بيت الشعر الذى قتل صاحبه

بيت الشعر الذى قتل صاحبه

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

🎇 البيت الذي قتل صاحبه

🔆 المتنبي بين الشعر والموت

الشعر العربي مرآةً صادقةً تعكس مشاعر وأحاسيس قائله وفكره، ووالشعر  يكون  سبسببا في رفعة الشاعر ومجده،

 وقد يتحول في لحظة إلى لعنة تلاحقه حتى يلقى حتفه. 

ومن أبرز الأمثلة على ذلك قصة أبي الطيب المتنبي، أحد أعظم شعراء العرب، مع البيت الشهير الذي أصبح مضرب مثل:

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

وقد عبر المتنبي فى هذا البيت عن فخره  واعتزازه نفسه وشدة بريائه، لكنه في النهاية صار سببًا في موته، حتى قيل:

 “هذا بيت الشعر الذي قتل صاحبه.”

📚 من هو المتنبي؟

أبو الطيب المتنبي (915 – 965م) من أبرز شعراء العرب وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ الأدب. 

وُلد في الكوفة بالعراق، وتميز شعره بالقوة والفصاحة والاعتداد بالنفس، حتى لُقّب بـ"مالئ الدنيا وشاغل الناس".

وقد امتاز المتنبى ببشعر  الفخر والمديح والهجاء، وكان يرى نفسه ندًّا للملوك والأمراء، لا مجرد شاعر يتكسب بشعره.

🚀 البيت الذي صار قدرًا

ورد البيت الشهير في إحدى قصائد المتنبي وهو يفتخر بنفسه، ويؤكدًا أنه شاعرٌ وفارسٌ يجمع بين القلم والسيف، بين المعارك والقصائد. راسما لنفسه صورة  حتى ترسّخت في أذهان الناس على النحو الذى ، حتى صار مثالا للبطولة والشجاعه والفروسية.

لكن المفارقة أن هذا البيت بالذات انقلب عليه يومًا، حين واجه موقفًا حاسمًا كشف الفارق بين القول والفعل.

image about بيت الشعر الذى قتل صاحبه

⛔ لحظة المواجهة

بينما كان المتنبيى في طريقه إلى بغداد، خرج عليه  رجل يدعى “فاتك الأسدي” كان قد هجاه المتنبى وكان فى جماعة ليأخذ بثأرٍه  من هجاء المتنبي له.له.ولما  رأى الشاعر كثرة القوم، فكّر في النجاة والهرب. لكن غلامه ذكّره بالبيت الخالد قائلًا:

“أين قولك: الخيل والليل والبيداء تعرفني؟”والسيف والرمح والقرطاس والقلم

توقف المتنبي، وأدرك أن الهرب سيجعل شعره موضع سخرية، ويهدم صورته التي بناها طوال حياته. والكبرياء الذي عاش به لم يسمح له بأن يتراجع. فنظر إلى غلامه قائلا “ قتلتني يا غلام ” وعاد إلى القتال بكل ما أوتي من قوة، حتى سقط قتيلاً هو وابنه وغلامه.

✅ الدرس المستفاد

لم يكن موت المتنبي مجرد حادثة تاريخية، بل كان درسًا بليغًا في العلاقة بين الكلمة وصاحبها. فالشاعر الذي عاش حياته يفاخر بالشجاعة ويُعلي من قيمة المجد والكرامة، لم يستطع أن يتراجع عن كلماته أمام الموت.

لقد فضّل أن يموت مقاتلاً على أن يُتهم بالجبن أو أن يُكذّب شعره. وهكذا تحولت أبياته إلى قدر محتوم، وأصبح بيته هذا شاهدًا على نهاية شاعرٍ عظيم.

🧵الخاتمة

قصة "البيت الذي قتل صاحبه" تظل من أروع القصص في تاريخ الأدب العربي، فهي تجمع بين البطولة والمأساة، بين الشعر والحياة. لقد قدّم المتنبي درسًا خالدًا بأن الكلمة ليست مجرد حروف تُقال، بل التزام ومسؤولية قد يدفع المرء حياته ثمنًا لها.

ولعل ذلك هو سر خلود المتنبي، فقد رحل جسده، لكن شعره بقي شاهدًا على قوة الكلمة، وعلى أن الشعر قد يمنح صاحبه المجد، وقد يجرّه إلى حتفه.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-