الشفاء من داء مؤلم .. بالدعاء

الشفاء من داء مؤلم .. بالدعاء

Rating 0 out of 5.
0 reviews

الشفــــاء

انها الخامسة صباحا..يقولون انها أبرد ساعات اليوم ولكننا فى منتصف شهر يوليو فلا يشعر جسدى سوى بنسائم لطيفة ولكن..كح كح كح انه السعال المعهود..كح كح كح وكأن صدرى وحده استشعر برودة فى الجو لم يستشعرها باقى الجسد

 image about الشفاء من داء مؤلم .. بالدعاء

لقد مضى فصل الشتاء  كله ومن ورائه الربيع وأنا مدثر فى ملابسى الثقيلة التى لا أجرؤ على تخفيفها  ..أقبع فى ركن بالمنزل مبتعدا عن أى تيارات هواء  حتى صلاة الفجر لم أعد أذهب لأصليها بالمسجد

 

أحتمل ثقل دثارى وشعورى الشديد بالحر .. وأتناسى المتعة الغالية فى ارتشاف كوب من الماء المثلج 

 

لم تفلح  أدوية الأطباء.. عشرات الزجاجات من أدوية السعال ألقيتها واحدة بعد الأخرى وما أدنى استجابة من صدرى المنيع .. عشرات الإبر استسلمت لها أطرافى الأربع وهى تشكشك في جلودها لتدس السائل الأحمر والأصفر والشفاف فى دمى مع أمل أن تكون كل شكة هى شكة الشفاء ولكن استمرت تلك الـ كح كح وكأنها مباراة فى التحدى والعناد

 

الأشعات سليمة والتحاليل سليمة ..هذا قول الأطباء وإن واحد على عشرة من كل هذا الدواء كان ليكفى لإزاحة ثقل صدرى .. ولكن لم يحدث

 

 ولا المشروبات الساخنة ولا الوصفات البلدية ولا الأفرنجية  .. كل ما يُدهن وما يُقلب وما يُبلع وما يُغلى  ولا أى من أولئك ولاهؤلاء أفلح فى تخفيف أثقال صدرى  واطفاء تلك النيران التى تشتعل فيه عند كل كح كح فتضطرب أنفاسى ويحمر وجهى وتجحظ عيناى  وترتعش كل عضلة بجسدى وتتقلص معدتى بقوة وكأنها تحاول طرد روحى  من الداخل .. ولا أفيق ألا على أنفاسى المتلاحقة وضربات قلبى السريعة  وحرارة العرق والدموع تغرق وجنتى وكل عظامى تؤلمنى

 

والمفاجأة هى دأبها .. فى العمل تفاجأنى نوبة ال كح كح  فأجد زملائى من حولى من يتأسى ومن يعرض كوب ماء ومن يتبرع بانهاء العمل بدلا عنى ويطالبنى بالرحيل للمنزل والراحة وهناك من يقول اذهب لتعالج نفسك ماحدش ناقص حد

ولو على طعام ..لا لن أحكى .. تخيل أنت ..انه أمر مقزز فعلا 

 

وفاجأتنى أكثر من مرة فى صلاة الجمعة فأجدها تعلو على صوت الإمام فى خطبته .. ولا يستطيع أى منديل كتمها ولا ردعها   

 

هذا عوضا عن صوتى الذى أكاد أقول فقدته وما عاد لدى أحبال صوتية على الإطلاق

 

خمس سنوات وما من تحسن وما من سبب لعدم التحسن .. ضعفت صحتى وخارت قواى وهأنذا منذ عام واحد فى المنزل تركت العمل وقمت بتسوية معاشى ولا أخرج إلا للمسجد القريب للصلاة بسرعة ثم أعود لأواصل مقطوعات الـكح كح فى غرفتى ..تخدمنى زوجتى الأصيل وابنى الوحيد الذى ضبطته أكثر من مرة يبكى من أجل أباه 

 

أتساءل .. ربما أذنبت فى حياتى ذنب يكفره عنى صدرى .. ربما هذا ابتلائى الذى يرى الله فيه كيف سأصبر وكيف سأتصرف ..ربما يجب أن أزيد من توطيد علاقتى بربى ربما يجب أن أزداد سخاء فى بذل صدقاتى  .. ربما يجب أن أعيد توثيق الروابط بأهلى وأصدقائى ..نعم يجب أن أحاول لعلى أصبح أفضل وأستحق أن يرفع عنى ربى البلاء 

 

توجهت إلى الله بالدعاء " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفينى" .. رجوت كل أصدقائى وأحبائى أن يدعوا لى أن أهنأ ليلة واحدة بنوم لا تقاطعه هذه الــكح كح الرهيبة 

 

صليت المغرب والآن أفتح المذياع على اذاعة القرآن الكريم كعادتى .. “ لا تستحى أن تسأل الله ما تشاء فإنك تسأل الكريم ليس شخص اشتهر بكرمه بل القدير واسع الكرم  الذى تُطلب منه الأمور الكبيرة ”

بدا الشيخ وكأنه يخاطبنى 

 

حسنا.. سأدعو الليلة فى صلاة العشاء دعوة جديدة

 

"اللهم اشفنى الشفاء التام العاجل انت أكرم الأكرمين".." اللهم اشفنى الشفاء التام العاجل أنت أرحم الراحمين"

 أشعر بثقل جسدى .. أريد أن ألقى بنفسى على الفراش ..من هؤلاء الذين يتبعونى ولماذا يلتفون حولى هكذا انهم يرتدون أردية بيضاء ويبتسمون ويبدو انهم يتحدثون ولكنى لا أسمع شيئا سوى همهمات خفيضة ..انهم غرباء ولكنى أشعر معهم بألفة عجيبة ..ثم كيف دخلوا .. ها هو ولدى فى الغرفة المقابلة ولا يبدو انه رآهم ..هل أراهم وحدى؟! .. ومن هذا المهيب الذى يقبل نحوى فى همة ..انه يمسك بكفى ويبتسم ..

آه عرفته ..انه …

 

أحمدك اللهم على شفاءك العاجل التام .  

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

15

followings

72

similar articles
-