عباس محمود العقاد: من شهادة الابتدائية إلى قمة الفكر المصرى

عباس محمود العقاد: من شهادة الابتدائية إلى قمة الفكر المصرى

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

عباس محمود العقاد: مفكر مصر الكبير

نشأة عباس العقاد وتعليمه

وُلد عباس محمود العقاد في أسوان عام 1889 في أسرة بسيطة، فلم يحظَ بتعليم جامعي أو دراسة عليا كما اعتاد أغلب المفكرين في عصره. اكتفى بالحصول على الشهادة الابتدائية، لكنه عوّض هذا النقص بجهد ذاتي استثنائي؛ حيث انكبّ على القراءة والاطلاع في مكتبات أسوان والقاهرة، حتى صار موسوعة فكرية متحركة. لم يكن العقاد مجرد قارئ عابر، بل كان يلتهم الكتب في مجالات شتى: الأدب، التاريخ، الفلسفة، والعلوم الإنسانية، وهو ما شكّل أساس شخصيته الفكرية.

العقاد والصحافة

بدأ العقاد حياته العملية موظفًا صغيرًا بالسكة الحديد، لكنه لم يلبث أن ترك الوظيفة متجهًا إلى مجال الصحافة، فوجد فيها متنفسًا لأفكاره الجريئة وقلمه الحاد. أصدر مع صديقه عبد القادر حمزة جريدة "الدستور" التي أصبحت منبرًا للحرية والدفاع عن الوطن ضد الاستعمار البريطاني. كان العقاد من أوائل المثقفين الذين جعلوا من الصحافة أداة للتنوير والتغيير السياسي والاجتماعي.

العقاد والسياسة

لم يكتفِ العقاد بالكتابة، بل انخرط أيضًا في العمل السياسي. انضم إلى حزب الوفد وشارك بفاعلية في الحياة البرلمانية المصرية، حيث انتُخب نائبًا بمجلس النواب. عُرف بمواقفه الوطنية الحازمة وجرأته في مواجهة الاستعمار، حتى أنه دخل السجن عام 1930 بسبب دفاعه عن الحريات وانتقاده للسلطة. أثبت العقاد أن المثقف الحقيقي لا ينفصل عن قضايا وطنه بل يقف في الصفوف الأولى مدافعًا عنها.

مدرسة العقاد الأدبية

في مجال الأدب، أسس العقاد مع المازني وعبد الرحمن شكري ما يُعرف بـ مدرسة الديوان، وهي حركة أدبية ثارت على الأسلوب التقليدي للكتابة الشعرية آنذاك، داعية إلى التجديد والعمق في التعبير. ورغم أن التجربة لم تدم طويلًا بسبب خلافات بين أعضائها، إلا أنها تركت أثرًا واضحًا في الشعر والنقد العربي الحديث.

إنتاجه الفكري والأدبي

خلّف العقاد تراثًا ضخمًا يزيد على مائة كتاب، تنوعت بين الأدب والنقد والتاريخ والفلسفة والدين. من أبرز كتبه:

"عبقرية محمد" ضمن سلسلة العبقريات التي تناول فيها أعلام الإسلام مثل الصديق، الفاروق، وعلي بن أبي طالب.

"الله" وهو كتاب فلسفي يتأمل في قضية الإيمان والوجود.

"ساعات بين الكتب" الذي يكشف شغفه بالقراءة.

دواوين شعرية مثل "يقظة الصباح" و"عابر سبيل".

كان أسلوبه يتميز بالقوة والجزالة والقدرة على الإقناع، وقدرته على الجمع بين الفكر الفلسفي العميق واللغة الأدبية الرصينة.

العقاد والمواجهة الفكرية

اشتهر العقاد بكونه خصمًا فكريًا لا يستهان به؛ فقد خاض معارك أدبية وفكرية عديدة مع كبار عصره مثل طه حسين وأحمد أمين. لم يكن يتردد في إعلان آرائه حتى لو خالفت التيار العام، وهو ما جعله مثيرًا للجدل دائمًا. لكنه في الوقت نفسه ساهم في إثراء الحركة الفكرية بفضل تلك المواجهات التي أظهرت تنوع الرؤى واتساع مساحة الحوار.

أثره وإرثه الثقافي

رحل العقاد عام 1964 بعد رحلة حياة مليئة بالكفاح والإنجاز. وقد ترك وراءه إرثًا ثقافيًا يضعه في مصاف أعظم مفكري العرب في القرن العشرين. فهو نموذج حيّ على أن الإرادة والعزيمة قد تصنع من إنسان بسيط صاحب شهادة ابتدائية، واحدًا من أعمدة الفكر العربي. ولا يزال تراثه الفكري إلى اليوم مرجعًا للأدباء والباحثين والمهتمين بالثقافة.


