
بين ظلال القمر
بين ظلال القمر
في ليلة يغمرها ضوء القمر وتحيطها الجبال والضباب، جلست ليان على شرفة منزلها الخشبي تحدّق في السماء، منذ أن وجدت حجرًا أزرق غريبًا في الغابة بدأت تراودها أحلام برجل غامض بعينين بلون البحر العاصف، يناديها باسم "أريا". تلك الليلة، ظهر بين الأشجار ضوء أزرق متوهج، ومنه خرج الرجل نفسه الذي تراه في أحلامها. ابتسم وقال: "أخيرًا وجدتك… أريا". حاولت أن تنكر، فأخبرها أنه من عالم آخر وأن أبواب هذا العالم ستغلق قريبًا، وأنها ملكته المفقودة منذ ألف عام.
حين لمس يدها، اجتاحت رأسها صور قلاع ومعارك، ورأت نفسها بملابس ملكية بجواره. قبل أن تستوعب، دوى عواء غريب واهتزت الأرض، وظهرت مخلوقات بوجوه مشوهة تتسلق الأشجار. سحبها الرجل — الذي قدّم نفسه باسم دارين — إلى وسط الضوء الأزرق، وفجأة وجدت نفسها في عالم آخر، سماؤه أرجوانية وأرضه مضيئة وقصره يطفو بين الغيوم.
هناك، انحنى الجنود أمامها ونادوها "مولاتي"، وظهرت الحكيمة الكبرى "سيلين" لتحذرها أن الحاجز بين عالمهم وعالم الظلال سينهار إن لم تستعد ذاكرتها قبل اكتمال القمر الثالث. لم تصدّق ليان، لكنها شعرت بانجذاب غامض نحو دارين الذي قال لها: "ثقي بي".
بدأت رحلتها في القصر حيث تعلمت استخدام قوى الحجر الأزرق الذي كان قلادتها الملكية. مع كل تدريب، استعادت جزءًا من حياتها السابقة كملكة "أريا"، التي ضحت بنفسها لحماية العالم من الظلال قبل أن تخونها إحدى المقربات. تذكرت حبها لدارين، ووعدهما الذي لم يكتمل.
حين جاء القمر الثالث، هاجم جيش الظلال القصر، وانطلقت مع دارين والجنود إلى ساحة المعركة. استخدمت قوتها لإغلاق البوابة التي تربط العالمين، لكن الظلال حاولت جذبها إليها. في لحظة حاسمة، أمسك دارين بيدها، واندفع الضوء الأزرق من قلادتها ليغمر السماء، مدمّرًا جيش الظلال وإعادة السلام.
بعد المعركة، وقفت ليان على الشرفة ذاتها التي رأتها في رؤاها، ودارين بجانبها، وقالت وهي تبتسم: "أنا لست أريا فقط… أنا ليان أيضًا". ابتسم وأمسك يدها: "وهذه المرة، لن نفترق أبدًا".
وهكذا، بين ضوء القمر وعبير الأزهار الغريبة، بدأ فصل جديد من قصة حب امتدت لألف عام، وعاد السلام إلى عالمين كانا على حافة الفناء.