قصه التنين غوجو الصغير

قصه التنين غوجو الصغير

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🌈✨ بداية القصة: غوجو وعالم الرياح الراقصة

في غابة عالية الأشجار، مليانة ألوان وأصوات غريبة، كان يعيش مخلوق صغير ومجنّح اسمه غوجو.
كان جسمه يلمع بكل الألوان، كأنه قوس قزح حي يتحرك، وجناحاه صغيران لكنهما قويان، يلمعان كأنهما مصنوعان من الغبار السحري.

كان غوجو مشهورًا بقدرة نادرة:
يقدر يفتح بوابات صغيرة تؤدي لعوالم غريبة ومختلفة.

وفي صباح يوم مشمس، لمح غوجو شرارة ضوء غريبة بين الأشجار.
اقترب… ولما لمس الشرارة، انفتحت بوابة صغيرة مليانة رياح تدور زي الرقص!

كانت البوابة تؤدي إلى عالم الرياح الراقصة… عالم لم يزره من قبل.

عند دخول غوجو عالم الرياح الراقص

نظر غوجو بدهشة لا توصف إلى الفتحة المدوّرة أمامه. لم تكن هذه مجرد بوابة عادية، بل كانت أشبه بلوحة زيتية متحركة. كانت الرياح بداخلها ليست باردة أو عاصفة، بل كانت ملونة ومضيئة، تدور في حركات إيقاعية أشبه برقصة فالس قديمة، تارة سريعة كأنها نغمات طبول وتارة بطيئة كأنها همسة سرية.

كانت رائحة المكان الذي يلوح خلف البوابة غريبة ومختلفة؛ مزيج من رائحة الأوزون بعد المطر وعطر زهرة لا تُزهر إلا مرة واحدة في القرن.

تردد غوجو للحظة. فجناحاه الصغيران اعتادا على نسيم الغابة الهادئ، لكن هذه الرياح كانت تدعوه بمغناطيس لا يُقاوم. تذكر دائمًا كلام جدته الحكيمة، الكائنة الأقدم في الغابة: "يا غوجو، البوابة التي تفتحها هي مرآة لروحك؛ لا تخف أبدًا مما هو جميل وغير مألوف."

أخذ غوجو نفسًا عميقًا، هزّ رأسه الصغير، وقرّر أن يترك حذره جانبًا. وبدفعة قوية من جناحيه اللامعين، انطلق عبر البوابة الدائرة.

في اللحظة التي عبر فيها، لم يشعر بالاصطدام أو السقوط. بدلاً من ذلك، شعر وكأنّه جزء من الرياح نفسها. توقف الدوران الفوضوي ليحل محله انزلاق سلس عبر سماء ليست سماء، وأرض ليست أرضًا.

وجد نفسه في عالم تتدلى فيه الغيوم كأنها خيوط حريرية متوهجة باللون البنفسجي والأصفر. لم تكن هناك أشجار، بل كانت هناك "منحوتات هوائية" عملاقة تتشكل وتتغير باستمرار؛ تبدو أحيانًا كقصور من البلور الشفاف، وأحيانًا أخرى كطيور ضخمة تطير ببطء.

كان مصدر الضوء هو الرياح نفسها؛ كل هبة من الريح كانت تحمل معها وميضًا خفيفًا. وفجأة، لاحظ غوجو شيئًا يشاركه هذا العالم. كانت هناك كائنات تشبهه، لكنها أكبر حجماً، مكونة بالكامل من الرياح المضغوطة والألوان المائية، تسبح في الهواء دون الحاجة لأجنحة.

هذه الكائنات نظرت إليه بفضول، ثم تابعت رقصها العظيم. لكن واحدة منهن، كانت تحمل لوناً أزرقاً هادئاً، اقتربت منه ببطء، وكأنها تنجرف في تيار خفيف.

"مرحباً أيها القادم الجديد من عالم الألوان الثابتة،" همست الكائنة الزرقاء بصوت يشبه طنين وتر مشدود. "أنا "سيلانا"، حارسة هذه البوابة. ماذا أتى بك إلى عالمنا، عالم الهمسات الهوائية؟"

"مرحباً أيها القادم الجديد من عالم الألوان الثابتة،" همست الكائنة الزرقاء "سيلانا" بصوت يشبه طنين وتر مشدود. "أنا حارسة هذه البوابة. ماذا أتى بك إلى عالمنا، عالم الهمسات الهوائية؟"

شعر غوجو بالخجل قليلاً من صراحته المعتادة.