من شهادة الابتدائية إلى قمة الفكر المصري

البدايات البسيطة

وُلد عباس محمود العقاد في مدينة أسوان عام 1889 في أسرة متواضعة، ولم يحظَ بفرصة التعليم العالي. اكتفى بالحصول على الشهادة الابتدائية فقط، لكن هذا لم يكن عائقًا أمامه، فقد عوّض النقص بالاطلاع والقراءة المكثفة. كان يرتاد مكتبات أسوان والقاهرة، ويقرأ في الأدب والتاريخ والفلسفة والعلوم، حتى أصبح موسوعة فكرية تمشي على الأرض.

الصحافة منبر الحرية

ترك العقاد الوظائف الروتينية مبكرًا واتجه إلى مجال الصحافة، حيث وجد فيها مساحة للتعبير عن أفكاره الوطنية والفكرية. أصدر مع عبد القادر حمزة جريدة "الدستور"، وجعل منها صوتًا حرًا ضد الاستعمار البريطاني، كما كتب في صحف ومجلات كبرى، ما جعله واحدًا من أبرز الأقلام في مصر والعالم العربي.

الانخراط في السياسة

لم يكن العقاد مجرد كاتب، بل كان أيضًا سياسيًا بارزًا. انضم إلى حزب الوفد، وانتُخب نائبًا في البرلمان المصري. عُرف بمواقفه الصلبة ضد الاستبداد، حتى أنه سُجن عام 1930 دفاعًا عن حرية الرأي. بذلك جسّد صورة المفكر الذي لا ينعزل عن قضايا وطنه، بل يشارك فيها ويدفع ثمن مواقفه.

مدرسة الديوان وتجديد الشعر

في الأدب، شارك العقاد مع المازني وعبد الرحمن شكري في تأسيس مدرسة الديوان، التي دعت إلى كسر القوالب التقليدية للشعر والاتجاه نحو العمق والتعبير عن التجارب الإنسانية. ورغم أن التجربة لم تستمر طويلًا، فإنها تركت أثرًا بارزًا في تطوير الشعر العربي الحديث.

إنتاج فكري غزير

ألّف العقاد ما يزيد على مائة كتاب في مجالات شتى: الأدب، النقد، الفلسفة، التاريخ، والدين. من أبرز أعماله:

"عبقرية محمد" وسلسلة العبقريات التي تناول فيها أعلام الإسلام.

"الله"، وهو كتاب فلسفي في قضايا الإيمان.

"ساعات بين الكتب" الذي يعكس شغفه بالقراءة.

دواوين شعرية مثل "يقظة الصباح" و"عابر سبيل".

تميز أسلوبه بالقوة والجزالة، مع عمق فكري يجمع بين الفلسفة والأدب.

معارك فكرية وأدبية

لم يكن العقاد من المفكرين الذين يفضلون الصمت، بل خاض مواجهات فكرية مع كبار عصره مثل طه حسين وأحمد أمين. كانت آراؤه الحادة تثير الجدل، لكنها ساهمت في تنشيط الحركة الفكرية والثقافية، وفتحت المجال أمام حوار متنوع ومثمر.

العقاد وإرثه الخالد

توفي العقاد عام 1964 بعد حياة زاخرة بالعطاء الفكري والنضال الوطني. ورغم أنه بدأ حياته بشهادة ابتدائية، إلا أنه أثبت أن الإرادة والمعرفة الذاتية قادرتان على صنع قامة فكرية هائلة. ما تركه العقاد من كتب وأفكار ما زال حيًا، ويؤكد مكانته كواحد من أعمدة الفكر والأدب في القرن العشرين.


image about عباس محمود العقاد: من شهادة الابتدائية إلى قمة الفكر المصرى

خاتمة 

إن رحلة عباس محمود العقاد من طفل حصل على شهادة الابتدائية فقط إلى أن صار واحدًا من أعمدة الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، تؤكد أن التعليم الرسمي ليس هو الطريق الوحيد للنجاح. فبالعزيمة والإصرار وحب المعرفة، يمكن للإنسان أن يصنع لنفسه مكانًا في القمة. لقد ترك العقاد إرثًا خالدًا يذكّر الأجيال أن قوة الفكر لا تقاس بالشهادات، بل بمدى الإيمان بالذات والسعي المستمر وراء العلم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

21

متابعهم

41

متابعهم

1

مقالات مشابة
-