حكاية السحاب الذي اكتشف قيمته

حكاية السحاب الذي اكتشف قيمته

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

قصة: رحلة السحاب مع الأقمار

image about حكاية السحاب الذي اكتشف قيمته

الفصل الأول: بداية الحكاية

في ليلة هادئة من ليالي الصيف، كان الطفل "سامي" يجلس على شرفة بيته الصغيرة، يحدّق في السماء الواسعة. كان يحب مراقبة السحاب وهو يتنقل بين النجوم، ويعشق الأقمار التي تزين السماء بأشكالها المختلفة.
لكن في تلك الليلة، حدث شيء غريب… فقد سمع سامي همسات خفيفة تأتي من فوق، كأن السحاب يتحدث مع الأقمار!

اقترب أكثر، وأغمض عينيه، فإذا به يجد نفسه فجأة يطير بين الغيوم البيضاء الناعمة، وكأنها وسائد ضخمة تحمل جسده بخفة. هناك، التقى بسحابة صغيرة اسمها "ندى"، كانت تبدو حزينة.

قال سامي بدهشة:
– مرحباً يا سحابة، لماذا أنت حزينة؟
أجابت "ندى":
– لأنني ضعيفة وصغيرة، لا أستطيع أن أغطي السماء مثل باقي السحب الكبيرة، ولا أستطيع أن أمطر لأروي الأرض.

ابتسم سامي وقال:
– لكنك جميلة، ووجودك يضيف للسماء لمسة رقيقة. ربما لديك مهمة خاصة لم تكتشفيها بعد.

الفصل الثاني: لقاء الأقمار

بينما كان سامي يتحدث مع "ندى"، ظهر في السماء أربعة أقمار صغيرة، كل واحد منها يضيء بلون مختلف:

  • القمر الأزرق: هادئ ويمثل الحكمة.
  • القمر الذهبي: مشرق ويمثل الأمل.
  • القمر الفضي: رقيق ويمثل الحلم.
  • القمر الأخضر: نابض بالحياة ويمثل الطبيعة.

اقتربت الأقمار من السحابة "ندى"، وقال القمر الأزرق:
– لا تحزني يا سحابة، لكل مخلوق في السماء والأرض دور مهم. نحن الأقمار نضيء الليل، والنجوم ترشد المسافرين، أما أنتم السحب فأنتم مصدر المطر والظل والراحة.

لكن "ندى" هزّت رأسها وقالت:
– أنا لا أستطيع أن أمطر، ولا أستطيع أن أظلّل الأرض، فما فائدتي؟

الفصل الثالث: بداية المغامرة

قرر سامي أن يساعد "ندى" في اكتشاف قيمتها. فقال للأقمار:
– هل يمكن أن نأخذها في رحلة عبر السماء لتتعلم مهامها؟

وافق الأقمار الأربعة، وبدأت المغامرة. حملت الأقمار سامي و"ندى" في رحلة بين الغيوم والنجوم، حيث شاهدوا مناظر مذهلة:

  • غيوم ضخمة تتجمع لتصنع المطر.
  • غيوم خفيفة ترقص مع الرياح.
  • أقمار أخرى بعيدة تضيء الكواكب.

كانت "ندى" تنظر بدهشة، لكنها ما زالت تشعر أنها بلا فائدة.

الفصل الرابع: درس من القمر الذهبي

اقترب القمر الذهبي وقال:
– يا "ندى"، هل تعلمين أن الناس على الأرض يحبون النظر إلى السحب الصغيرة مثلك؟ الأطفال يرون فيها أشكالاً جميلة: حصان، طائر، أو قلب. أنتِ مصدر للخيال والإبداع.

ابتسمت "ندى" لأول مرة، وقالت:
– حقاً؟ لم أكن أعلم أنني أُسعد الأطفال بخيالاتهم.

الفصل الخامس: درس من القمر الفضي

ثم جاء القمر الفضي وقال:
– يا "ندى"، أنتِ أيضاً تحمين الطيور الصغيرة في رحلاتها الطويلة، فهي تستريح بينك عندما تتعب من الطيران.

تذكرت "ندى" أنها كثيراً ما شعرت بلمسات خفيفة من أجنحة الطيور، ففرحت وقالت:
– إذن أنا أساعد الطيور أيضاً!

الفصل السادس: درس من القمر الأخضر

اقترب القمر الأخضر وقال:
– يا "ندى"، حتى لو لم تمطري، فإنك جزء من دورة الماء في الطبيعة. وجودك يساعد الغيوم الأخرى على التجمع، ومعاً تصنعون المطر الذي يروي الأرض.

أدركت "ندى" أنها ليست بلا فائدة، بل هي جزء من فريق كبير يعمل معاً لخدمة الأرض.

الفصل السابع: التحدي الكبير

لكن فجأة، ظهرت ريح قوية في السماء، حاولت أن تفرق السحب وتطفئ نور الأقمار. ارتبك الجميع، وخافت "ندى" كثيراً.
قال سامي:
– لا تخافي، هذه فرصتك لتظهري قوتك. اجتمعي مع باقي السحب الصغيرة لتصدّي الرياح.

تجمعت السحب الصغيرة حول "ندى"، وبدأت تتحرك معاً كجدار أبيض ناعم، فخفّت قوة الرياح، وعادت السماء هادئة.

فرحت الأقمار وقالت بصوت واحد:
– أحسنتِ يا "ندى"، لقد أثبتِ أن حتى السحابة الصغيرة يمكن أن تكون قوية عندما تعمل مع الآخرين

الفصل الثامن: العودة إلى الأرض

بعد انتهاء المغامرة، أعادت الأقمار سامي إلى شرفته. فتح عينيه ليجد نفسه جالساً كما كان، لكن قلبه مليء بالدهشة والسعادة.
نظر إلى السماء، فرأى السحابة "ندى" تبتسم له من بعيد، وكأنها تقول:
– شكراً لأنك ساعدتني لأكتشف قيمتي.

ابتسم سامي وقال:
– وأنا أيضاً تعلمت أن كل شيء في الكون له دور، مهما كان صغيراً.

الفصل التاسع: الرسالة للأطفال

منذ ذلك اليوم، صار سامي يحكي لأصدقائه عن رحلته مع السحاب والأقمار، ويقول لهم:
– لا تستهينوا بأنفسكم، فلكل واحد منكم قيمة عظيمة، مثل السحابة "ندى" التي ظنت أنها بلا فائدة، لكنها اكتشفت أنها مهمة جداً.


الخاتمة

وهكذا انتهت قصة "رحلة السحاب مع الأقمار"، لكنها تركت في قلب سامي وكل الأطفال درساً عظيماً:

  • أن التعاون يصنع القوة.
  • أن الجمال قد يكون في التفاصيل الصغيرة.
  • أن كل مخلوق في الكون له رسالة، حتى لو لم يكتشفها بعد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Omnia Osman تقييم 4.83 من 5.
المقالات

10

متابعهم

4

متابعهم

13

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.