ليلى والنجمة المفقودة

ليلى والنجمة المفقودة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

ليلى والنجمة المفقودة ✨🌙

في ليلة هادئة من ليالي الصيف، جلست ليلى الصغيرة عند نافذة غرفتها. كانت السماء صافية مرصّعة بالنجوم التي تشبه حبات اللؤلؤ المضيئة. لطالما أحبت ليلى أن تعد النجوم قبل النوم، وكانت دائمًا تلاحظ نجمة معينة تلمع بجوار القمر كأنها تحرسه. لكن تلك الليلة لاحظت شيئًا غريبًا؛ النجمة المضيئة لم تكن في مكانها!

قالت ليلى بصوت مرتجف:

image about ليلى والنجمة المفقودة
ليلة هادئة من ليالي الصيف


– "أين اختفت نجمة القمر؟ لا أستطيع أن أنام من دون أن أراها."

أغلقت عينيها وهي تفكر، وفجأة وجدت نفسها في عالم عجيب. كان الحلم مختلفًا عن كل الأحلام. بدت حولها حديقة مليئة بالزهور المضيئة التي تفتح أوراقها كأنها تبتسم. وفوقها ظهر طائر أبيض ضخم، جناحاه من نور، وصوته رقيق مثل نسمة هواء.

قال الطائر:
– "مرحبًا يا ليلى، أنا رسول النجوم. النجمة التي تبحثين عنها ضاعت وسقطت من مكانها. النجوم حزينة، فهل تساعديننا في العثور عليها؟"

قفز قلب ليلى فرحًا:
– "بالطبع! أحب النجوم كثيرًا وسأفعل المستحيل لإعادة نجمة القمر."

طار بها الطائر فوق البحار والجبال. رأت أمواجًا لامعة كالفضة، وغابات تلمع أوراقها باللون الأخضر الزمردي. حتى أن بعض الأسماك في البحر كانت تسبح مضيئة مثل المصابيح الصغيرة.

هبطا في غابة زرقاء غريبة، حيث يضيء العشب من تحت الأقدام. وهناك وجدت أرنبًا صغيرًا يبكي بجانب جذع شجرة. اقتربت منه وسألته برفق:
– "ما بك يا صديقي الصغير؟"
قال الأرنب: "رأيت نجمة تتدحرج من السماء وسقطت بين الأشجار. أردت مساعدتها لكنني كنت خائفًا من الظلام."

ربتت ليلى على رأسه وقالت:
– "لا تخف، سنجدها معًا."

تابعت سيرها حتى وصلت إلى بحيرة صافية تعكس ضوء القمر. كان سطح الماء ساكنًا، لكن فجأة سمعت صوتًا ضعيفًا يخرج من الداخل:
– "ساعديني… أنا هنا."

مدّت نظرها فرأت نجمة صغيرة عالقة في الماء، تلمع بخفوت وكأنها على وشك الانطفاء. قفز قلب ليلى بشجاعة، نزعت حذاءها وغاصت في الماء البارد. سبحَت بقوة حتى أمسكت بالنجمة بين يديها. كانت دافئة على الرغم من الماء، كأنها قلب صغير ينبض.

قالت النجمة بصوت مرتجف:
– "شكراً لك يا ليلى. كنت خائفة أن أنطفئ وأختفي."

ابتسمت ليلى:
– "لا أحد يضيع طالما هناك من يهتم به. سأعيدك إلى مكانك في السماء."

عاد الطائر الأبيض من جديد، وحمل ليلى والنجمة على جناحيه. صعد بهما فوق الغيوم حتى وصلا إلى القمر. مدت ليلى يدها الصغيرة ووضعت النجمة بجانبه. وما إن استقرت في مكانها حتى أضاءت السماء كلها بألوان جميلة؛ الأزرق والذهبي والفضي.

صفقت النجوم الأخرى بفرح، وغنّت أغنية عذبة ملأت السماء موسيقى. التفت الطائر إلى ليلى وقال:
– "لقد أنقذتِ السماء الليلة، وأثبتِ أن الرحمة والشجاعة يمكن أن تنقذا العالم."

ابتسمت ليلى بفخر، ثم شعرت أن جسدها يخفّ شيئًا فشيئًا، حتى سمعت صوت أمها يناديها:
– "ليلى، استيقظي، حان وقت المدرسة!"

فتحت عينيها لتجد نفسها في سريرها. نهضت مسرعة إلى النافذة، ورأت النجمة المضيئة تلمع بجوار القمر كما كانت دائمًا. ابتسمت وقالت همسًا:
– "ربما كان حلمًا، وربما كانت مغامرة حقيقية. لكنني أعلم أن النجمة لن تضيع بعد الآن."

ومنذ ذلك اليوم، كلما رأت ليلى النجوم، تذكرت أن حتى أصغر القلوب تستطيع أن تصنع فرقًا إذا امتلأت بالحب والشجاعة.

المغزى: لا يهم حجمك أو قوتك، بل المهم أن يكون قلبك مليئًا بالرحمة، فهذا ما يجعل العالم أجمل.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-