الآلة أم الانسان
المقدمه :
ماذا يفعل بطلنا نضال بعد أن فشل في تحقيق حلمه منذ الطفولة بأن يصبح مهندساً للحاسوب وقد اصطدم بواقع لم يكن في الحسبان وكيف تغير مسار حياته من مهندس حاسوب إلى مهندس أموال بل و ذو شأن عظيم هذا وكيف كانت الصدمة الثانية في حياته بعد ظهور ادوات الذكاء الاصطناعي و أثرها على مهنته هاذا ما ستتلوه علينا احداث الرواية التاليه
الفصل الأول :الصدمه
المكان : في مكان ما على هذه الارض
الزمان : 26 يونيو 2006
الأشخاص : بطلنا نضال و والده عبد اللطيف
ملاحظه هامه :/ جميع الشخصيات في هذه الرواية من وحي خيال الكاتب ولا تمثل اي أشخاص حقيقيين أو مؤسسات و جهات

بعد أن أنهى نضال مسيرته الدراسيه و حصل على شهاده الثانويه العامه بتقدير جيد جداً والذي يؤهله لتحقيق حلمه في دراسه تكنلوجيا المعلومات وقد التحق فعليا باحدى الجامعات الحكوميه التي توفر هذا المسار الأكاديمي و المهني وهنا كانت المفاجأه الصادمه لبطلنا حيث أنه لم يكن يعلم بأن متطلبات الحصول على شهاده هندسه الحاسوب و تكنلوجيا المعلومات تحتوي على هذا الزخم من المتطلبات غير الضروريه لدراسه هذا المسار لأنه كان يعتقد بانه انتهى من دراستها أثناء رحلته الدراسيه في المراحل السابقه كاللغة العربيه و الانجليزية و ما الى ذلك من المتطلبات العامه التي تشتت جهده و تركيزه والذي زاد الطين بله معامله أعضاء هيئه التدريس مع الطلاب كأنهم عباقره و فلاطحة زمانهم ويجب عليهم معرفه كل صغيره و كبيره وليسو مستجدين فبدأوا ينهالون عليهم بالمعلومات الزخمة مره واحده دون مقدمات أو تدريج في اعطاء المعلومه فمر على بطلنا عام دراسي صعب وقد فشل للأسف في تحقيق حلمه بسبب هذه المعوقات التي لم تكن في الحسبان.
مفترق طرق
أوى نضال الى غرفته وجلس مع نفسه لكي يتخد قراراً مصيريا بتحويل مساره المهني الى الأبد و التخلي عن هذا الحلم ليحلم حلماً آخر وقد أشرك والده عبد اللطيف بان يساعده باتخاذ هذا القرار بعد أن روى له تفاصيل المعوقات التي واجهته وقد دار بينهم الحديث التالي :
نضال (بنفاذ صبر): أبي
عبد اللطيف : ماذا هناك يا ولدي الحبيب
نضال : أريدك أن تساعدني في اتخاذ قرار مصيري وصعب
عبد اللطيف : لقد أفزعتني يا ولدي ما هو هذا القرار ؟؟…
نضال (بحيره و حزن) : أريد أن اغير مساري المهني و الأكاديمي .
عبد اللطيف (باستغراب) : أتريد أن تتخلى عن حلمك منذ الصغر لماذا يا عزيزي ألم تكن هي رغبتك ؟؟؟
نضال (بانكسار ) : بلا يا أبي لكني صدمتُ بواقعٍ مريرٍ بهذه الكليه و متطباتها الغير ضروريه لأني قد درستها في مراحلي الأولى ولم يكن لها ضروره بأن اعيد تعلمها.
عبد اللطيف (بحنان و طول أناه): جميعُ الكليات هكذا يا ولدي أعرف وقد مررت بهذا الشعور من قبلك وقلت نفس ما تقول لجدك لكنه لم فهمني لأنه كان قد أنهى تعليمه عند الثانويه العامه وقد التحق بالتعليم المهني فقد كان جدك نجاراً محترفاً وقد آثرني وفضل أن أكمل تعليمي حتى الجامعه و قد كان ذلك أنهيت دراستي الجامعيه بصعوبه لكنني حصلت على مبتغاي و أريدك أن تصمد في هذه العاصفه الى أن تنتهي و تحقق حلمك .
