ألمانيا النازية والعلم الحديث

ألمانيا النازية والعلم الحديث

0 reviews

● العالم العبقري ألبرت أينشتاين يُعد  من أعظم العلماء في التاريخ ,وقد ساهمت نظرياته الثورية في تغيير مفاهيم الفيزياء الحديثة من خلال نظرية النسبية ومعادلة الطاقة الشهيرة و أصبح رمزًا عالميًا للعبقرية العلمية، ولا تزال إنجازاته تؤثر في العلم حتى اليوم ,هذا العبقري هو من أعظم العقول في التاريخ وأحد أبرز العلماء الذين غيّروا مجرى العلم الحديث , وُلد في مدينة أولم بألمانيا في 14 مارس 1879 لعائلة يهودية متواضع وظهرت عليه علامات النبوغ منذ صغره و رغم تأخره في النطق وصعوبة إندماجه في النظام التعليمي التقليدي إلا أنه ومع ذلك أظهر شغفًا كبيرًا بالرياضيات والفيزياء منذ سن مبكرة وتميّز بقدرة فريدة على التفكير التجريدي والتخيل العلمي , التحق ألبرت أينشتاين بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيورخ بسويسرا  وبعد تخرجه واجه صعوبة في الحصول على وظيفة أكاديمية ، فعمل كموظف بسيط في مكتب تسجيل براءات الاختراع في برن, وخلال عمله هناك  إستغل أوقات فراغه في تطوير أفكاره العلمية, وكتب سلسلة من الأبحاث التي نُشرت عام 1905 وهو العام الذي يُعرف بـ"السنة المعجزة" لأينشتاين , وفي ذلك العام نشر أربعة أبحاث  غيرت وجه الفيزياء  من أبرزها    *  نظرية النسبية الخاصة *  التي أزالت الغموض عن العلاقة بين الزمان والمكان   وقدّمت معادلة الطاقة الشهيرة :                           E = mc²  والتي تعني أن الكتلة والطاقة وجهان لعملة واحدة . وفي عام 1915، قدّم أينشتاين النسخة الأوسع من نظريته وهي “النسبية العامة”هذة النظرية قد شرحت الجاذبية بوصفها إنحناءً في نسيج الزمكان ، وليس كقوة تقليدية كما وصفها نيوتن , أثبتت هذه النظرية دقتها عندما تم رصد   إنحراف ضوء النجوم حول الشمس     خلال كسوف عام 1919  ما جعل أينشتاين نجمًا عالميًا ,لكن عبقريته لم تقتصر على الفيزياء النظرية, بل إمتدت إلى مواقفه الإنسانية والسياسية,كان من أشد المدافعين عن السلام وحقوق الإنسان  ، وعبّر عن رفضه للحرب العالمية الأولى ثم لاحقًا أدان النازية بشدة ،  ما اضطره إلى الهجرة من ألمانيا إلى الولايات المتحدة عام 1933 و بعد صعود هتلر إلى الحكم ، إستقر في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون حيث واصل أبحاثه العلمية حتى وفاته،ورغم معارضته لاستخدام الطاقة الذرية في الحرب، إلا أنه وقّع رسالة شهيرة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت عام 1939 يحذّره فيها من إحتمال تطوير ألمانيا لقنبلة نووية،ما ساهم بشكل غير مباشر في إطلاق مشروع مانهاتن الذي أنتج أول سلاح نووي،شعر لاحقًا بالندم على ذلك، وكرّس جزءًا كبيرًا من حياته للدعوة إلى نزع السلاح النووي . توفي أينشتاين في 18 أبريل 1955 عن عمر ناهز 76 عامًا ، لكنه ترك إرثًا علميًا وفكريًا هائلًا ،لقد أعاد تعريف مفاهيم الزمان والمكان والطاقة، وفتح أبوابًا جديدة لفهم الكون ،ولا تزال أفكاره تلهم العلماء في مختلف أنحاء العالم حتى اليوم . إن قصة ألبرت أينشتاين ليست فقط حكاية عالم عبقري ،  بل هي أيضًا قصة إنسان تحدى الظروف ، وآمن بقوة العقل والخيال  وسعى إلى خدمة البشرية بعلمه ومواقفه .  في النهاية، يبقى ألبرت أينشتاين أكثر من مجرد عالم فيزياء بارع أو واضع نظرية قلبت مفاهيم العلم رأسًا على عقب؛ لقد كان رمزًا خالدًا للعقل البشري المتحرر من القيود، وشاهدًا حيًا على أن الفضول الفكري والشغف بالمعرفة يمكن أن يفتحا أبوابًا لا يتخيلها أحد. لقد علّمنا أن التفكير العميق لا ينشأ من الامتثال الأعمى للقواعد، بل من الجرأة على التساؤل ومواجهة المألوف بأفكار جديدة، حتى وإن بدت في البداية غريبة أو مستحيلة، أينشتاين لم يترك أثره في المعامل العلمية والمقالات الأكاديمية فحسب، بل امتد تأثيره ليشمل الثقافة والفلسفة والسياسة، إذ كان مؤمنًا بضرورة ارتباط العلم بالقيم الإنسانية، رافضًا أن يكون التقدم العلمي مبررًا للدمار والحروب. كان صوته الداعي للسلام والوحدة العالمية امتدادًا لعقله الذي رأى الكون كنسيج مترابط، لا كأجزاء منفصلة تتصارع فيما بينها.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles