خروف فى جلد ذئب

خروف فى جلد ذئب

5 reviews

 

كان يا مكان 

في مزرعة صغيرة تحيط بها الأشجار الخضراء والتلال الهادئة، كانت تعيش قطيع من الخرفان يقودهم خروف حكيم يُدعى "رمادي". كان رمادي يحذر القطيع دومًا من الذئب الذي يعيش في الغابة المجاورة، ويقول: “الذئب ماكر، لا يهاجم بالقوة، بل بالحيلة!”

لكن الخرفان الصغار لم يكونوا دائمًا يسمعون الكلام. كانوا يحبون اللعب والقفز، وأحيانًا يبتعدون عن حدود المزرعة.

ذات يوم، جلس الذئب خلف شجرة وهو يراقب القطيع. قال في نفسه: “اليوم سأحصل على وليمة لذيذة، لكن عليّ أن أتصرف بذكاء.”

تنكر الذئب في جلد خروف قديم، وراح يمشي ببطء نحو القطيع. لم يعرفه أحد، فقد بدا كأنه خروف شارد عاد إلى القطيع.

قال الذئب متصنعًا التعب: “يا أصدقائي، ضعت منذ أيام، وأخيرًا وجدتكم!”

رحّب به الخرفان بسذاجة، وقال أحدهم: “يمكنك البقاء معنا، سنعتني بك!”

مرت الأيام، والذئب يتظاهر بأنه طيب، يساعدهم على جمع العشب، ويحكي لهم قصصًا طريفة. حتى رمادي بدأ يشك، لكنه لم يكن يملك دليلًا.

في الليل، لاحظ رمادي أن عدد الخرفان بدأ يقلّ. كل ليلة يختفي خروف، وكان الذئب يتظاهر بالحزن ويقول: “ربما تاه... أو أخذه الثعلب!”

وفي إحدى الليالي، قرر رمادي أن يراقب الذئب. تسلل خلفه بهدوء، فرآه وهو يخرج من الجلد الزائف ويتجه نحو الخرفان النائمين.

عاد رمادي مسرعًا، أيقظ القطيع وهمس: “الذئب بيننا! لكن لا تخافوا، سنضع له فخًا.” في الليلة التالية، مثل الخرفان أنهم نيام. وعندما اقترب الذئب من أحدهم، قفز الجميع فوقه، ولفّوه بشبكة قوية كانوا قد جهزوها مسبقًا.

حاول الذئب الهروب، لكنه لم يستطع.

قال رمادي: “حذرتكم من الذئب! لكنه علمنا درسًا: لا تثق في كل من يبدو لطيفًا.”

في الصباح، جاء الراعي، ورأى الذئب محبوسًا. أخذوه بعيدًا عن المزرعة، ولم يقترب الذئب من هناك أبدًا بعد ذلك.

أمسك الخرفان بالذئب قبل أن يؤذي أحدًا، وطردوه بعيدًا. شكروا رمادي على حكمته، وتعلموا أن الثقة لا تُمنح بسهولة، وأن الحذر ينقذ من الخطر والمكر.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

6

followings

1

similar articles