"أنا... غوجو. لم آتِ لهدف محدد. فقط رأيت البوابة وكانت ترقص، لذا دخلت. كنت أريد أن أرى ما وراءها!" قال غوجو، وهو يشير بجناحيه المتلألئين إلى العوالم السحابية حوله.

هزت سيلانا رأسها المصنوع من الريح بحزن خفيف.

"لقد أتيت في وقت صعب يا غوجو. انظر حولك..." أشارت سيلانا إلى نقطة في الأفق. كان معظم العالم يضيء ويتدفق بالألوان، لكن هناك بقعة سوداء، خالية تمامًا من أي حركة أو لون. كانت مثل ثقب مظلم في لوحة زاهية.

"تلك هي "نقطة الصمت"،" تابعت سيلانا. "في الأيام القليلة الماضية، بدأ 'النسيم الأبدي'، الذي يغذي عالمنا بالحركة والضوء، يضعف ويتحول إلى سكون. إذا توقف النسيم تماماً، سنتحجر جميعاً ونفقد ألواننا وقدرتنا على الرقص والوجود. نحن، كائنات الرياح، لا يمكننا الاقتراب من الصمت، إنه يمتصنا."

نظرت سيلانا إلى غوجو بعينين تبدوان كدائرتين زرقاوين مضيئتين.

"أنت لست من الريح، يا غوجو. أنت من الألوان الثابتة. ربما... قدرتك على فتح البوابات يمكن أن تفتح لنا مسارًا للبحث عن مصدر هذا الصمت قبل فوات الأوان. هل أنت مستعد لخوض مغامرة لا يقدر عليها أحد منّا؟"🧭 الإقناع والقرار

 

نظر غوجو إلى "نقطة الصمت" المتنامية، ثم إلى جناحيه الصغيرين اللذين بالكاد يكفيان لحمل جسده المتلألئ. لم يكن بطلاً، بل كان مستكشفاً فضولياً لا أكثر.

"إ... إيقاف 'النسيم الأبدي'؟" تمتم غوجو، وهو يبتلع ريقه. "يا سيلانا، أنا مجرد كائن يفتح بوابات للمتعة. أنا لست مقاتلاً، و... تلك النقطة السوداء مخيفة!"

ابتسمت سيلانا، وهي ترسل هبة رقيقة من الرياح الزرقاء التي دارت حول غوجو بلطف، كأنها عناق خفيف.

"أعلم ذلك يا غوجو. ونحن لا نطلب منك أن تقاتل. نحن نحتاج إلى مفاتيح. قدرتك على فتح البضاءات هي الهدية التي لا يملكها أحد في هذا العالم. النسيم الأبدي يتدفق عبر العديد من 'منافذ الطاقة' التي تتواجد في عوالم أخرى مرتبطة بنا. نعتقد أن إحدى هذه المنافذ قد سُدت أو تعرضت للضرر، وهذا ما يسبب 'الصمت'."

اقتربت سيلانا أكثر، فبدت كأنها سحابة زرقاء تهمس في أذن غوجو.

"يا غوجو، أنت لم تأتِ إلى هنا صدفة. أنت الوحيد الذي يملك القدرة على فتح بوابة صغيرة ودقيقة ومستقرة بما يكفي لتستطيع عبورها دون أن يبتلعك الصمت أو يشتتك النسيم الهائج. أنظر إلى ألوانك!"

أشارت سيلانا إلى جسم غوجو المتلألئ بألوان قوس قزح.

"أنت لست من الريح، بل من جوهر الحياة الملونة. عالمنا يعتمد الآن على لون واحد من ألوانك، على شجاعتك. إذا لم نفعل شيئاً، فإن هذا العالم الساحر سيتوقف عن الرقص، ولن تتمكن أنت أبداً من فتح بوابة إليه مرة أخرى. هل تستطيع أن تعيش وأنت تعلم أنك تركت عالماً كاملاً يفقد روعته؟"

هزّ السؤال عميقاً في قلب غوجو. كانت سيلانا على حق. فكرة أن تختفي هذه الرياح الراقصة، وتلك الألوان الحريرية، وأن يصبح كل هذا سكوناً ميتاً... كانت فكرة لا تُحتمل بالنسبة لروح عاشقة للجمال والحركة مثله.