نضال (بحيره) : لكن يا أبي لقد فشلت في تحقيق هذا الحلم وأشعر بأنني اتجه الى مسار آخر أخبرني يا أبي ماهو المجال المنتشر و المفصلي والذي لاغنى عنه في جميع المجالات ؟؟؟
عبد اللطيف (بحزم و حب) : ليس لك سوى كليه التجاره و بالتحديد فرع المحاسبه فليس على هذه البسيطه من منشآت تستغنى عن هذا التخصص و ينمكنك أيضا أن توظف مهارتك التكنلوحية في هذا المجال لانه يعتمد على الحواسيب كما أن مبرمجي البرامج المحاسبيه يلجأون الى ذوي الاختصاص في توظيف تعليماتهم البرمجيه في تكوين هذه البرامج من مبادئ و اطار فكري و معايير متغيره .
نضال (بحماس و امتنان) : شكراً لك يا أبي لقد أشعلت بي الحماس من جديد و أضأت لي الطريق و أخمدت روح الفشل و بعثت بي روح النجاح من جديد .
عبد اللطيف (بحب): لا شكر على واجب يا ولدي العزيز أتحب أن آتي معك لنتخذ اجراءات التحويل لكي تكون سريعه لكي لا نضيع وقتاً ؟
نضال (بحب) : نعم يا أبي أريدك معي يا سندي .
في صباح اليوم التالي ذهب نضال ووالده الى عماده الكليه و طلب التحويل و قد تم.
الفصل الثاني : حياه جديده 
الزمان: بعد مرور 4 سنوات
المكان : مبنى كليه التجاره
الأشخاص : بطلنا نضال و عميد كليه التجاره
الحدث : مفاجأة
تم استدعاء نضال بخطاب رسمي من عميد كليه التجاره يطالبه بالحضور الى مكتب العماده بأقرب فرصه ممكنه وقد لبى النداء .
نضال (بلهفه) : ماذا هناك يا أستاذ أحمد
أستاذ احمد (مساعد اداري في مكتب العميد) : السيد العميد ينتظرك على أحر من الجمر تفضل بالدخول
طلب السيد أحمد رقما داخليا فأتاه الرد بالدخول
العميد (بحماس و جديه) : تفضل يا نضال كنت أنتظرك بفارغ الصبر !!!
نضال (بحيره و تشوق) : ماذا هناك يا حضره العميد ؟؟؟
العميد (بحزن): هل تذكر الدكتور عيسى مدرس ماده مبادئ المحاسبه الذي علمكم في مراحلكم الأولى ؟؟؟
نضال (بصدمه): بالتأكيد يا سيدي العميد لا أنسى فضله علينا كأنه والدنا ماذا به هل حل به سوء لا سمح الله !!!!؟؟
العميد (بأسى و أمل) : لا بل توفاه الله صباح اليوم و هو يقوم بواجبه تجاه الأجيال القادمه ولم نجد أفضل منك بأن تحل مكانه لأنك كنت الأول على دفعتك هذا العام وقد تخرجت مع مرتبه الشرف بكل كفاءه واستحقاق
نضال (بمشاعر مختلطه بين الأسى و الصدمه) : رحمه الله عليه لقد كان مثالاً للصبر و العطاء و أنا فخور بأن أقوم بواجبي تجاه الأجيال القادمه و يسعدني و يشرفني بأن أخدم أبناء وطني ولن أبخل عنهم بمعلومه حتى وان كانت بسطيه سأعطي ما لدي ولن أخذلكم.
العميد (بفخر و اعتزاز): كنت أعلم ذلك يا ولدي وهاك خطاب تعيينك معيداً في كليتننا و أهلاً وسهلاً بك بيننا من جديد .

