"أوضة رقم 13"... قصة قصيرة فيها لغز هيخليك تفكر مرتين قبل ما تبات في مكان غريب

"أوضة رقم 13"... قصة قصيرة فيها لغز هيخليك تفكر مرتين قبل ما تبات في مكان غريب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

أوضة رقم 13

الليل كان ماطر والدنيا سكون غريب، لما “عادل” عربيته عطلت فجأة وهو راجع من طريق جبلي نائي. حاول يشغلها تاني، مفيش فايدة. طلع الموبايل يدور على شبكة… ولا نقطة. فضل واقف تحت المطر لحد ما لمح نور خافت بعيد، كأنه من بيت قديم. قرّب يشوف، لقى يافطة مكتوب عليها:
                                                                                                                                                                                 “نُزل الراحة – فيه غرف فاضية.”

دخل بخطوات مترددة، فتح الباب الحديدي الصديء، وطلع له صوت الست العجوز اللي بتدير المكان. بابتسامة جامدة قالت له: “مافيش غير أوضة واحدة فاضية… رقم 13.” ضحك وقال: “رقم نحس يعني؟ ماشي، المهم أنام.”

دخل الأوضة، ريحتها غريبة وبرودة مش طبيعية، رغم إن المدفأة شغالة. على الحيطة صورة قديمة لراجل لابس بدلة قديمة، وعيونه متعلقة بيه كأنه بيراقبه. على الترابيزة جنب السرير لقى كشكول صغير، فتحه وقرأ:“اللي بيدخل الأوضة دي… عمره ما بيخرج زي ما دخل.”

ابتسم وقال: “أكيد نزيل بيحب الهزار.” ورمى نفسه على السرير ونام. في نص الليل، صحي على صوت دق خفيف على الباب.
قال: “مين؟”
مفيش رد. الصوت اتكرر… بس المرة دي جاي من جوا الأوضة نفسها! اتجمد مكانه، مسك الموبايل ينوّر بيه، ملقاش حد… لكن الباب كان مفتوح سنة صغيرة. خرج للممر، النور مطفي، والمكان فاضي تمامًا.
بص في المراية الكبيرة اللي قدام الأوضة… ملقاش انعكاسه!

رجع بخوف وسكر الباب، فتح الكشكول عشان يكتب اللي بيحصله، بس لقى صفحة جديدة مكتوب فيها بخط غريب: “أهلاً بيك يا عادل… اتأخرت علينا.” قلبه وقع. مين كتب اسمه؟!
بص حواليه… الصورة اللي كانت على الحيطة اختفت. وفجأة سمع صوت من وراه: “الساعة دلوقتي 2 و17… نفس الوقت اللي حصل فيه قبل كده.”

لف بسرعة، لقى نفسه واقف! نفس الملامح، نفس اللبس… بس باين عليه ميت من سنين. النسخة التانية قالت له: “كنت فاكر إنك زائر… بس انت كنت هنا قبل كده.” وبعدها كل حاجة اسودّت.

الصبح، صحي على صوت الست العجوز بتخبط: “حضرتك بخير؟ المكان ده مقفول بقاله سنين.” قال لها: “إزاي؟ أنا نمت هنا امبارح!” ردت ببرود: “ده النُزل ده مهجور من عشر سنين، وأنا جاية النهارده بس أشوفه قبل ما يهدّوه.”

وقف مذهول…
بص ناحية المراية، شاف فيها راجل بالبدلة القديمة بيبتسم له من جوّه الزجاج. ابتسم الراجل وقال بصوت واطي: “الدور الجاي على مين؟” وفجأة النور انطفى… والمراية فِضلت سودة تمامًا.

 

القصص دي مش دايمًا عن الأشباح… ساعات بتكون عن الأسرار اللي جوانا.
كل واحد فينا عنده “أوضة رقم 13” جواه — حاجة بيهرب منها، ذكرى أو خوف قديم بيطاردنا في الليل.
يمكن “عادل” ما كانش شبح… يمكن كان مجرد شخص واجه نفسه الحقيقية لأول مرة.
وأنت؟
لو فتحت باب الأوضة رقم 13… هتلاقي مين جواها؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة
-