شدّ غوجو على جناحيه الصغيرين حتى شعر بقوتهما. تذكر لحظة فضوله الأولى عندما عبر البوابة. لقد كان يبحث عن مغامرة. والآن، وجدت المغامرة طريقها إليه.

رفع غوجو رأسه المتلألئ وقال بلهجة حازمة: "حسناً يا سيلانا. أنا لا أعرف كيف سأفعلها، لكنني سأفتح البوابات وسأجد مصدر هذا الصمت. أين نبدأ؟"

🔑 منافذ الطاقة: أولى البوابات

 

أومأت سيلانا برضا عندما رأت الإصرار في عيني غوجو اللامعتين.

"هذا هو المطلوب يا غوجو. أعرف كل شيء عن منافذ الطاقة، لكنني لا أستطيع رؤية ما وراءها. كل منفذ مرتبط بعالم معين، ويغذي نسيمنا بنوع مختلف من القوة الكونية. نحن نحتاج إلى فحص الأضعف أولاً."

أغلقت سيلانا عينيها الهوائيتين لثوانٍ، وبدأت تتوهج باللون الأزرق الفاتح. اهتز محيطها قليلاً، وكأنها تستمع إلى همسات العالم كله.

"حسناً... المنفذ الأضعف في الوقت الحالي هو منفذ 'صدى الزمن'،" قالت سيلانا، وهي تفتح عينيها. "إنه يقع في عالم مليء بالطاقة القديمة، لكنه خطير. نحن لا نعرف عنه سوى القليل، لكننا ندرك أن نسيمه هو المسؤول عن ثبات إيقاعنا وعدم فوضاه. إذا اختل هذا المنفذ، فقد يبدأ عالمنا بالاهتزاز عشوائياً بين الماضي والمستقبل!"

 

🗺️ مهمة "صدى الزمن"

 

"مهمتنا هي أن تفتح بوابة صغيرة ومحمية إلى هذا العالم. سأرسل معك قطعة من جوهر الريح الأزرق الذي أحمله،" قالت سيلانا، ومررت جزءًا من توهجها الأزرق إلى غوجو. شعر غوجو بالقطعة باردة كالهواء لكنها صلبة كالحجر في نفس الوقت.

"هذا الجوهر سيحميك من التشويش الذي قد يحدث في عالم 'صدى الزمن'، وسيساعدني على تتبعك. عليك أن تبحث عن مصدر الطاقة المشعالذي يغذيهم، وتتحقق مما إذا كان هناك أي شيء يسد أو يعيق التدفق. تذكر: يجب أن تكون البوابة دقيقة جداً، لأننا لا نعرف ماذا ينتظرنا هناك."

نظر غوجو إلى المكان الذي كان فيه جسده قبل لحظات، ثم إلى جوهر الريح الأزرق في يده. هذه هي مهمته الأولى، والبوابة الأولى التي يفتحها بهدف إنقاذ عالم كامل.

تنفس غوجو بعمق، ثم مد جناحه الصغير واللامع نحو الفضاء. ركّز كل طاقته على الكلمات التي قالتها سيلانا: "عالم مليء بالطاقة القديمة... ثبات الإيقاع."

بدأ الغبار السحري يتساقط من أجنحته. لم يعد الغبار سحرياً عادياً، بل بدأ يأخذ شكل ساعة رملية متوهجة تذوب في الهواء. وفي اللحظة التي اختفت فيها الساعة، انفتحت بوابة جديدة أمامهم.

كانت البوابة هذه المرة ليست رقصة من الرياح، بل كانت منظراً بطيئاً جداً ومضطرباً: أضواء تومض ببطء فائق، وصوت أشبه بـ "تكتكة" ضخمة ومملة، ورائحة ترابية قديمة.

"هل أنت مستعد، يا غوجو؟" همست سيلانا، بينما كانت الرياح الزرقاء حولها تهتز بترقب.

"أجل،" قال غوجو بإصرار. "عالم صدى الزمن، أنا قادم."

⏳ عالم صدى الزمن

 

اندفع غوجو عبر البوابة، متمسكًا بقطعة "جوهر الريح الأزرق" بإحكام. لم تكن عملية العبور سهلة؛ شعر وكأن جسده يتمدد وينكمش للحظة واحدة، وكأن الزمن حوله يتباطأ ثم يتسارع بشكل مزعج.

