الطائر الذي نسي جناحيه

الطائر الذي نسي جناحيه

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

في غابة خضراء هادئة

 في غابة هادية مليانة شجر عالي ونسيم خفيف، عاش طائر صغير طول عمره على الأرض. كان بيمشي بخطوات مترددة وسط الحشايش، يدور على حبوب أو نقطة ميه، وكأنه اتولد عشان يفضل كده. رغم إن جناحيه كانوا موجودين وقادرين يرفعوه، لكنه عمره ما جرّب يطير. كان شايف إن الطيران حاجة بعيدة عنه، مش من نصيبه.

كل يوم كان يبص للطيور التانية وهما بيرسموا حرية في السما. قلبه يتمنى، لكن عقله يرجع يقول: "يا عم ما تعيش واقعك، إنت مش زيهم." ويكمل يومه كأنه ما شافش حاجة.

لحد ما في ليلة، الدنيا قامت وما قعدتش. عاصفة قوية قلبت الغابة، ريح بتصفر، شجر بيتمايل كأنه هيتكسر، والمطر نازل بغزارة. الطائر اتخض واستخبى تحت شجرة قديمة، بس عينه فضلت معلقة بالسما. شاف الطيور بتقاوم الريح وتطلع لفوق. ساعتها قلبه قال: “هو أنا ليه مش زيهم؟!”

قرب منه غراب عجوز، شكله حكيم كده، وقال له:

– “إنت قاعد هنا ليه؟ ليه ما بتطيرش؟”

رد الطائر مرتبك: “أنا… ما بعرفش، اتعودت كده.”

الغراب ابتسم وقال: “يا ابني إنت عندك جناحين… المشكلة إنك ناسيهم.”

الكلام وقع في قلبه زي الصاعقة. جرب يرفرف بجناحه. أول مرة وقع، تانية مرة طلع شوية ونزل بسرعة، لكن في التالتة حس بحاجة مختلفة. الهوى لمس ريشه، قلبه دق بسرعة، وحس إنه أخيرًا حر. كان بيطلع فوق شوية بشوية، ومع كل رفرفة الخوف بيختفي، والثقة بتكبر.

ومن ساعتها حياته اتغيرت. مبقاش الطائر اللي بيمشي في الأرض ويتمنى، بقى الطائر اللي بيحلم ويجرب ويطير. اتعلم إن العجز كان جواه هو بس، وإن الدنيا مش بعيدة زي ما كان فاكر.

ومن يومها ما بقاش الطائر زي زمان. حياته اتبدلت من الخوف للتجربة، ومن التردد للحرية. كل صباح كان يصحى بدري قبل باقي الكائنات، يفتح جناحيه ويفردهم كأنه بيشكر الدنيا على النعمة اللي كان ناسيها. يطير فوق الغابة، يعدي من فوق الأنهار والجبال الصغيرة، ويحس إن الهوى بيناديه دايمًا: “كمل، متقفش.”

كان ساعات يفتكر نفسه وهو ماشي على الأرض، عينه متعلقة بالسما بس قلبه مربوط بالخوف. يبتسم ويقول: “كل ده كان وهم.”

الطائر بقى رمز للغابة كلها، أي حد يشوفه يفتكر إن القوة موجودة جوانا من البداية، بس محتاجة جرأة المحاولة. ومن يومها، ما عادش في حاجة توقفه عن الطيران.

 

الخلاصة:

قصة الطائر بتفكرنا إن الخوف ساعات بيحبسنا أكتر من أي قيد حقيقي. يمكن يكون عندنا "جناحين" على شكل مواهب، مهارات أو حتى فرص قدام عينينا، لكننا ما بنجربش نستخدمهم. زي ما الطائر كان فاكر إن الطيران مش ليه، إحنا كمان ساعات بنقنع نفسنا إن النجاح لغيرنا، وإننا مش قد التجربة. لكن الحقيقة إن أول خطوة هي أصعب لحظة، وبعدها كل شيء بيبقى أسهل. ممكن نقع مرة واتنين، بس اللي بيكمل هو اللي في الآخر بيطير. والسما اللي كانت بعيدة… هتطلع أقرب مما كنا متخيلين.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

3

متابعهم

5

مقالات مشابة
-