نجم ساطع
بعد أسبوع من تعيين بطلنا نضال معيداً في كليه التجاره بدأ نجمه يسطع و صيته ينتشر بين هيئه أعضاء هيئه التدريس بسبب بساطه أسلوبه في التعليم و قربه من الطلاب على جميع المستويات الفكريه و الثقافيه
وقد صدر قرارا جديدا بتثبيته في الكليه واعتماده كمدرساً رئيسياً وقد لاقى هذا القرار استحساناً من كافه زملاءه إلا واحداً كان يغتاظ من ذلك التقدم ألا وهو صديقه الظاهر أيام الطفوله و عدوه الخفي تحسين الذي ظهر فجأه و الذي لا يكل ولا يمل من زرع المؤامرات لكن بطلنا كان له بالمرصاد , وحين تقابلا له بكل هدوء قال له :
نضال (باستغراب و حذر) : مابك يا تحسين ؟؟
تحسين : لا شيء لكني متعب بعض الشيء من هموم الحياه التي لا تنتهي
نضال : أأنت متأكد
تحسين (بحيره ) : مممم سأقول لك شيئاً لكن لا تغضب مني
نضال : على حسب ما ستقول

تحسين (بحزن وندم ): صراحة كنت طول أيام دراستنا معاً أغتاظ من نجاحك المستمر و أحسدك عليه وكنت أود أن أكون مكانك لكني قد لاقيت جزاء نيتي بأن طفلي الوحيد فشل في مدرسته و قد أخرجته البارحه منها و أخشى عليه لأنه لا يزال صغيرا ً لكن ليس باليد حيله كنت أحلم بأن يكمل دراسته الأكاديميه لكن المدرسين قالو لي بأنه مصاب بالتوحد ويجب نقله الى مدارس الدمج لكي يتم تعليمه بشكل أفضل وان تحسن يمكن ارجاعه الى المدارس العاديه فجلست مع والدته التي لا تكل ولاتمل من مشاهده التلفاز و الهواتف النقاله أو الانشغال بالأعمال المنزليه التي لا تنتهي لقد كان ابني طبيعيا حتى الشهر التاسع فقد انقلبت موازينه أصبح لا يشاركنا الحديث ويأكل القليل فسألتها لماذا انقلب حال ابننا فقالت لا أعلم فكل الأطفال التي بهذه السن تكون هادئه فقلت لا بل أهمالك له و الالتهاء بالتلفاز و الهواتف طول النهار هو من جعله كذلك انتي من دمر ابننا ودار بيني و بينها جدال عن المسؤوليه وانتهى بأن أخذت الصبي و ذهبت غاضبه الى بيت أهلها .
نضال (بمشاعر مختلطه بين الحزن و الصدمه ): أولاً اسامحك على مشاعرك تجاهي فالنفس يا صديقي أماره بالسوء ولسنا ملائكه ثانياً بالنسبه لطفلك فأنت معك حق لأن الاهمال يؤدي الى افظع من ذلك حتى لكن الوقت لم يتأخر اسمح لي بأن أجلس معه لكن أولاً اذهب الى بيت أهل زوجتك و صالحها مهما كان فأنتم الآن أبوان و مسؤولان عن هذه الروح الصغيره وسآتي غداً لأجلس معه و انشاء الله خيراً .
تحيسين (بدموع) : شكراً لك ياعزيزي نضال لم أكن أعلم أنك بهذا الكرم و الأخلاق العاليه .
