حين قالت السماء نعم

حين قالت السماء نعم

0 المراجعات

مقدمه:

حلم صغير… ضوء ضعيف… وإصرار لا ينكسر. اكتشف كيف تحوّل حلم شاب بسيط إلى ابتكار أنار حياة القرى وغيّر مستقبله للأبد. اقرأ القصة التي ستجعلك تؤمن أن المستحيل بداية الممكن

 

حين قالت السماء نعم

كان "سليم" شاباً عادياً في نظر الجميع، لكنه في داخله كان يشعر أن القدر يخبئ له شيئاً مختلفاً. يعمل نهاراً في متجر صغير للأدوات الكهربائية، ويقضي لياليه على سطح منزله يتأمل النجوم. كان يحلم بأن يصبح مخترعاً، لكنه لم يملك سوى دفتر قديم يدوّن فيه أفكاره ورسوماته.

في إحدى الليالي، وبينما كان يرسم فكرة لجهاز لتوليد الطاقة من حركة الأمواج، انقطعت الكهرباء في الحي بالكامل. صعد الجيران إلى الأسطح طلباً للهواء البارد، وهناك لاحظ أحدهم رسومات سليم. سأل الرجل:

— ما هذا يا بني؟

ابتسم سليم بخجل وقال:

— حلم… ربما لا يتحقق أبداً.

لكن الرجل كان مهندساً متقاعداً، قرأ الملاحظات بدقة وقال:

— هذا ليس حلماً فقط، هذه فكرة قابلة للتنفيذ.

تغيّر كل شيء بعد تلك الليلة. بدأ المهندس يساعد سليم في تطوير مشروعه، مستخدمين أدوات بسيطة من المخزن وبعض القطع المستعملة. لكن الطريق لم يكن سهلاً، فقد سخر منه البعض، وقال آخرون إن الوقت الذي يضيعه كان يمكن أن يقضيه في العمل وجمع المال.

مرت الشهور، وفشل الجهاز في أول تجربة له. كاد سليم يستسلم، لكن المهندس قال له جملة بقيت محفورة في قلبه:

— السماء لا تقول "نعم" لمن يتوقف في منتصف الطريق.

تلك الكلمات كانت الشرارة. أعاد سليم تصميم الجهاز، وجربه مرة ثانية على شاطئ قريب. وفي تلك اللحظة، ومع حركة الموج، بدأ المصباح المتصل بالجهاز يضيء. كان ضوءاً صغيراً… لكنه كان أول دليل على أن حلمه أصبح حقيقة.

انتشرت قصته في وسائل الإعلام المحلية، ثم تلقى دعوة للمشاركة في معرض الابتكارات للشباب. هناك، وقف أمام لجنة التحكيم وعرض جهازه، فحصل على الجائزة الأولى ومنحة لإكمال تطويره.

بعد عام، أصبح اختراعه يستخدم في قرى ساحلية لتوفير الكهرباء من الأمواج، بلا وقود أو تلوث. لم يعد سليم الشاب الذي كان يحلم فقط، بل أصبح الرجل الذي جعل السماء تقول له "نعم".

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

0

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة