ؟! … و … ولنبدأ القصة من البداية . 
  • البداية ؟! كيف كانت البداية ؟! إنى كلما تخيلت البداية لا أجدها إلا هناك في دارنا الشقي ! وأما أنتِ فأنتِ في غرفتكِ تعانين آلام المخاض ! وأما أبى فلعله وقتها كان خارج الغرفة في أنتظار البشرى وهو ممسك بوردة حمراء يقطف أوراقها الواحدة تلو الأخرى وهو يحدث نفسه ناطقا كل كلمه مع كل ورقة يقطفها في تناغم موسيقى عجيب قائلا :
  • - ولد … بنت …. ولد …. بنت … ولد … بنـ……….
  • وتنتهي أوراق الوردة مع كلمة بنت تخرج من بين شفتي أبى فيسود وجهه ، وتخرج عليه القابلة  لتبشره بمجيئي أنا ! أول مولود لكما ! فيزداد وجه أبي سواداً قبل أن يدخل عليك وقد تجاهل القابلة التي كانت تنتظر منه حلاوة البشرى قائلاً :
  • - لا عليك ....المهم شدي حيلك عشان تجيبي الولد !
  • **********
  • ومرا عامان ! 
  • أصبحت فيهما ( بغبغانة وغلباوية ) - كما كنت تطلقين أنتِ عليا – تعلمت الحبو فالمشي ثم الكلام بسرعة مدهشة ! وكنت أردد الكلمت التي تنطيقها أمامي دون وعي فتضحكين ضحكة حلوة لا تنسى ! وكنت أُقلّدكِ كثيرا  وأُقلّد أبي قليلا ! فأبي لا يضحك مثلكِ ودائما ما كان عابسا غير مكترث ! 
  • وكنت هذه المرة أبحث عنكِ لأقلّدكِ بعدما أنتفخت بطنكِ وتكورت بفعل الحمل غير أني لم اجدكِ ! فأنت في غرفتكِ تعانين آلام المخاض مرة أخرى ! وأنا مع أبى خارج الغرفة في  انتظار البشرى مرة أخرى ! وأبى ممسك بوردة حمراء يقطف أوراقها الواحدة تلو الأخرى وهو يحدث نفسه ناطقا كل كلمه مع كل ورقة يقطفها في تناغم موسيقى عجيب قائلا :
  •  - ولد … بنت …. ولد …. بنت … ولد … بنـ……….. 
  • وتنتهي أوراق الوردة مع كلمة بنت تخرج من بين شفتي أبى فيسود وجهه ، وتخرج عليه القابلة  لتبشره بمجيءأولى أخواتي !  فيزداد وجه أبي سواداً قبل أن يدخل عليك وقد تجاهل القابلة التى كانت تنتظر منه حلاوة البُشرى قائلاً :
  • - لا عليك ....المهم شدي حيلك عشان تجيبي الولد !
  • **********
  • ومرا عامان آخران ! 
  • ثم مرا عامان آخران ! 
  • ثم مرا عامان آخران !  
  • ثم !................ 
  •  كم أصبحنا يا أمي ؟! عدي معي ! واحدة ، اثنتان ، ثلاث ، أربع ، خمس ، ست . 
  • ست بنات يا أمي ! ست بنات لأب قروي أمي ! أورثه الجهل والبيئة الريفية ألا يعترف إلا بإنجاب الذكور! وأم أنهكها الحمل والوضع المتتالي ومع هذا فهي صامته عاجزة عن فعل أي شيء ! وكل  تفصيلة  لا تريد أن تتغير  ، وكأنها أقسمت على ألا تتغير  !
  •  فا هو دارنا الشقي  للمرة السابعة!   وأنت في غرفتكِ تعانين اّلام المخاض للمرة السابعة ! وأنا وأخواتي الستة مع أبى بالخارج في انتظار البُشرى ، وأبي ممسك بوردة حمراء سابعة يقطف أوراقها الواحدة تلو الأخرى وهو يحدث نفسه ناطقا كل كلمة مع كل ورقة يقطفها في تناغم موسيقى عجيب قائلا :
  • - ولد … بنت …. ولد …. بنت … ولد … بنـ………..
  • وكدت أُجن وأنا ارى كل هذا ! ودارت برأسي اّلاف الأسئلة بلا أجوبة ! لماذا ننتظرللحظة المخاض حتى نعرف نوع المولود ؟! لماذ لا نذهب الى المستشفى ونكتشف النوع بطرق الطب الحديثة ؟! أهو لفقر أبي ؟ أم لأنكم تعشقون الأثارة والتشويق ؟!  وماذا عن سر وردة أبي الحمراء ؟ ولماذا هي دون غيرها من الوروود ؟! ولماذا يبدأ أبي بكلمة (ولد) عندما يحدث نفسه وهو يقطف أوراق وردته ؟ لماذا لا يبدأ بكلمه (بنت) لعل وعسى ؟ 
  • وهممت أن أسأل ابي عن كل هذا قبل ان أُجن ! نعم هممت ولكنى في الأخير تراجعت !.لعلي خفت ! أو...  أو لعلي نسيت ! أجل نسيت أن أسأله عن كل هذا وأنا أفكر فيك وفي المولود الجديد ، وأسال نفسي أيكون ولد ؟ أم بنتً سابعة ؟! واذكرني رددت في نفسي :
  • - بنت.... ولد .... بنت .... ولد.... بنـت .... ولـ .............
  • وأفقت على صوت أبي يردد:
  • - ولد .... بنت.... ولد.... بنت .... ولد... .بنـ .............   
  • لكن أبي لم يكمل أوراق وردته هذه المرة ، بعدما خرجت علينا القابلة منكسة الرأس لتخبرنا برحيلك أنت والجنين هذه المرة ! أجل رحلتي عنا هذه المرة ومعك الجنين الذي لم أعرف أكان ولدً ؟ أم بنت؟ 
  • وتلك  هي القصة كاملة يا أمي ، ولكن أين نحن الآن ؟ أما أنت فها أنت راقدة في قبرك في عالم غير عالمي ، ألم اقل لكِ من البداية أننا في عالمين مختلفين ؟!  وأما أنا فها أنا أقف على باب قبرك أريد البكاء بين أحضانك ولا أستطيع، وأما أخواتي فهن الآن ... وأما أخواتي فهن الآن .........
  • **********
  • وهنا انتابت الواقفة على قبر أمها نوبة بكاء شديدة ، وكنت أنا أراقبها من مخبئي ، و كلما حاولت الفتاه الكف عن البكاء ومعاودة الكلام غلبها بكاءها ، فما كان منها إلا أن مكثت قليلا حتى هدأت ثم رفعت يديها وقرأت الفاتحة إلى روح أمها وانصرفت . 
  • ومن يومها وأنا ازور المقابر عسى أن ألقها مره أخرى وتكتمل القصة ولكني لم ألقاها إلى الآن وبقت القصة هكذا بلا نهاية.
  •  

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

4

متابعهم

2

مقالات مشابة