الطفل
أوقف نضال سيارته أمام مدخل العماره التي يقطن بها تحسين وصعد واستقبله تحسين بترحاب و حراره وسأل عن الطفل و قد أعطاه هديه وأخذها الطفل بكل براءه و عفويه
نضال : تعال يا حبيبي أأعجبتك الهديه ؟؟؟
الطفل (بخجل و صوت منخفض) : نعم يا عمو شكراً لك
نضال : انها لعبه تعليميه تنمي مهاراتك
الطفل : نعم يا عمو انها جميله
نضال : أكنت تستخدم الهاتف النقال من ماما وهي مشغوله في أعمال المنزل ؟؟؟؟
الطفل : نعم يا عمو كثيراً أمي كانت تعطيني اياه لكي ألتهي عنها لتباشر أعمالها كما أن بابا كان مشغولاً عني و ليس لدي ألعاب
نضال : ماذا تريد أن تصبح مستقبلاً :
الطفل : اريد أن أصبح رائد أعمال
نضال : ممتاز يا حبيبي
فذهب الطفل الى حجرته يلعب باللعبه الجديده ونادى نضال تحسين ليخبره ما حدث مع الطفل
نضال : من حديثي مع طفلك تبين لي سبب التوحد الذي الم به
تحسين (بلهفه) : أرجوك قل لي ما السبب :
نضال : الهاتف النقال الذي كانت تعطيه له امه لينشغل عنها أثناء تأديتها لمهام بيتها و عدم وجود ألعاب لديه وغيابك المطول عنه أشعره بالاهمال و التهميش !!!
تحسين (بعصبيه) : أقسم أن ……
فقاطعه نضال : لا زال هناك أمل فطفلك مليئ بالطاقه الكامنه لكنه لا يسطيع اخراجها ويجب مساعدته على ذلك أنت ووالدته و سأنصحك بما أستطيع فأقل ما في ذلك أن يخرج مرتين الى ثلاث مرات في الأسبوع ليفرغ هذه الطاقه الكامنه و يعود طفلك الى طبيعته .
تحسين : حسنُ يا عزيزي نضال سوف أتحدث أنا و زوجتي و نعالج هذه المشكله و أعدك في المره القادمه أن يكون طفلي شخصاً آخر
الفصل الثالث: و بدأت التحديات
المكان :بيت نضال
الزمان : بعد مرور سنه على تعيينه مدرساً مساعدأ في الكليه
الأشخاص : نضال و تحسين و رئيس شركه متعدده الجنسيات
في أحد الأيام كان نضال كعادته يتجهز للذهاب الى الجامعه كعادته واذ بجرس الباب يرن وعلى الباب كان هناك ساعي البريد يحمل له رساله هامه فاستلم الرساله ووقع بالاستلام
وفتح بطلنا الرساله ووجد بها قرار تعيين باحدى الشركات التي كان قد تقدم لها قبل تعيينه كمعيد وقد نسي ذلك و كان مكتوب بها كالتالي
"عزيزنا نضال. تحيه طيبه انا بعد…
نود أن نزف لكم خبر تعيينكم في شركتنا المتواضعة في منصب مدير الحسابات و المدير المالي بعد ما شهدناه من ذيع صيتك و سمعتك و أمانتك يسعدنا أن تشرفنا في مقر شركتنا الكائن في ……
و شكراً لك لاهتمامك بشركتنا ويسعدنا انضمامك الى عائلتنا الصغيره."
