بين نبضين: حكاية عمر وليلى

بين نبضين: حكاية عمر وليلى

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 الجزء الثاني: رسالة لم تكتب

image about بين نبضين: حكاية عمر وليلى

 صباح مختلف

استيقظ عمر في ذلك الصباح وهو يشعر بأن شيئًا ما تغيّر داخله. لم يكن مجرد يوم دراسي عادي، بل كان يحمل بين تفاصيله وعدًا غير منطوق. تذكر تلك اللحظة التي التقت فيها عيناه بعيني ليلى في فناء المدرسة، وكيف شعر حينها بأن كل الضوضاء حوله اختفت فجأة، وكأن الكون كله توقف ليسمح لذلك الشعور الجديد أن يولد في قلبه.

 

ما بين الورقة والقلم

جلس عمر إلى مكتبه بعد الإفطار، يعبث بقلمه بين أصابعه، يفكر في كتابة رسالة إلى ليلى. لم يكن يعرف ماذا سيقول فيها، لكنه شعر بأن عليه أن يكتب شيئًا، أي شيء، ليخفف عن قلبه تلك الفوضى الجميلة التي سببتها نظراتها. كتب جملة، ثم مزّق الورقة. كتب ثانية، ثم تراجع. لم تكن الكلمات قادرة على احتواء ما يشعر به.

 

لقاء غير مخطط له

في ساحة المدرسة، التقت نظراتهما من جديد. ليلى كانت تحمل كتبها، بينما كان عمر يقف بجوار أحد أصدقائه. تلك النظرة العابرة كانت كافية لتشعل بداخلهما ألف حكاية لم تبدأ بعد. ابتسمت بخجل، فردّ بابتسامة هادئة، لكنها كانت تحمل اعترافًا صامتًا لم يجرؤ أيٌّ منهما على البوح به.

 

بين الأصدقاء والسر

بدأ أصدقاء عمر يلاحظون شروده الدائم، خاصة حين تُذكر ليلى عرضًا في الحديث. حاول أن يخفي الأمر، لكنه كان واضحًا كالشمس. أما ليلى، فكانت تشعر أن شيئًا ما في نظرات عمر يربكها، لكنّها لم تفهمه بعد. كانت تحاول أن تُقنع نفسها بأنه مجرد زميل لطيف، لا أكثر، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن هناك شيئًا مختلفًا.

 

الغروب الأول

مع نهاية اليوم، جلست ليلى على شرفتها تشاهد الغروب. كانت الألوان تتداخل في السماء مثل لوحات من مشاعرها. أمسكت دفترها الصغير وبدأت تكتب: "هناك شخص ما يجعل يومي أجمل دون أن يتحدث معي..." توقفت بعد هذه الجملة، ثم أغلقت الدفتر بسرعة، وكأنها تخاف أن تُكشف أسرار قلبها.

 

 صراع القلوب الصامتة

في تلك الليلة، كان عمر يجلس أمام نافذته ينظر إلى القمر. فكر في ليلى، في ابتسامتها الهادئة، في صوتها وهي تتحدث مع صديقاتها. حاول أن يُقنع نفسه أن الأمر مجرد إعجاب عابر، لكنه لم يستطع. فكل شيء فيها كان يثير بداخله طمأنينة لم يعرفها من قبل. وكأنه وجد أخيرًا جزءًا مفقودًا من نفسه.

 

 الرسالة المؤجلة

أمسك عمر قلمه مجددًا وبدأ يكتب رسالة جديدة:

“ليلى، لا أعرف لماذا أكتب لك، ولا أعرف إن كنتِ ستقرئين هذه الرسالة يومًا. لكنني أشعر أن شيئًا بداخلي لا يهدأ إلا حين أكتب اسمك...”

توقف. نظر إلى السطر ثم طواه داخل دفتره. لم يرسلها. لم يكن مستعدًا بعد. لكنه شعر بالراحة، وكأن الكلمات التي لم تصلها قد وجدت طريقها إلى قلبها بطريقة أخرى.

 

 حلم

في نومها، رأت ليلى حلمًا غريبًا. كانت تسير في ممر طويل داخل المدرسة، وكل الأبواب مغلقة، إلا بابًا واحدًا في نهايته. عندما فتحته، وجدت عمر يقف هناك مبتسمًا. لم يقل شيئًا، فقط مد يده نحوها، ثم اختفى الضوء فجأة. استيقظت ليلى وهي تشعر بخفقان غريب في صدرها، وكأن الحلم كان يحمل رسالة لم تُكتب بعد.

 

بداية إدراك

في اليوم التالي، كانت أكثر هدوءًا، لكنها أكثر توترًا في الوقت ذاته. عندما رأت عمر يمرّ بجانبها، أدركت أن قلبها لم يعد كما كان. ابتسامة واحدة منه كانت كافية لتغيّر مزاجها كله. أدركت أخيرًا أن ما تشعر به لم يكن عابرًا، بل شيئًا أعمق بكثير.

 

 نبض جديد

وفي لحظة غروب أخرى، بينما كانت الشمس تختبئ خلف الأشجار، نظر عمر إلى الأفق وهمس لنفسه:

“ليلى... ربما لن أقولها اليوم، لكني سأخبرك يومًا أن وجودك غيّر حياتي.”

وفي الجهة المقابلة من المدينة، كانت ليلى تكتب في دفترها:

“لا أعرف لماذا أشعر أن أحدهم يفكر بي الآن...”

وهكذا، بدأ خيط خفي يربط بين قلبيهما... دون أن ينطقا بكلمة واحدة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

11

followings

4

followings

1

similar articles
-