همسات الغرفة الثالثة عشر

همسات الغرفة الثالثة عشر

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الفصل الأول: الظلال في الفيلا

في قلب البلدة القديمة، حيث تتعانق الظلال مع صرير الرياح بين نوافذ المنازل المهجورة، كانت "فيلا الغرانيق" تقف صامتة، تحرس أسرارًا لم يجرؤ أحد على اكتشافها. منذ الليلة التي فقد فيها الجار الأخير، بدأ الناس يسمعون همسات قادمة من نافذة الغرفة الثالثة عشر، همسات لا يفهمها سوى من يجرؤ على الاقتراب.

توقفت ليلى عند بوابة الفيلا، قلبها ينبض بسرعة، وعينها تلمح ضوءًا خافتًا يتحرك داخل الجدران العتيقة. كل خطوة تخطوها نحو الداخل كانت تبتلع صمت المدينة وتستحضر شيئًا أعمق، شيئًا لم يُخلق ليُفهم.

عندما فتحت الباب الصدئ، صرخ الريح في أرجاء الفيلا وكأنها تحذرها. الأرضية خشبية، متآكلة، وكل خطوة تصدر صريرًا يملأ المكان صمتًا رهيبًا. كان الجو باردًا بشكل غير طبيعي، وكأن الفيلا نفسها تتنفس في خوف.

وفي الطابق العلوي، ظهرت الغرفة الثالثة عشر، الباب نصف مفتوح، والداخل مظلم. همسات خافتة بدأت تتصاعد، وكأنها تنادِ ليلى باسمها…

الفصل الثاني: همسات الليل

دخلت ليلى الغرفة، وعيناها تتأقلمان مع الظلام. على الأرض كان هناك دفتر قديم، غلافه متآكل ومكتوب عليه اسم "ليلى" بخطٍ غريب. رفعت الدفتر بيدها المرتجفة، وعند فتحه بدأت الكلمات تتحرك على الصفحات كما لو كانت حية، تهمس بأشياء لم تفهمها في البداية:

*"أنتِ تبحثين عن الحقيقة، ولكن الحقيقة تبحث عنكِ…"*

فجأة، انطفأ الضوء الخافت، وأصبحت الغرفة غارقة في الظلام التام. همسات تحولت إلى أصوات واضحة، ضحكات مكتومة، وأحيانًا صراخ مخيف، كل شيء حولها بدأ يتحرك دون سبب.

ليلى شعرت بأن الأرض تحتها تتنفس، وكأن الفيلا تحاول ابتلاعها. ثم ظهر ظلٌ طويل على الحائط، يتحرك بطريقة غير طبيعية، يتجه نحوها.

الفصل الثالث: الأسرار القديمة

في اليوم التالي، حاولت ليلى معرفة سر الغرفة الثالثة عشر. تحدثت مع الجيران، واكتشفت أن الفيلا كانت ملكًا لعائلة اختفت بالكامل قبل ثلاثين سنة، وأن الغرفة الثالثة عشر كانت محجوبة عن أي زائر.

الجيران حذروها:

*"لا تفتحي الباب، لا تنظري إلى الداخل… من يدخل الغرفة لا يعود كما كان."*

لكن الفضول كان أقوى من الخوف. ليلى بدأت تبحث في الأرشيف المحلي، ووجدت صورًا قديمة لعائلة الغرانيق، ودفتر يوميات مخفي يروي كيف بدأت الهمسات في ملاحقة كل من يدخل الغرفة.

في الليل، عادت ليلى إلى الفيلا، هذه المرة مجهزة بمصباح يدوي وكاميرا. دخلت الغرفة الثالثة عشر، وهناك اكتشفت شيئًا لم تكن تتوقعه: على الحائط، كانت هناك كتابات بالدم، تحكي عن طقوس قديمة لإيقاظ كائنات من الظلام، والهمسات… كانت دعوة للعودة إلى الحياة.

image about همسات الغرفة الثالثة عشر

الفصل الرابع: المواجهة

الهمسات صارت أقوى، تتحول إلى أصوات واضحة: أسماء الأشخاص الذين يعرفهم، أسرارهم، حتى مخاوفهم الداخلية. فجأة، شعرت ليلى بيد باردة تمسك بكتفها، وعند التفتت لم يكن هناك أحد، سوى ظل طويل يتحرك بسرعة على الجدران.

دفتر اليوميات فتح نفسه على صفحة محددة، وبدأ يكتب وحده:

*"انتِ القادمة. لا مهرب لكِ."*

ليلى ركضت نحو الباب، لكنه اختفى. كانت الغرفة تتوسع وتتشوه، الجدران تتنفس، والهمسات تتحول إلى صراخ يملأ أرجاء المكان.

في تلك اللحظة، فهمت ليلى أن الغرفة ليست مجرد مكان، بل كيان حي، يتغذى على خوف كل من يجرؤ على الدخول.

الفصل الخامس: الهروب أو الانصهار

ليلى حاولت مواجهة الكيان، مستخدمة ضوء المصباح اليدوي والدفتر الغامض. كل خطوة كانت مواجهة مباشرة مع الرعب. فجأة، ظهر انعكاسها في المرآة، لكن لم يكن انعكاسها الحقيقي، بل نسخة مشوهة، تبتسم ابتسامة مرعبة.

قررت أن تكتب كلمات مضادة في الدفتر، محاولة كسر الطقس القديم. كلماتها بدأت تتوهج بالضوء، والظلال بدأت تتقلص، حتى انفتح باب الغرفة الثالثة عشر فجأة، وكان أمامها ممر خفي يقودها إلى الخارج.

عند خروجها، صرخت ليلى بقوة، والهمسات اختفت فجأة. الفيلا صمتت، وكأنها لم تكن موجودة. لكنها عرفت شيئًا واحدًا: الغرفة الثالثة عشر ستظل هناك، تنتظر الشخص التالي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

10

متابعهم

58

مقالات مشابة
-