الصبر لا يأتى الا بالخير

الصبر لا يأتى الا بالخير

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الصبر كله خير وربنا سبحانه وتعالى وعد انه يوفى  الصابرين  أجرهم بغير حساب ويعوضهم خير جزاء رضاهم بقضاءه 

هذه القصة كما ترويها الفتاة المريضة :

كان واقف قدامي دكتور كبير في السن، وشه منور بشكل مريح جدًا، في إيده تعاريج خفيفة، بصيتله بخوف وقولتله: 
- هي التحاليل فيها حاجة؟

لاقيته سكت شوية وبعدين نادى لماما بعيد عني وقالها كلام وبعدها لاقيتها بتعيط بصوت عالي وعيونها حمرا، جات ناحيتي وشدتني من إيدي وقعدت تبوس في راسي وتقولي: 
- متخافيش مش هيحصل حاجة، هما جلستين كيماوي وهتخفي.

بصيتلها بضحكة طالعة من قلب مقسوم اتنين ورجعت بالذاكرة شوية لما جدي غصبني اتخطب لإبن عمتي، أنا مش هنكر أخلاقه الطيبة بس فيه عيوب مقدرتش أتعايش معاها، وأكتر حاجة رعبتني منه إنه بيشك فيا بطريقة مش طبيعية!

الشك اللي ممكن يدمر بيوت ويخربها.

لو خرجت مع صحابي كان يرن في الساعة عشر مرات يسألني إنتي فين؟ كنت بحس بإحراج قدامهم وخصوصًا إنهم متجوزين وأزواجهم متفهمة إنهم في خروجة نسائية ومحدش بيزعجهم إلا لو واحدة زوجها رن يطمن عليها مرة ويقفل، حاولت كتير أسيبه بس جدي كان بيقف في وشي ويحلف إنه هيحرمني من كل حقوقي حتى التعليم مش هروحه، كان مفكر إن الجامعة مكان البنات بتفتح فيه عينها على شباب وتصاحبهم. 
أمي كانت بتلاقيني بنطفي يوم عن التاني لحد ما وقفت لجدي وخلتني أسيبه، غضب عليها وطردها هي وبابا وخدنا شقة نعيش فيها، دخلت في فترة إكتئاب لأن بابا مكنش ملاحق مصاريف البيت والإيجار، ساعات كنت بعيش على كيس شيبسي طول اليوم، فضلت عايشة على المواد الضارة لحد ما سمعت الجملة اللي متوقعتهاش: 
« هتاخدي كيمياوي!»

image about الصبر لا يأتى الا بالخير

 

كنت بروح المستشفى للدكتور ولإنه عارف ظروفنا كان بيجي معايا المركز اللي ابنه شغال فيه ويدفعلي تمن جلسات الكيماوي، عيشت أيام كسرت ضهري، كان ابن عمي كل يوم ينزل على الفيس إن قد إيه ربنا بيحبه وإنه كان هيوقعه مع واحدة هيتعذب معاها. 
كنت بشوف الكلام وأبص للسما بشعور قهر وتعب وأدعي وأقول:

«اللهم ارضني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت»

وأنا باخد جلسة الكيمياوي، حاسة بنار بتجري في عروقي، فضلت ساكتة برغم الصريخ والبكاء اللي بسمعه حواليا، كل اللي كان على لساني وقتها:

‏﴿ وَلا تُرهقنِي مِن أَمرِي عُسْرًا ﴾

لاقيت الدكتور بصلي وقالي: 
- هو انتي مش حاسة بوجع؟

لاقيت والده اللي بيدفعلي المصاريف بيقوله: 
- مش دي اللي تسألها السؤال ده، اللي بيخليني أجي معاها هنا عشان أتعلم من صبرها ودعائها، لما والدتها عرفت بمرضها بقت هي اللي تهون عليها وتقولها:
" عاوزاني أرفض عطاء ربنا ليا، دي حسنات مكتوبالي؟ "

في الوقت ده حسيت إني مينفعش أزعل على مصيبة، مينفعش أحس إن في حاجة اسمها نهاية الدنيا، كنت مفكر إننا سبب في شفاء مرضها بس ربنا جعلها سبب في شفاء قلوبنا.

مر شهرين والورم بدأ يخف، معرفش إزاي عدى بالسرعة دي، لطف ربنا بعباده كانت أقوى مني ومن حسن ظني فيه، اليوم اللي كنت باخد آخر جرعة فيه لاقيت ماما جاية بتضحكلي وبتقولي:

" الدكتور كان بيعالجك طالب إيدك! "

بصيت للسما وعيطت، مش عارفة ليه بس كنت محتاجة أقول لربنا:

نعم الرب أنت وبئس العباد نحن. 
                         
نظن أن نصيبنا من العوض محدودًا وتعوضنا بأكثر مما نتمنى! ❤

الجنة ليها باب للصابرين  المتوكلين،  اصبر وتوكَّل على ربنا بس وهيعوضك صدقني.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
amira Saber تقييم 4.96 من 5.
المقالات

14

متابعهم

15

متابعهم

30

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.