وحين قرأ الرساله تذكر انه قد تقدم لوظيفه محاسب جديد قبل 5 سنوات حين تخرج وقال مع نفسه ياه لقد حان الوقت لكي أتقدم أكثر في هذه الحياه وهذا المسار فتذكر ميعاد الكليه وهرع الى سيارته و انطلق الى الجامعه ليخبر العميد بما حصل و يأخذ رأيه فقال له العميد بأنه فخور به و تمنى له النجاح و التوفيق وحزين بنفس الوقت لتركه الجامعه وشعر نضال بالمثل فاقيم حفل وداع صغير له بين زملاؤه و طلابه
توجه نضال الى مقر الشركه وتمت المقابله و استلام العمل و التعرف على الزملاء الجدد و المرؤوسين و كافه مستويات الشركه وقد جرت مقابلته مع مدير الشركه كالتالي
مدير الشركه : أهلاً و سهلاً بك يا أستاذ نضال في شركتنا المتواضعة شركتنا هي متعدده الجنسيات و الفروع وقد كان زميلك السابق تحسين قد رشحك لنا لكي تكون في هذه المنصب المتواضع فهو قد استقال لأسباب شخصيه ويؤسفنا غيابه لكننا احترمناه جدا عندما سألناه عن أحد نرشحه لهذا المنصب فرشحك على الفور و بالمصادفه العجيبه رأينا سيرتك الذاتيه بين المتقدمين لوظيفه محاسب جديد آنذاك
نضال : شكراً لكم يا سيدي المدير على هذه الثقه الغاليه وانشاء العلي القدير أن أكون قدر المسؤليه و أكون عند حسن ظنكم بي
وقد هاتف نضال صديقه تحسين عن طريق الإنترنت بسبب عدم رده عى هاتفه الخلوي فعرف من زميل لهم بأنه سافر الى دوله أخرى مع عائلته لعلاج الصبي و تحسين وضعهم المعيشي
نضال: مرحباً عزيزي تحسين كيف حالكم و كيف حال الصغير ؟؟
تحسين : أهلاً عزيزي نضال أننا بخير والصغير بألف خير
نضال : أتعلم ما جرى اليوم ؟؟؟
تحسين : خيراً انشاء الله
نضال : لقد عينت في احدى الشركات متعدده الجنسيات واسمها ….
تحسين : نعم فأنا من رشحتك لهذا المنصب خلفاً لي و عرفاناً لك بالجميل الذي قدمته لي قبل عام فلولا نصيحتك ما كان ابني يعود لطبيعته تدريجياً وقد نصحنا احد الأطباء بالسفر للخارج لاستكمال علاجه .
وقد كان ذلك السبب الذي دعاني للاستقاله وقد أكرمني الله بعمل أخر هنا .
نضال : أود أن أشكرك عزيزي تحسين والله العليم كم أحبك عزيزي و أتمنى لك التوفيق في حياتك دائما
تحسين : شكراً لاهتمامك عزيزي نضال لكن أود أن أنبهك على شيئ مهم فمن خلال عملي بالشركة لاحظت ان أغلب مرؤوسيَ يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في تعاملهم مع المستندات ومهام عملهم حتى البسيطة منها و أنا لا أحبذ هذا التصرف لأنهم بذلك يغيبون عقولهم و تعليمهم الذي تعلموه في الجامعات و يستخدمون هذه الأدوات التي قد تخطئ و قد تصيب فوجب عليك الانتباه لهذه الامور
نضال : انها لمشكله كبيره يا عزيزي شكراً لك لأنك نبهتني لهذا الموضوع الهام وسوف أتابع ذلك مع مرؤوسي الجدد و أوضح لهم خطوره هذا التصرف غير المهني
تحسين : بالفعل عزيزي نضال أتمنى لك مزيداً من النجاح في منصبك الجديد الى اللقاء عزيزي.
نضال : الى اللقاء عزيزي تحسين و أنا كذلك .
عقولنا أم الآلات
المكان : غرفه الاجتماعات في مكتب نضال بمقر الشركه 
الزمان :ثاني أيام استلام نضال لعمله الجديد
الأشخاص : نضال وفريق عمله المكون من 10 أفراد و مدير الشركه بناءاً على دعوه نضال له لأهمية الأمر
ابتدأ نضال يومه الأول باجتماع طارئ لأعضاء فريقه وقد رحب بالمدير و بهم واستهل حديثه كالأتي
نضال: أعلم أن العالم و العلم في تطور مستمر فلولاه ما تطورت أطارنا المفاهيمي لهذه المهنه لكن هناك أمر مهم أود أنبه له أعزائي وهو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تسيير أمورنا المهنية والوظيفية وقد يؤدي إلى أشياء لا تحمد عقباها وأنا لا أحبذ هذا الاتجاه فأين عقولنا يا أعزائي أين شخصيتنا أعلم انه يوفر الوقت و الجهد ولكنه يلغي عقولنا ويجعله سيداً علينا لا العكس والآن الباب مفتوح للمناقشة
بادر أحد الموظفين قائلا : كنا في بداية الأمر نستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتسهيل مهام وواجبات وظائفنا لكن مؤخرا تطور الأمر واصبحنا نعتمد عليه بشكل كامل بكل صغيرة وكبيرة حتى التي لا تطلب منا أدنى مجهود وهذا تشعرنا بأننا عبيد له لا أسياد و انت قلت ذلك فعلا وهذا يدل انك قائد عظيم الآلة قد صنعها انسان لتوفر له الوقت و الجهد لا أن تصبح سيدا عليه أنت قد أنرت عقولنا .
