خط بارليف
بمناسبة ذكرى مرور ٥٢ على نصر السادس من أكتوبر لعام ١٩٧٣،فيجب أن نلقي الضوء على (خط بارليف) الذى كان من أصعب العقبات، وأيضا من أهم عوامل النصر فى معركة العبور، وأن نعرف بعض المعلومات عنه، وعن بسالة وذكاء أبطالنا فى تحطيمه.

ما هو خط بارليف؟
خط بارليف عبارة عن: سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت ممتدة على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، بنت إسرائيل خط بارليف بعد احتلال سيناء بعد حرب النكسة لعام ١٩٦٧، وذلك لمنع القوات المصرية من العبور.
لماذا سمي خط بارليف بهذا الإسم؟ وأين يوجد مكانه؟
ـ سمي خط بارليف بهذا الإسم، نسبة إلى (حاييم بارليف) القائد العسكري الإسرائيلي، وتعد هذه ثاني معلومة عن خط بارليف.
ـ أما الثالثة فهي مكان وجود خط بارليف فهو يوجد على الضفة الشرقية لقناة السويس، ويكون ممتداً على طول القناة، من الشمال إلى الجنوب، وعرضه ١٢ كيلومترا من ضفة قناة السويس غرباً وإلى عمق شبه جزيرة سيناء شرقًا.
من هو صاحب فكرة تدمير خط بارليف؟
ـ اللواء باقي زكي يوسف، وهو كان رئيساً لفرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣، وهو أيضاً صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات في خط بارليف.

كيف تم تحطيم خط بارليف أثناء حرب النصر؟
تحطيم خط بارليف بالنسبة للجيش الإسرائيلى كان كان حاجزاً لا يخترق، تماماً كما كانوا يعتبرون أنفسهم جيشاً لا يقهر، ولكن الجيش المصري في حرب النصر آتي وأزال هذه الخرافات، حين عبروا قناة السويس وحطموا خط بارليف، وحققوا النصر، وعملية النصر لم تكن بين ليلة وضحاها، ولكن سبقتها تقريباً ثلاث سنوات من التخطيط والجد والكد، حتى استطاع الجيش المصري رفع العلم مرة آخرى على سيناء.
أما بالنسبة لتحطيم خط بارليف فقد سبقه عدة مراحل، وكانت أول وأهم مرحلة، وتعتبر أكبر عائق أيضاً هي عبور قناة السويس، ستسأل لماذا؟! لأنها ليس مجرد مانع مائى طبيعي، بل لأن الجيش الإسرائيلي أنشأ عدة تحصينات منها خط بارليف، الذى اعتبروا لا حاجزاً لا يخترق، الذي هو حديثنا اليوم.
ولعبت أيضاً التكنولوجيا الهندسية دوراً لا يستهان به فى حرب أكتوبر، فقد استخدمتها القوات المصرية فى تحطيم خط بارليف أثناء حرب النصر، وهذا عن طريق استخدام (مضخات المياه)، التي كانت الحل السحري لتفتيت الساتر الترابى لخط بارليف.
وبعدها تمكّن المهندسون المصريون من فتح ممرات لكى تمر الدبابات والمركبات المدرعة، حتى تعبر الجسور العائمة وتصل إلى المواقع الإسرائيلية، ولم يكن تحطيم التحصينات والدفاعات الإسرائيلية سهلاً على الإطلاق، ولكن تم التفوق باستخدام الأسلحة المضادة للدبابات والهجمات الجوية، التي دمرت مواقع خط بارليف بأكملها.
إن التكنولوجيا الهندسية التي استخدمتها القوات المصرية في عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، لم تكن مجرد أدوات، بل كانت مفتاحًا استراتيجيًا استطاع أن يمكن الجيش المصرى من التغلب على واحدة من أصعب العقبات العسكرية آنذاك، كما أن التكنولوجيا الهندسية البسيطة والمتقدمة لعبت دورًا حاسمًا في تغيير مجرى الحروب آنذاك، عن طريق النجاح في استخدام مضخات المياه والجسور العائمة، كل هذا أكد على أهمية التفكير الابتكاري للجيش المصرى والمهندسين المصريين في مواجهة العقبات العسكرية الكبرى التي يمرون بها.
وأخيرا نود أن نكون قد وفقنا في تقديم بعض المعلومات عن خط بارليف، وأن نكون عرفنا مدى شجاعة وبسالة قواتنا المصرية في مواجهة الشدائد والحروب الكبرى، ومدي ابتكارهم وذكائهم فى مواجهة أصعب العقبات والأزمات.