قال موشى ديان لو المصريين فراعنة حقيقى  --- يعبروا خط بارليف

قال موشى ديان لو المصريين فراعنة حقيقى --- يعبروا خط بارليف

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

موشي ديان قال: لو المصريين فراعنة حقيقي… يعبروا خط بارليف

غرور ما قبل العاصفة

قبل السادس من أكتوبر عام 1973، كان الغرور يملأ قلوب قادة إسرائيل. ظنوا أن الجيش المصري لن ينهض من هزيمته في 1967، وأن قناة السويس ستكون حاجزًا أبديًا أمام أي محاولة للعبور.
وفي قمة هذا الغرور، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان جملته الشهيرة متحديًا المصريين:

“لو المصريين فراعنة حقيقي… يعبروا خط بارليف.”

كانت الجملة تحمل استهزاءً واستخفافًا بقدرة مصر على استعادة أراضيها، لكنها كانت أيضًا شرارة خفية أيقظت الكبرياء المصري الكامن منذ آلاف السنين.

خط بارليف… الأسطورة التي صنعها الغرور

بنت إسرائيل خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال سيناء عام 1967، وجعلته رمزًا لتفوقها العسكري.
كان الخط يضم:

تحصينات خرسانية على طول 150 كم.

نقاط مراقبة محصنة ودشم مدفونة في الرمال.

سواتر ترابية ضخمة بارتفاع 20 مترًا.

أنظمة دفاع بالنيران والزيوت المشتعلة لمنع أي عبور مائي.

قال الخبراء العسكريون الإسرائيليون وقتها إن تدمير الخط يحتاج إلى قنبلة نووية. لكن المصريين أثبتوا أن الإرادة البشرية أقوى من أي سلاح.

الفراعنة ينهضون من جديد

منذ اللحظة التي نطقت فيها كلمات موشي ديان، كانت مصر تُعد العدة بصمت وذكاء.
ست سنوات من الإعداد العسكري والنفسي والسياسي قادها الرئيس أنور السادات بإصرار لا يلين.
وفي الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر 1973، دوّى النداء: “الله أكبر”، وانطلقت ملحمة العبور التي غيرت تاريخ المنطقة بأكملها.

خلال ست ساعات فقط، تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف الذي كان يُقال إنه لا يُقهر، مستخدمين خراطيم المياه لتفتيت الساتر الترابي، في فكرة هندسية مذهلة أبهرت العالم.


العلم يرتفع… وديان ينهار

حين ارتفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، كان موشي ديان يشهد سقوط غروره بنفسه.
دخل غرفة العمليات في تل أبيب مذهولًا وهو يردد:

“لقد خُدعنا… المصريون ليسوا كما كنا نظن.”

تحولت عبارته القديمة إلى اعتراف صريح بأن المصريين بالفعل “فراعنة حقيقيون”، وأن من يستهين بإرادتهم يدفع الثمن غاليًا.


ذكاء السادات… وردٌ مؤلم بعد أربع سنوات

بعد أربع سنوات فقط من الحرب، في نوفمبر 1977، فاجأ الرئيس أنور السادات العالم بزيارته التاريخية إلى القدس، في خطوة جريئة لفتح باب السلام بعد الحرب.
وأثناء لقائه بالمسؤولين الإسرائيليين، كان بينهم موشي ديان نفسه — الرجل الذي تحدّى المصريين قبل الحرب.

 

 

image about قال موشى ديان لو المصريين فراعنة حقيقى  --- يعبروا خط بارليف

 

 

 

 

 

 

image about قال موشى ديان لو المصريين فراعنة حقيقى  --- يعبروا خط بارليف

 

 

 

روى مقربون من السادات أنه قال لديان بابتسامة هادئة مليئة بالثقة:

“تعرف يا موشي، لقد أمرت ضباطي قبل الحرب باعتقالك فور عبور القناة.”

كانت الجملة رمزية أكثر من كونها حقيقية — أراد بها السادات أن يقول له: لقد كنا مستعدين لكل شيء… حتى لك.
ديان لم يجد ما يرد به، سوى نظرات صامتة تحمل مزيجًا من الدهشة والاحترام، فهو أمام الرجل الذي غير وجه التاريخ وهز أركان إسرائيل.


من الغرور إلى الدهشة… ثم إلى الاحترام

كان موشي ديان نموذجًا لصوت الغرور الإسرائيلي الذي سقط أمام حقيقة التفوق المصري.
لكن ما حدث بعد الحرب من لقاءات وتصريحات أظهر أن الاحترام حل محل الكبرياء.
فقد اعترف ديان بعد الحرب بأن ما فعله الجيش المصري في أكتوبر هو "أعقد وأذكى عملية عسكرية في القرن العشرين"، وأن إسرائيل لم تكن تتخيل أن المصريين سيُعدّون لتلك الحرب بهذا القدر من التنظيم والسرية.


رمزية “لو المصريين فراعنة”

تحولت تلك الجملة التي قالها ديان من تحدٍ ساخر إلى شهادة على عظمة المصريين.
لقد أثبتوا أن روح الفراعنة لا تزال تجري في عروقهم — روح البناء والتحدي والابتكار والانتصار.
حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل معركة هوية وكرامة، أظهرت للعالم أن من يستهين بمصر يخسر دائمًا.


الخاتمة: الفراعنة لا يعرفون المستحيل

حين قال موشي ديان عبارته قبل الحرب، لم يكن يدرك أنه يكتب بنفسه عنوان نهايته العسكرية.
وحين رد عليه السادات في القدس بابتسامته الهادئة وجملته الذكية، اكتملت القصة:
من تحدٍ متكبر إلى نصر ساحق ثم سلام من موقع القوة.

إن المصريين لم يعبروا فقط قناة السويس، بل عبروا من الهزيمة إلى النصر، ومن الانكسار إلى الكبرياء.
وهكذا، أثبت التاريخ أن الفراعنة لا ينامون… وإن ناموا فإنهم يستيقظون أقوياء كما كانوا دائمًا.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

34

متابعهم

52

متابعهم

1

مقالات مشابة
-