شرطة الجن (الجزء الثاني): المحكمة المظلمة

شرطة الجن (الجزء الثاني): المحكمة المظلمة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 


شرطة الجن (الجزء الثاني): المحكمة المظلمة

الرحلة إلى المجهول

سُحب سالم من فراشه دون أن يشعر بخطواته على الأرض. كان جسده يتلاشى مع كل حركة، حتى وجد نفسه في مكانٍ غريب لا يعرف له بابًا ولا جدارًا. صحراء سوداء تمتد بلا نهاية، والسماء مغطاة بسحب حمراء متوهجة.
كانت الكائنات التي أمسكت به تتحرك بسرعة، وكأنها تنزلق فوق الهواء. لم يسمع سوى صرخات بعيدة، كأنها أصوات أرواح معذبة. حاول المقاومة، لكن كل حركة كانت تُثقل جسده أكثر، كأنه مربوط بسلاسل غير مرئية.

المحكمة المظلمة

توقّفوا عند بوابة شاهقة من حجارة سوداء منقوشة برموز غريبة. ما إن فُتحت، حتى انبعث منها هواء كريه ورائحة دم قديم. أدخلوه إلى قاعة ضخمة مضاءة بمشاعل خضراء، وفي منتصفها منصة عالية يجلس عليها قاضٍ من الجن، رأسه أشبه بجمجمة، وعيناه جمرتان لا تنطفئان.
أحاطت به عشرات العيون المتوهجة، كل منها يحدّق في سالم وكأنه ينتظر الحكم. سمع صوت القاضي يقول:

"سالم بن إبراهيم... أنت متهم بقتل الثعبان الأسود، أحد أفراد جنّنا المقدّس. هل تعترف بجريمتك؟"

الدفاع المستحيل

image about شرطة الجن (الجزء الثاني): المحكمة المظلمة

ارتجف سالم وهو يحاول الكلام:
"كان مجرد ثعبان! لم أكن أعلم أنه... أنه ليس حيوانًا عاديًا!"

علا المكان ضحك شيطاني مخيف، واختلط بصوت صراخ نساء وأطفال كأنهم يعانون من ألم أبدي. صرخ القاضي:

"الجهل لا يعفيك من العقاب. دمّه في عنقك، وستُحاكم بعقوبةٍ تناسب جريمتك."

بداية العقوبة

أشار القاضي بيده، فانفتحت الأرض تحت سالم، ليجد نفسه يسقط في هوة مظلمة بلا قاع. وبينما هو يهوي، سمع أصواتًا تهمس:

"سترى ما لم تره عين... وستتمنى لو بقيت في قريتك ولم تمسّ ثعباننا المقدّس."

وفجأة، توقف سقوطه ليجد نفسه في سجن غريب بلا جدران، مجرد فراغ أسود، لكنه مقيد بسلاسل من نار باردة تحرقه دون لهب.
أمامه تجسدت صورة الثعبان الذي قتله... لكن هذه المرة برأس إنسان يبتسم ابتسامة مرعبة، وهو يقترب منه قائلاً:

"لم تنته القصة بعد... العقوبة الحقيقية تبدأ الآن."

العذاب الأبدي

بدأ الثعبان يتحول أمام عيني سالم إلى أشكال مختلفة: مرة إلى طفل يبكي بدموع من دم، ومرة إلى امرأة عجوز تنوح، ثم إلى وحش بقرون يصرخ بصوت يهز كيانه. كل شكل كان يتقرب أكثر، وكل همسة تزيد من رعبه.
حاول سالم أن يغمض عينيه، لكن حتى جفونه خُدرت. كان مجبرًا على مشاهدة كل لحظة من عذابه.
فجأة، شعر بأصوات جديدة تتردد في رأسه، أصوات تقول: "اهرب... لديك فرصة واحدة... لكن الثمن سيكون حياتك."

بارقة أمل أم خدعة؟

نظر حوله فلم يرَ سوى السواد والوجوه المتحولة. أدرك أن هناك من بين الجن من يحاول مساعدته، أو ربما يجره إلى مصير أسوأ.
سأل بصوت مبحوح: "كيف أهرب؟"
جاءه الرد: "حين ينطفئ اللهب الأخضر في المحكمة، افتح قلبك ولا تلتفت وراءك."

لكن قبل أن يكمل الصوت، عاد الثعبان برأسه البشع، وقال ساخرًا:
"حتى لو حاولت... شرطة الجن لا تسمح بالفرار."

“لم تنته القصة بعد... العقوبة الحقيقية تبدأ الآن.”


التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

3

مقالات مشابة
-