تاريخ الصحافة المصرية بين 1869 و191

تاريخ الصحافة المصرية بين 1869 و191

Rating 0 out of 5.
0 reviews

الحقبة الأولى: قبل 1869

شهدت مصر في هذه المرحلة بدايات متواضعة للصحافة العربية. فقد اقتصرت على ثلاث إصدارات رئيسية هي: الوقائع المصرية، مجلة وادي النيل، ومجلة يعسوب الطب. ورغم محدودية انتشارها، فقد أرست هذه الصحف قواعد الصحافة العربية وفتحت المجال أمام بروز الصحف في المراحل التالية. كما ساهمت في نشر الوعي الثقافي والطبي والفكري داخل المجتمع المصري.

image about تاريخ الصحافة المصرية بين 1869 و191

 

الحقبة الثانية: 1869 – 1892

مع دخول مصر إلى الحقبة الثانية بدأت الصحافة تشهد ازدهاراً أكبر خاصة في القاهرة والإسكندرية. وكان للصحفيين السوريين واللبنانيين دور محوري في هذا الازدهار، حيث جاؤوا بخبراتهم من بلاد الشام واستفادوا من دعم الخديوي إسماعيل الذي ساندهم بالمال وبتوفير الفرص. ساهم هذا الدعم في تعزيز دور الصحافة كأداة للتعبير الثقافي والسياسي. كما تميزت هذه الفترة بقدر كبير من الحرية، إلا أن الخديوي لم يكن يتسامح مع الانتقادات المباشرة، ما جعل الصحفيين يراعون الحذر في تناول شؤون الدولة

 

image about تاريخ الصحافة المصرية بين 1869 و191

جريدة الأهرام: الريادة والتأثير

تُعد جريدة الأهرام من أبرز وأهم الصحف المصرية على الإطلاق. أسسها سليم بك تقلا الذي بذل جهداً فردياً عظيماً في إدارتها وتحريرها والإشراف على موظفيها. تحولت الأهرام إلى ما يشبه مدرسة الصحافيين التي خرّجت أجيالاً عديدة من الكتاب والمحررين. أما على صعيد السياسة، فقد اتبعت خطاً داخلياً يوازن بين مصرية التوجه والحفاظ على الصلة بالدولة العثمانية، بينما مالت خارجياً إلى فرنسا لأسباب سياسية وتاريخية. وفي عام 1913 عقدت الأهرام اتفاقاً مع جريدة الديلي تلغراف البريطانية لتبادل الأخبار الدولية، ما جعلها سباقة في الانفتاح على الصحافة العالمية

image about تاريخ الصحافة المصرية بين 1869 و191

 

الصحافة في ظل الاحتلال البريطاني

بعد الاحتلال البريطاني عام 1882، انقسمت الصحافة المصرية إلى تيارين بارزين: الأول موالٍ للاحتلال مثل جريدة المقطم والجريدة المصرية، حيث دافعت عن السياسات البريطانية وبررت وجودها في مصر. أما الثاني فكان وطنياً مناهضاً للاستعمار مثل جريدة المؤيد، التي نادت بجلاء الإنجليز عن وادي النيل. وبين هذين التيارين، حاولت بعض الصحف الموازنة أو الانحياز لمصالح أخرى، فبعضها انتقد الدولة العثمانية، وأخرى دافعت عنها دون تحفظ. في حين اتخذت الأهرام موقعاً وسطياً لكنه أقرب إلى فرنسا في مواقفها الخارجية.

توجهات الصحف الكبرى

من أبرز الصحف التي لعبت دوراً سياسياً بارزاً خلال هذه الفترة: • جريدة المقطم: لسان حال الاحتلال البريطاني، تعزز أركانه وتناصره.
• جريدة المؤيد: الصوت الوطني المعارض للاحتلال.
• الجريدة المصرية: داعمة بشكل علني للسياسات البريطانية في مصر.
• الأهرام: الصحيفة الأوسع تأثيراً، ذات التوجه المهني والميل لفرنسا، والتي ساهمت في ربط الصحافة المصرية بالصحافة الأوروبية.

الخاتمة

لقد عكست الصحافة المصرية في الفترة ما بين 1869 و1913 صورة واضحة عن التحولات السياسية والاجتماعية في مصر. فقد انتقلت من صحافة محدودة التأثير إلى مؤسسة قوية تلعب دوراً في التوجيه الوطني والسياسي. كما ساهمت في نشر الوعي الفكري والثقافي وربط مصر بالعالم الخارجي. ومن خلال صحف مثل الأهرام والمقطم والمؤيد والجريدة المصرية، تبيّن كيف كانت الصحافة مرآة لصراع القوى بين الاحتلال والوطنيين، وبين التأييد للعثمانيين أو معارضتهم.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

3

similar articles
-