
غزالة وأفعى… حكاية أمل
غزالة وأفعى… حكاية أمل
في غابة مليئة بالعجائب، حيث تهمس الأشجار بأسرارها لبعضها وتتنقل اليراعات كالنجوم الصغيرة، عاشت غزالة لطيفة تُدعى سيرينا حياة هادئة. كان فراؤها البني ناعمًا كالوسادة، وعيناها الكبيرتان تتلألآن كالقمر. كانت سيرينا خجولة وحذرة، وغالبًا ما تتردد في استكشاف ما وراء المكان المألوف حيث تقيم.
وذات يوم، وأثناء تجوالها أبعد من المعتاد، صادفت ثعبانًا أنيقًا يُدعى كاتو. كانت حراشفه السوداء اللامعة تتلألأ تحت أشعة الشمس، وعيناه الخضراوان الحادتان تحملان حكمة عميقة.
لطالما قيل لـسيرينا أن تحذر من الثعابين، لكنها شعرت بشيء في كاتو لا يبدو مخيفًا على الإطلاق. في الواقع، بدا لطيفًا وودودًا، تمامًا مثلها. وبينما كانت تراقبه من بعيد، لاحظ كاتو وجودها ورفع رأسه ببطء.
ــ "مرحبًا أيها الغزالة الصغيرة،" قال بصوت هادئ همسي. "أنا كاتو، ما الذي جاء بك إلى غابتنا؟"
تفاجأت سيرينا بأن الثعبان يتكلم، لكنها شعرت بالدهشة والفضول، فخطت خطوة نحو كاتو.
ــ "أنا سيرينا،" أجابت محاولة أن تبدو شجاعة. "لم أرَ ثعبانًا عن قرب من قبل. لن تؤذيني، أليس كذلك؟"
ضحك كاتو ضحكة منخفضة وهادئة، مما جعل سيرينا تشعر بالراحة.
ــ "أوه، لا يا صغيرة، لن أؤذي ذبابة، فكيف بحيوان جميل مثلك. أنا ثعبان حكيم وودود، ولا أريد أذى لأحد."
مع مرور الأيام، أصبح سيرينا وكاتو أصدقاء غير متوقعين، يستكشفان الغابة معًا ويتعلمان عن عوالم بعضهما البعض. أظهرت سيرينا لكاتو المروج الخفية والجداول السرية التي تعرفها الغزلان فقط، بينما علمها كاتو عن أسرار الغابة القديمة والسحر الكامن تحت السطح. قضيا ساعات يتحدثان ويضحكان، ووجدت سيرينا أنها لم تشعر بالسعادة والطمأنينة من قبل.
وذات يوم، وأثناء تجوالهما في أعماق الغابة، صادفا كهفًا مخفيًا. كان مدخله محميًا بحجرتين كبيرتين متوهجتين تبدوان وكأنهما تنبضان بطاقة غامضة. شعر كاتو، كونه ثعبانًا حكيمًا ولطيفًا، أن الكهف مميز وأن عليهما التقدم بحذر.
ــ "سيرينا العزيزة،" قال، "يقال إن هذا الكهف يحتوي على أسرار قديمة وقوى غامضة. هل أنت متأكدة من رغبتك في الدخول؟"
شعرت سيرينا بالشجاعة بوجود كاتو بجانبها، وأومأت بحماس.
عند دخولهما الكهف، وجدا نفسيهما في مساحة واسعة مليئة بالبلورات المتلألئة والأقمشة اللامعة. امتلأ الهواء بصوت موسيقي لطيف، وشعرت سيرينا وكأنها دخلت عالم أحلام. تقدم كاتو أمامها، تتلألأ حراشفه في الضوء الناعم، وتبعته سيرينا، شاعرة بأنها في مغامرة سحرية. فجأة، سمعا همسات خافتة في البعد، صوت ناعم ودافئ يبدو وكأنه يناديهما.
كبر الصوت تدريجيًا، ووجدا نفسيهما أمام عرش كريستالي عظيم. جالس على العرش بومة حكيمة قديمة، وعيناها تتلألأان بمعرفة عميقة وغامضة.
ــ "مرحبًا سيرينا وكاتو،" قالت البومة بصوت هادئ رخيم. "كنت أنتظركم. لقد أثبتم أن الأصدقاء غير المتوقعين يمكن أن يجتمعوا بالاحترام والتفاهم، ولهذا ستنالون مكافأتكم."
لوحت البومة بجناحها، وسقطت شرارات متلألئة على سيرينا وكاتو. شعر كلاهما بالدهشة والفرح، وأدركت سيرينا أنها وكاتو تعلمت شيئًا مميزًا حقًا – أن الاحترام والتفاهم يمكن أن يكسر أقوى الحواجز، وأن الأصدقاء غير المتوقعين يمكن أن يصبحوا أقرب المقربين.
وعند مغادرتهما الكهف، ابتسمت سيرينا لكاتو وقالت:
ــ "سعيدة جدًا بلقائك."
ابتسم كاتو، وعيناه الخضراوان تتلألأ بالدفء:
ــ "وأنا أيضًا، يا صغيرة. نحن ثنائي مثالي، أليس كذلك؟"
ومع غروب الشمس، عادا إلى موائلهما، متعبين لكن سعداء. استلقت سيرينا في سريرها الصغير الدافئ، ممتنة لصديقها الجديد والمغامرة الرائعة التي عاشتها. وبينما كانت تغفو، ابتسمت، عالمة أن صداقتهما ستستمر مدى الحياة.
وهكذا، بقلوب مليئة بالفرح وعقول مليئة بالدهشة، غفت سيرينا، محاطة بسحر الغابة وغموضها، بينما ظل كاتو حارسًا حكيمًا ولطيفًا يذكّرها بأن الصداقة والاحترام يمكن أن تتغلب على كل شيء، وأن أندر الثنائيات يمكن أن تصبح أقرب الأصدقاء.