ريـم و التمساح و الراعي

ريـم و التمساح و الراعي

Rating 0 out of 5.
0 reviews

ريـم و التمساح و الراعي 

 

ما أجملَ الغزالة سبحان من سواها وأبدع خلقها، ما أن تقعَ عينُك عليها إلا وتُحبها وتقول: سبحانَ الله.

فهي تتسمُ بالعينينِ الواسعتين، ولونُها البني الفاتح، وشعرها القصيرُ الناعم الملمس،

كما أنها رشيقة وجميلة، و خفيفة و سريعة.

 

ريـم و التمساح و الراعي 

 

image about ريـم و التمساح و الراعي

 الغزالة يحبُها الجميع و خصوصاً الأطفال، لذا لا تخلو حديقة الحيوان منها..

و تسمى الغزالة الصغيرة بعدة أسماء منها (مهرة)، و(رشا)، و(ريم)....

  •   وحكايتنا يا أحبابي عن غزالة جميلة كانت تعيش فى حافة أحد الغابات 

ترعى الأعشابَ الطرية، وتشربُ من ماءِ النهر الصافي، وكانت تستعدُ لاستقبال مولودَها الجديد.

فبعد أيام قليلة ستضعُ مولودَها الصغير، بعد ما يقربُ من ستةِ أشهر من الحمل.

و ها هى الآن على وشك الولادة 

image about ريـم و التمساح و الراعي

انظروا لقد وضعت غزالةَ صغيرة جميلة سمتها (ريم) أخذت تنظفها و تعتني بها وهى سعيدة ومسرورة 

إن المولودة الصغيرة جائعة تريد الرضاعة، فها هي تلتقم ثدي أمها وترضع 

كانت الغزالة الأم تشفق علي صغيرتها، وتحوطها بعنايتها و رعايتها،

و كانت تخرج فى الصباح الباكر تبحث عن الطعام حتى تستطيع أن ترضعها 

ولكنها قبل أن تخرجَ و تتركها كانت تتأكد من أنها فى المكان الآمن حتى لا تؤذيها الحيوانات الضارية.

بدأت الغزالة الصغيرة (ريم) تكبر يومًا بعد يوم وتزداد حاجتها للطعام أكثر وأكثر..

و كانت الغزالة الأم تبحث كثيراً عن الغذاء وتمكث فترة طويلة حتى تستطيع أن تحصل على أكبر قدر منه لتتمكن من توفير اللبن لصغيرتها

ها هي الغزالة الصغيرة كبرت وبدأت تقف على رجليها، إنها تحب المرح و اللعب 

فكانت أمها في بعض الأحيان تخرج بها وتجعلها تلعب حولها ولا تسمح لها بأن تبتعد عن نظرها.

 

image about ريـم و التمساح و الراعي

 

وفى يوم من الأيام وكالعادة خرجت الغزالة الأم للبحث عن الغذاء، 

و أوصت صغيرتها بأن لا تخرجَ من البيتِ أبدًا حتى ترجع. 

الغزالة الأم كانت حريصة على أن تأكل كثيرًا لكي تستطيع أن ترضع صغيرتها حتى تشبع، فكلما كبرت (ريم) كلما كانت حاجتها للغذاء أكثر.. 

وبعد أن أكلت الغزالة الأم كثيرًا شعرت بالعطش الشديد 

فتوجهت نحو النهر لتروى ظمأها..

لكن يجب أن تتوخى الحذر. لماذا؟

لأن هناك الكثير من الأعداء للغزالة كالحيوانات المفترسة مثل النمر والأسد و الفهد..

لكن هناك حيوان مفترس آخر قد يكون الأكثر خطورة.

فما هو يا ترى؟

image about ريـم و التمساح و الراعي

إنه غالباً ما يكون متخفياً ولا يظهر إلا فجأة.. 

غالباً ما يظل فى قاع النهر ساكناً لا يبدى أي حركة يترقب الحيوانات التي تأتى لتشرب من النهر لينقض عليها..

أقبلت الغزالة الأم نحو النهر لتروي عطشها.

 المكان يبدو هادئ، ولا يوجد شيء يدعو للشك والريبة، سطح الماء ساكن، ومياه النهر صافية..

ها هى تقفُ على حافةِ النهر، وبدأت تشربُ لكنّها لم تتخل عن حذرها فهي تتلفتُ يمينًا وشمالاً خوفًا من أن يباغتها حيوانٌ ما من الخلف

لم تتوقع الغزالةُ الجميلة أن يكون الخطر قابع تحت الماء الساكن!

لم تكن تتوقع أن صفحة الماء الساكن تُخفى تحتها هذا الخطر الداهم

وفجأة وبحركة خاطفة تحولت معها صفحة الماء الساكنة إلى ما يشبه الطوفان! 

ليظهر بعد ذلك العدو المتربص بالغزالةِ المسكينة وهو يحاولُ أن يفترسَها وينقض عليها 

لقد حاول التمساحُ المفترس سحبها والغوص بها تحت الماء لكنّها كانت تقاوم وتقاوم وأصرت ألا تستسلم، تذكرت ابنتها الصغيرة فتشبثت بالحياة، وغرزت حوافرها بالأرض، لكن هل ستستطيع أن تنجو؟!   