ورد آخر : فهلا يا زميلي نحن من نطوع الآله خدماتنا لا العكس .
لكن أحدهم لم يعجبه النقاش و قال : إن الذكاء الاصطناعي هو لغه العصر ومن لا يتقدم يتقادم و يضمحل ونحن لا نستطيع الاستغناء عنه فهو أصبح عصب أعمالنا.
- فرد نضال : ولكن اين ذهبت عقولنا التي صنعت هذا يا عزيزي فمهنتنا تحتاج إلى العقول البشرية في تطبيق المبادئ والأطر العمليه و المعايير المتغيره والتي مهما كان لا تستطيع الآله احتوائها جميعا الا بواسطه الإنسان.
اقتنع الموظف المعترض بكلام نضال وقال : معك حق يا سيدي وانا اقترح بأن نجتمع شهريا للإطلاع على مستجدات مهمنتنا من مصادرها الأصلية لا من الذكاء الاصطناعي الذي قد يخطئ و قد يصيب ونحن البشر يجب أن نستخدم عقولنا التي وهبها الله لنا لا أن نغيبها ونلغيها كما اقترح لمن يجد صعوبة في معالجة اي مشكله بالرجوع إلى قائدنا
ابتسم نضال فخورا بروح الفريق التي صنعها بدبلوماسية و حكمه وختم مدير الشركة قائلاً :انت كنز ثمين ايها القائد العظيم لماذا لم نضمك لنا منذ زمن لكن ها أنت هنا أصلحت ما أفسده الدهر
فقال نضال بعفوية: لكل وقت وقته يا سيدي المدير فأنت القائد الأعلى لهذه السفينة فكان من الممكن أن لا تكون لدي الخبره الكافيه في ذلك الحين لاني كنت خريجا ولم أتلقى اي تدريباً مهنيا بعد ولكن ها قد حان الوقت لكي اكون بينكم بخبرتي المتواضعة وشاء العلي ذلك.
ومن ذلك الحين امتنع جميع الموظفين عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبدأوا يتدربون عمليا و ينمون مهاراتهم وأصبحت مرجعيتهم هي ما درسته عقولهم البشريه و ما تدربته ايديهم لا العقول الصناعية.
خاتمه
و انفض المجلس السابق و ذهب كل إلى عمله و دأب نضال يراجع المستندات فوجد ما وجد من أخطاء تقنية ناتجة عن استخدام تلك الأدوات و ارسل التعديلات الى مرؤوسيه لينفذوها بما يتفق مع سياسة الشركة المحاسبية و المالية ومع معايير المحاسبة المتبعه كما أوصى بشراء كتب المعايير المحاسبية الالكترونيه ووضعها على خوادم الشركه لكي يطلع عليها من يريد أن يراجع و يتذكر الممارسات الصحيحه لكافه الحالات وهكذا استطاع نضال في أعاده السيطرة على الظاهره و انقذ الشركه من السقوط من هاويه الضلال الاضمحلال
في نهاية هذه الرواية يا عزيزي القارئ هل تتفق مع نضال بما طرحه في الاجتماع الطارئ وما رأيك في نظرته تجاه الذكاء الاصطناعي هل هي صائبة أم نظره رجعيه وما رأيك بما فعله ليحافظ على حسن سير الشركه وسمعتها و ينقذها من الوقوع في الهاوية قبل فوات الاوان وإلى اللقاء في الرواية القادمة.