
بين مسئولياتي وأحلامي… يوم عادي علّمني الكثير
يوميات ام تبحث عن العمل
الحياة ليست سهله
استيقظت كعادتي على صوت صغيري يناديني بصوته الذي اعشقه، وكأنه يقول لي: “هيا أمي، لنبدأ يومنا!”. ربما لم يكن الوقت مناسبًا بالنسبة لي، فإحساس التعب لا يزال يثقل عينيّ، لكن بالنسبة له، اليوم يبدأ بابتسامة بريئة لا تعرف الكلل أو الملل. شعرت بمزيج من الإرهاق والحيرة، وداخل رأسي كان يدور سؤال واحد: إلى متى سأبقى أبحث عن عمل يناسبني ولا أجد؟
بدأت يومي كما هي عادتي، بالمهام اليومية التي قد تبدو للبعض بسيطة، لكنها في الواقع مجهدة جدًا. رعاية صغاري والاهتمام بهم، تنظيف بعض الفوضى الصغيرة، والإجابة على أسئلة عقلي التي لا تنتهي. كل لحظة كانت مليئة بالحركة والاهتمام، وكل ابتسامة منه كانت تمنحني طاقة مؤقتة، لكنها كانت تذكرني أيضًا بكمية المسؤولية التي أتحملها.
بعد الإفطار، جلست قليلًا أمام هاتفي لأبحث عن فرص للعمل من المنزل. تصفحت العديد من الإعلانات، بعضها بدى غير جدي، وبعضها يتطلب خبرة لم أكتسبها بعد. شعرت بالإحباط للحظة، لكنني تذكرت أن كل بداية صعبة، وأن التعلم خطوة ضرورية للوصول إلى هدف أكبر. كتبت قائمة بالمهارات التي أستطيع تطويرها، مثل الكتابة، إدارة الوقت، لأشعر أنني أتحرك ولو بخطوات صغيرة.
وفي منتصف اليوم، وبينما كنت أعد الطعام، خطرت في رأسي فكرة أن الحياة لا تمنحنا دائمًا ما نريد، لكنها تعطينا دائمًا إشارات صغيرة لنستمر. قد يكون اليوم بلا فرصة عمل جديدة، لكن مجرد المحاولة المستمرة هي نجاح بحد ذاته. الطريق الطويل لا يُقطع بالقفز، بل بالخطوات الثابتة والمتأنية، مهما بدت بطيئة أو صغيرة.
خلال فترة الظهيرة، جلست ألعب مع صغيرتي. ف انا ام لطفلين ادم والذي يبلغ من العمر عاما ونصف وسلمى والتي بلغت من العمر شهرين ضحكت من قلبي على أشياء بسيطة، مثل تحريك اصابعها وتحريك رأسها وابتسامتها التي اعشقها. شعرت حينها بأن الفرح لا يحتاج إلى أسباب كبيرة، وأن بساطة اللحظات تمنح القلب راحة وسعادة غير متوقعة. جلست أتأملها وأفكر: ربما لا أملك وظيفة الآن، لكن لدي دور أهم، وهو تربية هذه الروح الصغيرة. هذه المسؤولية تمنحني معنى وأملًا، وتجعلني أستمر رغم كل الصعوبات.
مع اقتراب المساء، بدأت أشعر بالتعب أكثر. جلست لحظة واحدة لأراجع يومي: الأعمال المنزلية، البحث عن عمل، المحاولات الصغيرة، والضحكات مع طفلتي. كل لحظة، رغم صعوبتها، كانت درسًا في الصبر والمثابرة. اكتشفت أنني رغم كل شيء لم أستسلم، وأن هذا وحده سبب كافٍ لأشعر بالفخر والاعتزاز بنفسي.
وأخيرًا، عندما غفت طفلتي أخيرًا، جلست وحدي مع أفكاري. فكرت في كل ما مررت به منذ الصباح وحتى الآن: التعب، البحث عن الفرص، لحظات الفرح الصغيرة، وحتى لحظات الإحباط المؤقتة. فهمت أن الحياة ليست سهلة، خاصة عندما نحمل مسؤوليات كبيرة ونبحث عن مكاننا في هذا العالم. ولكن كل يوم نصمد فيه ونحاول من جديد هو دليل على قوتنا الحقيقية. وربما يحمل الغد بداية مختلفة، لكن المهم ألا نتوقف عن المحاولة، وأن نؤمن بأن لدينا القدرة على التغيير والنمو مهما كانت الظروف.
الخاتمة:
الحياة مليئة بالتحديات، وخصوصًا للأمهات اللواتي يحملن أعباء كبيرة ويبحثن عن فرص لإثبات أنفسهن. لكن كل يوم نحاول فيه، وكل لحظة نبتسم فيها رغم الصعاب، هي خطوة نحو الأمل والتحقق الذاتي. الغد قد يكون أفضل، والمستقبل مليء بالفرص لمن لا يفقدن الأمل أبدًا