
رواية بوليسية: الوردة الدامية
الفصل الأول: جريمة غامضة
في ليلة مظلمة من ليالي نوفمبر، وبينما كانت المدينة تستعد للنوم، انطلقت صفارات الشرطة نحو المبنى الزجاجي الشاهق الذي يملكه رجل الأعمال الشهير فارس العلي.
عند الطابق الأخير، وُجد فارس جالسًا على كرسيه الجلدي الفخم، رأسه مائلًا إلى الخلف، وعيناه نصف مفتوحتين كأنّه مات وهو ينظر إلى الفراغ. الدم غطّى مكتبه الخشبي الفاخر، لكنه لم يتبعثر بلا معنى… بل شكّل بوضوح وردة حمراء، بتفاصيل دقيقة جعلت رجال الشرطة يتبادلون النظرات في صمت ثقيل.
المكتب كان مغلقًا من الداخل، النوافذ محكمة الإغلاق، ولا أي أثر لاقتحام. بدا وكأن القاتل تبخر بعد ارتكاب فعلته.

الفصل الثاني: المحقق سليم يدخل المسرح
تولى التحقيق المحقق سليم مراد، رجل مشهور ببرود أعصابه، لا يبتسم إلا حين يقترب من الحقيقة. وقف أمام الجثة، ثم نظر إلى الوردة الدامية وقال:
"هذا ليس قتلًا عشوائيًا… القاتل يرسل رسالة، والوردة مفتاحها."
بدأ بجمع قائمة المشتبهين، وجاءت الأسماء ثلاثة:
ليلى – السكرتيرة المخلصة، لكنها آخر من شوهدت في المكتب.
سامر – شريكه في الأعمال، الذي طالما اتُهم بالطمع.
هالة – زوجته السابقة، التي خرجت من زواجهما بفضائح ومرارة لا تُنسى.
الفصل الثالث: شبكة من الأكاذيب
استجوب سليم المشتبهين واحدًا تلو الآخر:
ليلى بدت خائفة، يداها ترتجفان:
"غادرت المكتب في العاشرة تمامًا، أقسم أنني لم أره بعد ذلك."
سامر ابتسم بثقة، وقدّم أوراقًا تثبت أنه كان في اجتماع رسمي، وأكد وجود شهود.
أما هالة، فقد ردّت ببرود قائلًة:
"من يهتم بموت رجل خان الجميع؟ لو كان بيدي، لقتلته منذ زمن… لكنني لم أكن هناك."
لكنّ شيئًا لم يكن مقنعًا.
الفصل الرابع: الورقة الملطخة
بينما كان الفريق يفحص المكتب، لمح سليم ورقة صغيرة ملطخة بالدم تحت الطاولة. أخرجها بحذر، ليجد عليها كلمة واحدة فقط: "الخيانة".
لم يكن بخط فارس، بل بخط امرأة.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه سليم:
"كلما تعمّقت الوردة في الدم، زاد شذى الخيانة."
الفصل الخامس: انكشاف السر
بعد الفحص الجنائي، تبيّن أنّ الدم الذي رُسمت به الوردة ليس كله دم فارس. كان هناك دم آخر مختلط.
النتيجة صدمت الجميع: إنه دم ليلى السكرتيرة.
استدعيت للتحقيق، فانهارت قائلة:
"لم أقصد قتله! واجهته بما فعله بي… بكذبه وخداعه. صرخت، دفعته بقوة فسقط على المكتب، ولم يتحرك بعدها. خفت، فهربت… لكن الوردة؟ لم أرسمها أنا."
الفصل السادس: عودة الشبح
تحليل الكاميرات كشف تفصيلًا مريبًا: بعد خروج ليلى من المبنى، دخلت امرأة ببطء مستخدمة مفتاحًا خاصًا. كانت ترتدي معطفًا طويلًا يخفي ملامحها.
سليم أعاد تكبير الصورة… الوجه كان مألوفًا. إنها هالة، الزوجة السابقة.
لكن الغريب أنها لم تقترب من فارس كثيرًا، بل أخذت دمًا من الطاولة، ورسمت الوردة بعناية، ثم غادرت.
واجهها سليم بالحقيقة، فقالت بابتسامة باردة:
"لم أقتله، لكنني أردت أن يعرف الجميع أنه خانني حتى آخر لحظة. الوردة دمي ودمه… رمز خيانته لي."
الفصل السابع: العدالة المرة
تمت محاكمة ليلى بتهمة التسبب في الوفاة، بينما اتُّهمت هالة بـ تشويه مسرح الجريمة وتضليل العدالة. أما سامر، فقد خرج نظيفًا لكنه حصل على ما أراد: السيطرة على أعمال فارس.
وقف سليم عند نافذة المكتب في الليلة الأخيرة، ينظر إلى المدينة من علوّ، ثم قال بصوت منخفض:
“الجريمة انتهت… لكن الوردة ستبقى تنزف في ذاكرة كل من عرف فارس العلي.”