 

🕰️ الوصف المشهدي

 

عندما استقر غوجو، وجد نفسه في مكان يبدو وكأنه "مكتبة الزمن".

الأرض: لم تكن هناك أرض، بل كانت طبقة شفافة تتألف من الماضي المضغوط. تحت قدميه، رأى غوجو صوراً ضبابية تتكرر باستمرار: لقطات سريعة لطيور تطير إلى الخلف، أطفال يلعبون ثم يصغرون، وشمس تشرق وتغرب في دورة لا نهائية.

الهواء والكائنات: الهواء كان ثقيلاً كالزئبق، يتحرك ببطء شديد. الأغرب من ذلك هي الكائنات التي تسكن هذا العالم. لم تكن كائنات حية بالمعنى المألوف، بل كانت "حراس الصدى". تبدو هذه الكائنات كـ تماثيل من البرونز القديم، لكنها تتحرك ببطء مفرط. كانت أصوات خطواتهم تأتي دائماً متأخرة عن حركتهم الفعلية.

مصدر الطاقة: في المنتصف، لاحظ غوجو جسماً ضخماً، أشبه بـ "دولاب عملاق من التروس المتلألئة"، وكان هذا الدولاب يدور، لكنه كان يصدر صوتاً معدنياً حزيناً ومتقطعاً بدلاً من صوت دوران سلس. هذا هو المنفذ.

 

🛑 اكتشاف العائق

 

حاول غوجو الطيران، لكن كثافة الهواء قللت من سرعته. اقترب ببطء من دولاب التروس العملاق. كان الدولاب مغطى بنوع من الصدأ الأسود الغريب الذي كان يتسرب ببطء من فتحة صغيرة في قلب الدولاب، ويُبطئ حركة التروس.

وفي تلك الفتحة، رأى غوجو ما يسد تدفق الطاقة: لم يكن صدأً عادياً، بل كان كتلة صلبة وغريبة الشكل، تبدو وكأنها "تجميد لذكرى سيئة جداً"، ذات لون رمادي باهت، تسد مجرى تدفق الضوء والزمن.

في تلك اللحظة، رن صوت سيلانا في رأس غوجو عبر جوهر الريح:

"غوجو! ما الذي تراه؟ هل تمكنت من تحديد العائق؟ الهواء هنا أصبح أثقل، ويصعب عليّ تتبعك!"

💥 تكسير "الذكرى المتجمدة"

 

أدرك غوجو أن الوقت يمر بسرعة، حتى في هذا العالم البطيء. إذا تزايد الصدأ الأسود، فسيصبح الدولاب ساكناً تماماً.

أجاب غوجو على سيلانا بصوت مرتفع وحاسم: "إنه كتلة من شيء صلب! يشبه ذكرى سيئة متجمدة تسد الترس! سأحاول إزالتها!"

لم ينتظر غوجو رد سيلانا. فكر سريعاً: كيف يمكن لجناحيه، المصنوعين من الغبار السحري وقوس قزح حي، أن يواجها كتلة صلبة من الحزن والركود؟

 

🌈 قوة الألوان

 

قرر غوجو أن قوته ليست في الصلابة، بل في الحركة والإشعاع.

تركيز الطاقة: أغلق غوجو عينيه وركّز كل طاقته المتلألئة على جناحيه. بدأ إشعاع جسمه يزداد قوة، وتحولت الألوان من مجرد لمعان إلى لهيب بارد من الضوء النقي.

الضربة الإيقاعية: بدأ غوجو في الرفرفة بجناحيه بسرعة فائقة، متجاوزاً بطء الزمن المحيط به. لم تكن الرفرفة للتحليق، بل لإطلاق موجات صغيرة وقوية من الطاقة الملونة. كل رفرفة كانت بمثابة ضربة صغيرة، لكنها مدعومة بجوهر النور الذي لا يتحمله أي شيء مظلم أو راكد.

وجه غوجو هذه الموجات نحو الكتلة الرمادية الصلبة. كانت الموجات الملونة كأنها إبر من ضوء قوس قزح تخترق سطح الكتلة.

في البداية، لم يحدث شيء. بدت الكتلة صامدة، وكأنها تستهزئ بجهده. لكن غوجو لم يستسلم. تذكر رقص الرياح في عالمه، وتذكر الرقص البطيء المهيب لكائنات سيلانا.

