
قصة ليلة داخل فندق سياج المهجور
🕯️ ليلة داخل فندق سياج المهجور
في المريوطية – الهرم، يقف مبنى ضخم، بقايا فندق قديم اسمه سياج. شكله الخارجي يحكي عن زمن كان فيه فخم ومليان حياة، لكنه دلوقتي مجرد أطلال متآكلة، شبابيك مكسورة ولافتة باهتة بالكاد تقرأ منها كلمة SIAJ HOTEL.
القصة بدأت ببوست عادي على فيسبوك، بيتكلم عن الفندق اللي اتقفل من التسعينات بعد حادث حريق غامض. الأهالي بيحكوا إنهم بيسمعوا صراخ وأنين منه بالليل، لكن الغريب إن محدش شاف شخص يخرج… أو يدخل. معظم الناس بتعتبرها خرافة، لكن الفضول ساعات بيكون أقوى من المنطق. وده كان خطأي الكبير.
وصلت الفندق قبل المغرب بشوية. من أول ما عبرت البوابة الحديد الصدئة، حسيت إن الهوا بقى تقيل خانق، بريحة تراب متعفن كأني دخلت قبر مفتوح. المكان كله ساكن زيادة عن اللزوم، وده في حد ذاته كان مرعب أكتر من أي حركة.
📖 على الكونتر القديم في الاستقبال، لقيت دفتر تسجيل النزلاء. قلبت لآخر صفحة، وتفاجأت بتاريخ قديم جدًا: سنة 1997. اسم النزيل كان: "غير معروف"، والتعليق من الإدارة: "لم يُغادر قط.". ابتسمت بتهكم… لكن الحقيقة إن ابتسامتي اختفت بسرعة.
اللمبات في السقف بدأت تنور وتطفي لوحدها… كأنها بتتنفس. الصوت كان بيقطع السكون بشكل مرعب. طلعت السلم بهدوء، وكل خطوة كانت أوسع من قلبي. الدور التاني فيه 3 أبواب: 301، 302، 303.
وأنا معدّي على أوضة 302، سمعت همس خافت جدًا، بيقول: “ارجع… ارجع قبل ما تشوفني.”
وقتها الدم جمد في عروقي. الباب اتفتح ببطء… وريحة موت خانقة خرجت من جوة. دخلت الأوضة، ولقيت مراية كبيرة مغطاة بقماشة سودا. رفعت القماشة… والمراية ما كانتش مراية. كانت سودة تمامًا، وفجأة كلمة ظهرت بالضباب من جواها:
“مش كل اللي بيخش… يخرج.”
ورغم الضلمة، انعكس وش ست مرعبة… عيونها كلها بيضا وبتعيط بصوت مكتوم. قبل ما ألحق أستوعب، صرخت صرخة شقّت قلبي نصين.
جريت من الأوضة، لقيت كل أبواب الفندق مفتوحة وبتخبط بعنف، والحيطان متخربة بخطوط مكتوب فيها:
“رجّعنا اللي أخدته… أو ابقى معانا.”
أنا ماخدتش حاجة!
لكن الفندق كان ليه كلام تاني. السلم اختفى، واتبدل بممر طويل مظلم أبوابه سودة ومافيهاش أي أرقام. صوت خطوات ورايا كان بيجري نحوي بسرعة. من غير تفكير دخلت أول أوضة وقفلت الباب.
جوا لقيت صور قديمة معلقة. كلها وجوه مشوهة، عيون ممسوحة، ابتسامات مرعبة. لكن اللي قتلني فعلاً… صورة واحدة وسطهم. صورة أنا! بنفس هدومي، بنفس شكلي دلوقتي… واقف وسطهم كأني جزء من المكان من زمان.
وقعت على الأرض من الصدمة، وسمعت صوت بارد جنب ودني بيهمس:
“دلوقتي… إنت ضيفنا الجديد.”
من هنا… كل حاجة اتمسحت من عقلي. معرفش إيه اللي حصل بعد كده. كل اللي أعرفه إني مش متأكد… هل خرجت فعلًا من الفندق؟ ولا أنا لسه جواه، لكن في مكان تاني… مكان أعمق، مظلم أكتر… مكان مالوش باب خروج؟
🩸 الفضول أحيانًا مش بيكلفك حياتك بس… بيكلفك عقلك كله.
“دلوقتي… إنت ضيفنا الجديد.”
من هنا… كل حاجة اتمسحت من عقلي. معرفش إيه اللي حصل بعد كده. كل اللي أعرفه إني مش متأكد… هل خرجت فعلًا من الفندق؟ ولا أنا لسه جواه، لكن في مكان تاني… مكان أعمق، مظلم أكتر… مكان مالوش باب خروج؟
🩸 الفضول أحيانًا مش بيكلفك حياتك بس… بيكلفك عقلك كله.
ليلة داخل فندق سياج المهجور
تأليف وإخراج : محمدمعجزة
MOHAMED MO3GZA
ليلة داخل فندق سياج المهجور