غابة الألوان السحريةّّّّّّ

غابة الألوان السحريةّّّّّّ

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

غابة الألوان السحرية.

 

كانت لمى فتاة صغيرة تحب الرسم وتملك صندوق ألوان تعتز  به كثيرًا. في أحد الأيام، خرجت تتمشى قرب الغابة القريبة من قريتها، ولاحظت شيئًا غريبًا للغاية. فبدلاً من الأشجار الخضراء والأزهار الملونة، رأت أن كل شيء تحول إلى درجات من الرمادي! حتى السماء فوق الغابة بدت شاحبة وكأن الحياة غادرتها.

اقتربت لمى بخطوات بطيئة وهي تتساءل:

“ما الذي حدث هنا؟ أين اختفت كل هذه الألوان الجميلة؟”

وبينما كانت تمشي بين الأشجار الباهتة، سمعت صوت بكاء خافت. بحثت حولها حتى وجدت أرنبًا صغيرًا رماديًا تمامًا، وكأنه فقد لونه أيضًا.

سألته بلطف:

“لماذا تبكي يا صغيري؟”

رفع الأرنب رأسه وقال بحزن:

“الغول الرمادي… لقد سرق الألوان من غابتنا! ومنذ ذلك اليوم ونحن نعيش في ظلام بلا ألوان.”

تسمرت لمى للحظة ثم قالت بحماس وشجاعة:

“لا يمكنني الوقوف مكتوفة اليدين! سأحاول إعادة الألوان مهما كان الثمن.”

قادها الأرنب نحو بحيرة صغيرة كانت تُعرف سابقًا بـ"بحيرة الطيف"، لأنها تعكس ألوانًا ساحرة، لكنها الآن أصبحت رمادية تمامًا. وهناك التقت بطائر صغير قال لها:

“لا يمكن استعادة الألوان إلا إذا واجهتِ الغول الرمادي واستعدت منه بلورة الألوان.”

سألت لمى:

“وأين أجد هذا الغول؟”

رد الطائر:

“في الكهف المظلم عند سفح الجبل.”

مشَّت لمى بثبات حتى وصلت إلى الكهف. في الداخل، كان الغول الرمادي يجلس ممسكًا ببلورة كبيرة تشع بضوء باهت. اقتربت منه وقالت:

“أيها الغول، لماذا سرقت الألوان؟”

تفاجأ الغول بصوتها ورد قائلًا:

“أنا لا أحب الألوان… إنها تزعجني، أفضل الهدوء والظلام.”

ابتسمت لمى وقالت بهدوء:

“لكن الألوان ليست مزعجة، إنها تمنح الحياة جمالًا. وحتى الظلام يصبح أجمل عندما يوجد بجانبه ضوء.”

صمت الغول قليلًا، بدا عليه التأثر، لكنه قال:

“لا أعرف… لم يخبرني أحد بذلك من قبل.”

فتحت لمى صندوق ألوانها، ورسمت على الأرض لوحة صغيرة مليئة بالألوان المبهجة. نظر الغول إليها بدهشة، وانعكست في عينيه لمعة غريبة لم يرها منذ زمن.

قال أخيرًا:

“لقد كانت جميلة… سأعيد الألوان.”

سلّم الغول البلورة إلى لمى، وبمجرد خروجها من الكهف، أضاءت البلورة وانتشرت الألوان من جديد، عادت الأشجار خضراء، والزهور متفتحة، والحيوانات سعيدة.

عاد الأرنب الصغير إلى لونه الحقيقي، وشكرها قائلًا:

“لقد أنقذتِ الغابة!”

ابتسمت لمى بفخر، وعادت إلى بيتها وهي تحمل أهم درس:

أن الجمال يمكن أن يغير القلوب، وأن الشجاعة الصغيرة قد تصنع فرقًا كبيرًا.

 

ساعة يوسف التي توقف بها الزمن.

 

كان يوسف ولدًا فضوليًا يعشق اكتشاف الأشياء القديمة. في يوم من الأيام، أثناء ترتيب علّية منزل جده، وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا عليه نقوش غريبة. فتحه بحرص فوجد بداخله ساعة جيب ذهبية متقنة الصنع.

عندما ضغط يوسف على الزر العلوي، حدث ما لم يتوقعه… توقفت كل الأصوات من حوله، وظلت الأوراق المعلقة في الهواء ثابتة لا تتحرك. حتى الهواء شعر به ساكنًا. قال لنفسه بدهشة:

“هل… هل أوقفت الزمن؟!”

خرج من العلية ليرى أباه واقفًا في المطبخ وكأنه تمثال، والقط متجمد في منتصف قفزة. شعر يوسف بالإثارة وبدأ يستكشف العالم المتوقف من حوله.

في البداية شعر بأن امتلاك القدرة على إيقاف الزمن أمر ممتع جدًا. كان يمكنه أن يصل إلى أي مكان دون أن يراه أحد، وأن يفعل أشياء مضحكة مثل تغيير قبعات الدمى أو إعادة ترتيب الألعاب. لكن مع مرور الوقت، اكتشف أن العالم الساكن صامت بشكل مخيف.

لا أحد يضحك.

لا أحد يتكلم.

ولا أحد يشاركه ما يرى.

بعد فترة قصيرة، شعر يوسف بالوحدة، وتذكر كيف كان يخطط للعب مع صديقه سامر بعد المدرسة. فكر:

“ما فائدة الزمن إذا لم أشارك لحظاتي مع أحد؟”

قرر إعادة الزمن لطبيعته. ضغط الزر مرة أخرى، فعادت الأصوات والحياة، وقفز القط من جديد، وتحرك أبوه كأن شيئًا لم يحدث.

ركض يوسف نحو والده وعانقه بشدة. سأله الأب باستغراب:

“ما الأمر يا يوسف؟”

ابتسم يوسف وقال:

“ولا شيء… بس اكتشفت إن أحلى اللحظات هي اللي بنقضيها مع الناس اللي بنحبهم.”

في المساء، أغلق يوسف الساعة ووضعها في الصندوق من جديد، وقال لنفسه:

“لن أستخدمها إلا إذا احتجتها فعلاً… فالحياة أجمل عندما تمضي.”

ومنذ ذلك اليوم، تعلم يوسف أن الزمن ثمين، وأن قيمته في كيفية عيشه ومشاركته مع الآخرين.

 

 

  

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
youssef تقييم 5 من 5.
المقالات

1

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.