"النسيم الأبدي لن يتوقف!" صرخ غوجو، وهو يضاعف سرعة الرفرفة.

فجأة، بدأت الكتلة الرمادية تتشقق. لم تنكسر كحجر، بل بدأت تذوب وتتبخر على شكل دخان أسود رقيق. كانت طاقة الألوان والحياة تغلي جوهر الذكرى السيئة المتجمدة وتطلقها.

أطلق غوجو آخر ضربة قوية، فتحطمت الكتلة المتبقية إلى شظايا صغيرة، واختفى الدخان الأسود بالكامل!

 

⚙️ تدفق الزمن

 

بمجرد إزالة العائق، حدثت ثلاثة أشياء دفعة واحدة:

صوت الهدير: أطلق الدولاب العملاق من التروس صوتاً عالياً ومبتهجاً، وعاد للدوران بسرعة منتظمة وسلسة.

عودة اللون: تبدد الصدأ الأسود فوراً، وبدأت التروس تتوهج بضوء ذهبي ثابت وهادئ.

إيقاع الحياة: شعر غوجو بالهواء الثقيل وكأنه يخف ويتسارع فجأة إلى إيقاع طبيعي. عادت "حراس الصدى" البرونزيين للتحرك بوتيرة منتظمة ومريحة.

سمع غوجو صوت سيلانا في رأسه، وقد تحول من همس قلق إلى صرخة فرح:

"لقد نجحت يا غوجو! تدفق الزمن عاد! أشعر بالنسيم الأبدي يعود أقوى في عالمنا! أنت بطل الإيقاع! الآن... يجب أن تخرج فوراً! البوابة تغلق ببطء!"

دون تردد، توجه غوجو بسرعة نحو البوابة المتلألئة التي كانت تتقلص ببطء، وقفز خارجاً ليعود إلى عالم الرياح الراقصة!

🌬️ العودة والمنفذ التالي

 

اندفع غوجو من البوابة المتقلصة، وعاد إلى عالم الرياح الراقصة. شعر فوراً بالفرق؛ كان الهواء منعشاً وخفيفاً، مليئاً بالدوران والإيقاع المبهج مرة أخرى.

<h3>🥳 احتفال قصير</h3>

اصطدم غوجو برفق بسيلانا. كانت تومض وتتوهج بضوء أزرق ساطع، وعادت حركتها لتصبح أكثر رشاقة وقوة.

"يا غوجو! يا شجاع العوالم!" هتفت سيلانا، ومرت هبة رياح دافئة منها عبر غوجو. "لقد نجحت! تدفق 'صدى الزمن' عاد إلى الإيقاع الصحيح. يمكنك أن ترى!"

أشار غوجو إلى "نقطة الصمت" في الأفق. كانت قد تقلصت، وأصبحت مجرد بقعة صغيرة جداً، بالكاد تُرى، بدلاً من التهديد الكاسح الذي كانت عليه سابقاً.

بدأت كائنات الرياح الأخرى تدور حول غوجو في رقصة احتفالية سريعة، وكأنها تشكره على إنقاذ حركتها. شعر غوجو بفخر لا يوصف، وهو يرى ألوان جناحيه تلمع أكثر قوة.

<h3>🛑 لم ينتهِ التحدي بعد</h3>

ولكن، لم تدم فرحة سيلانا طويلاً. عادت إلى حالتها الجدية، مغلقة عينيها لتستمع إلى همسات النسيم الأبدي مرة أخرى.

"لا، يا غوجو..." همست، بصوت خفيف. "أنت لم تقتل الصمت، بل قللت من قوته فقط. ما زالت هناك قوة تستهلك النسيم. بمجرد أن أصلحنا منفذ الزمن، انكشف الضعف في منفذ آخر."

فتحت سيلانا عينيها ببطء، وكانت تبدو الآن أكثر قلقاً من أي وقت مضى.

"إن منفذ 'أحلام النسيان' هو الذي يضعف الآن بشكل خطير. هذا المنفذ يغذينا بـ جوهر التذكر والوجود. إذا سُدّ، لن يتحجر عالمنا فحسب، بل سننسى من نحن، وسننسى أننا كنا نرقص يوماً."