انتظرت (ريم ) الصغيرة أمها لكنها لم تأت! 

عضها الجوع فتخلت عن حذرها وبدأت تجر رجليها خارج البيت الذي تختبأ فيه

إنها جائعة، وعطشانة أيضاً، أخذت تبكى بصمت وتتساءل أين أنت يا أمي؟

أخشى أن يكون قد أصابكِ مكروه..

كيف أعيشُ من دونكِ يا أمي...

كانت تتعثر بمشيتها، ابتعدت قليلاً عن بيتها ، إنها ما زالت خائفة و متوجسة.

 

وفجأة لمحاها أحدُ الرعاة الطيبين

image about ريـم و التمساح و الراعي

لقد كان عائداَ من الغابة بعد أن جمعَ الأعشابَ لأغنامهِ التي يقوم برعيها وتربيتها 

اقترب من الغزالة الصغيرة شيئاً فشيئاً ...

انتابها الخوف فحاولت أن تعودَ إلى بيتها لكن الراعي كان أسرع منها..

أشفقَ عليها الراعي الرحيم وشعر بأنها ربما تكون قد ضلت الطريق أو أن أمها قد أصابها مكروه، وهذا كثيراً ما يحدث فى الغابة

أمسكَ الراعي بالغزلةِ الصغيرة وضمها بين ذراعيه فى حب وحنان وأخذ يمسح على ظهرها حتى هدأت وسكنت وشعرت بالأمان.

أخذها معه حيث الحظيرة الكبيرة التي يربى فيها أغنامه. 

image about ريـم و التمساح و الراعي

 

ولحسنِ الحظ كان لدي الراعي نعجة قد ولدت منذ أيام (حَمَل) صغير وهى الآن تقوم بإرضاعه، قرّب الراعي الغزالةَ من النعجةِ وبدأ يتلطف بها 

اقتربت الغزالة الجميلة (ريم) من النعجة تريد أن ترضع فسمحت لها النعجة فأقبلت على الضرع فالتقمته وأخذت ترضع.. وترضع حتى ارتوت و شبعت.

كان الراعي الرحيم ينظرُ إليها وهو فِرح مسرور، وحمد الله أن جعلهُ سبباً فى انقاذ هذا الحيوان الصغير الجميل من الهلاك..

لكنّهُ مع ذلك كان مشغولاً بمصيرِ الغزالة الأم، أين هي يا تُرى؟ وماذا حدثَ لها ؟

قررَ أن يبحثَ عنها فى الغابةِ، مرت عدة أيام من البحث ولكنّه لم يعثر عليها، وفى أحد الأيام ذهب للبحثِ عنها فى المكان الذي عثر فيه على الغزلةِ الصغيرة (ريم) وكانت المفاجأةُ لقد وجد الغزالة الأم فى نفس المكان! لكن يبدو عليها الإرهاق والتعب، لا لقد كانت مصابة!

 اقترب الراعي نحوها لكنها لم تتحرك اقترب أكثر وأكثر بالفعل إنها مصابة لابد أنها تعرضت لهجوم من أحد الحيوانات المفترسة لكنها استطاعت الهرب والنجاة بنفسها.

الحمد لله لقد نجت الغزالة.

image about ريـم و التمساح و الراعي

لكن لا شك إنها حزينة لفقد ابنتها 

الآن عليّ أن أًعيد لها ابنتها بسرعة وأحضر لها الطعامَ والماءَ فلن تستطيع الغزالة الأم أن ترعى الأعشاب وتذهب إلي النهر وهى فى هذه الحالة، يجب عليّ أن أهتم بها وبالغزالة الصغيرة..

عادَ الراعي الرحيم إلى مزرعته وحملَ الغزالة (ريم) بين ذراعيه وتوجه بها إلي أمها، وما إن اقترب الراعي من الغزالة الأم ورأت صغيرتها إلا ووقفت بصعوبة وأخذت تحرك ذيلها فرحة مسرورة 

أما (ريم) فقد قفزت من بين يدي الراعي وأسرعت نحو أمها، لقد كان لقاءً مؤثراً وكاد الراعي أن يبكي من شدة فرحة بأن وفقه الله ليجمع بين الأم وصغيرتها.

image about ريـم و التمساح و الراعي

 توجه الراعي إلي الغابة وجمع حزمة كبيرة من الأعشاب الطرية التي تُحبها الغزالة، وأحضر إناءً كبيراً وملئه بالماء ووضعه عندهما، وظل يتردد عليهما ويوفر لهما الطعام والماء حتي اطمئن أن الغزالة الأم قد شفيت واستعادت قوتها، وأن الغزالة الصغيرة (ريم) قد كبرت وأصبحت تلعب وتمرح، وتقفز وتجري فى سعادةٍ وهناء.

  ما أجملَ أن يمتكَ الإنسانُ قلباً عطوفاً رحيماً، ويسعى لنشر الرحمة على كل من حوله، فالراحمون يرحمهم الرحمن. 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

0

followings

1

similar articles
-