
قصة سامر وأسرار الغابة
للمتابعه اضغط : http://www.youtube.com/@%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B62%D8%B7
قصة سامر وأسرار الغابة:
كان هناك طفل اسمه سامر يعيش في مدينة مزدحمة مليئة بالسيارات والمصانع. كان يحب اللعب في الحديقة القريبة من بيته، لكنها مع مرور الوقت أصبحت مليئة بالقمامة، والأشجار فيها بدأت تذبل بسبب دخان السيارات والمصانع.
كان سامر يسأل نفسه دائمًا:
– لماذا أصبحت الحديقة حزينة هكذا؟ أين العصافير التي كانت تغرد؟ وأين الأزهار التي كانت تزين المكان؟
وذات ليلة، وبينما كان سامر نائمًا، حلم بحلم غريب. وجد نفسه في غابة واسعة مليئة بالأشجار الخضراء والطيور الجميلة. فجأة سمع صوتًا يناديه:
– يا سامر، اقترب!
اقترب سامر فوجد شجرة ضخمة تتحدث معه. قالت له:
– أنا "شجرة الحياة"، أعيش منذ مئات السنين. لكنني حزينة، لأن البشر لم يعودوا يهتمون بالبيئة. إنهم يقطعون الأشجار، ويلقون القمامة في الأنهار، ويطلقون الدخان في الهواء، حتى كدنا نختنق.
تعجب سامر وقال:
– لكن ما علاقتي أنا بهذا؟ أنا مجرد طفل صغير!
ابتسمت الشجرة وقالت:
– التغيير يبدأ من شخص واحد. أنت تستطيع أن تكون سببًا في إنقاذ البيئة.
ثم أشارت بفرعها إلى نهر قريب، وقالت:
– انظر يا سامر، هذا النهر كان نقيًا صافيًا، لكن البشر لوثوه بالقمامة والبلاستيك. لم تعد الأسماك تجد مأوى، وهربت الطيور من حوله.
ثم أخذته إلى مكان آخر مليء بالدخان، وقالت:
– هنا كانت الغابة مليئة بالأشجار، لكنهم قطعوها وبنوا مصانع تطلق الغازات السامة. نحن الأشجار ننتج الأكسجين لنفسر عنكم الهواء، فإذا هلكنا ستختنقون أنتم أيضًا.
شعر سامر بالخوف وقال:
– ماذا يمكنني أن أفعل لأساعدكم؟
أجابته الشجرة:
– الأمر بسيط:
لا تلقِ القمامة في الشارع أو النهر.
حاول أن تزرع شجرة كلما استطعت.
قلّل من استخدام البلاستيك، واستعمل أشياء يعاد استخدامها.
حدّث أصدقاءك وأهلك عن أهمية الحفاظ على البيئة.
ثم أضافت بصوت حنون:
– لو حافظتم على البيئة، ستبقى الأرض جميلة وصحية لكم ولأبنائكم.
استيقظ سامر من نومه وهو يشعر بحماس كبير. في الصباح، بدأ أولًا ببيته: جمع القمامة وفرز البلاستيك عن الورق والمعادن ليُعاد تدويرها. ثم طلب من والده أن يزرع شجرة صغيرة أمام البيت.
في المدرسة، أخبر سامر زملاءه عن حلمه وما قالته له الشجرة. ضحك بعضهم في البداية، لكن سامر كان جادًا. فأقترح عليهم أن ينظموا حملة لتنظيف الحديقة القريبة من المدرسة. وافق المعلم وشجعهم.
في عطلة نهاية الأسبوع، اجتمع الأطفال مع معلميهم وأهاليهم، وأخذوا ينظفون الحديقة. جمعوا القمامة في أكياس كبيرة، وزرعوا بعض الشتلات الجديدة. وبعد ساعات، عادت الحديقة لتبتسم من جديد، والطيور عادت لتغرد فوق الأغصان.
وقف سامر مبتسمًا وقال:
– انظروا! الطبيعة ترد لنا الجميل عندما نحافظ عليها.
ومنذ ذلك اليوم أصبح سامر وأصدقاؤه يسمون أنفسهم "أصدقاء البيئة". كانوا يزورون الأماكن العامة ويقومون بتنظيفها، ويعلّمون الأطفال الصغار كيف يرمون القمامة في أماكنها، ويشرحون لهم أن البيئة بيتنا الكبير، وإن لم نحافظ عليها فلن نجد مكانًا نعيش فيه بسلام.
مرت سنوات، وكبر سامر وهو يحمل هذا الوعي. أصبح شابًا يدرس الهندسة البيئية، هدفه أن يصمم حلولًا جديدة لمشاكل التلوث. وكان يقول دائمًا:
"أنا مجرد واحد بدأت بخطوة صغيرة، لكن الخطوات الصغيرة معًا تغيّر العالم."
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
العبرة من القصة
البيئة أمانة في أعناقنا، وإذا أفسدناها سنكون أول الخاسرين.
التغيير يبدأ من فرد واحد، ثم ينتشر ليؤثر في الجميع.
الحفاظ على البيئة يعني الحفاظ على حياتنا وصحة أبنائنا.
النظافة، إعادة التدوير، وزراعة الأشجار أعمال بسيطة لكنها عظيمة الأثر.