<h3>🚪 الوجهة التالية: أحلام النسيان</h3>

"عالم هذا المنفذ هو الأشد غموضاً وخطورة،" قالت سيلانا. "إنه عالم مُكوّن من الأوهام والذاكرة المفقودة. لا يمكننا أن نرشدك كثيراً، لأن كل ما نعرفه عنه مجرد تلميحات ضبابية."

نظرت سيلانا إلى غوجو، وهي تحمل له تحدياً جديداً وأصعب.

"عليك أن تفتح بوابة إلى عالم 'أحلام النسيان'. ابحث عن المصدر، ولكن هذه المرة، احذر! أي شيء تراه في ذلك العالم قد لا يكون حقيقياً، والعائق قد لا يكون شيئاً صلباً، بل شيئاً يحاول امتصاص ذاكرتك أنت."

أخذ غوجو نفساً عميقاً. إذا كان التحدي الأول يتطلب القوة، فإن هذا التحدي يتطلب الذكاء والحذر والاحتفاظ بالذات.

"حسناً يا سيلانا،" قال غوجو، وهو يرفع رأسه، "سأفتح بوابة إلى مكان لا أستطيع أن أثق فيه بعينيّ. لكن ألواني لا تكذب."

بدأ غوجو بتركيز طاقته على فتح بوابة جديدة...

🏠 عودة البطل

 

بينما كان غوجو يركّز على فتح بوابة إلى عالم "أحلام النسيان"، أوقفته سيلانا بلمسة هادئة من الريح الزرقاء.

"انتظر يا غوجو،" همست سيلانا. "أنا أرى في عينيك أنك أنهكت من المغامرة. لقد أنقذت عالمنا من الانهيار، وهذا يكفي لجعلك بطلاً أبديًا في عالم الرياح الراقصة. النسيم الأبدي لن يتوقف الآن، بل سيضعف ببطء شديد، مما يمنحنا متسعًا من الوقت لإيجاد حل آخر."

أدرك غوجو أن سيلانا كانت تشعر بمدى إجهاده. الرفرفة بقوة الألوان لإزالة "الذكرى المتجمدة" استنزفت الكثير من طاقته السحرية.

"شكراً لكِ يا سيلانا،" قال غوجو بصدق. "أنا فخور بما فعلت، لكنني أحتاج للعودة إلى غابتي. أحتاج إلى ألوان الشمس لتعيد شحن قوتي."

<h3>🚪 البوابة الأخيرة</h3>

مدّ غوجو جناحه نحو الفضاء. هذه المرة، لم يركز على فتح عالم غريب، بل ركز على المنزل. على رائحة الأشجار العالية، وعلى الأصوات المألوفة لغابته.

انفتحت بوابة مألوفة أمامه. لم تكن مليئة بالرياح الراقصة أو صدى الزمن البطيء، بل كانت مليئة بنسيم غابته الهادئ ورائحة الأوراق المبللة.

عانقته سيلانا بلفيفة قوية ومحبة من الريح. "اذهب يا غوجو. وعدني أنك ستعود يوماً ما، ليس كبطل مضطر، بل كصديق يزورنا ليشاركنا رقصتنا."

"أعدك بذلك!" قال غوجو.

وبقفزة أخيرة، عبر غوجو البوابة، عائداً إلى غابته المليئة بالألوان.

<h3>🏡 نهاية القصة</h3>

في لحظة، وجد غوجو نفسه يقف مرة أخرى تحت شجرة عالية في الغابة، في نفس المكان الذي انفتحت فيه بوابة الرياح الراقصة لأول مرة.

نظر إلى جناحيه. كانا لا يزالان يتلألآن بقوة، لكن كان هناك شيء مختلف؛ كان إشعاعهما الآن يحمل لمسة زرقاء خفيفة، تذكار من سيلانا وعالم الرياح الراقصة.

تذكر غوجو "تجميد الذكرى السيئة" الذي أزاله في عالم الزمن، وفهم أن قوته الحقيقية تكمن في عدم الخوف من الأماكن المجهولة.

وبينما كان النسيم الهادئ يداعبه، شعر غوجو بالراحة. لم يعد مجرد مخلوق صغير فضولي؛ لقد كان غوجو، بطل الإيقاع والألوان، الذي أنقذ عالماً من الضياع، وهو الآن في بيته، جاهز لليوم الذي سيدعوه فيه فضوله مجدداً لفتح بوابة أخرى.

image about قصه التنين غوجو الصغير النهاية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمد الشرقاوي تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.