حكمة رجل عاقل
المعادلة الصعبة:
الحكاية كما قالها من عاشها:
قبل فرحي بأقل من إسبوع أختي رنَّت تطمن على مراتي وفي وسط الكلام قالت لها إن شاء اللّٰه ناوية أقعد من الكلية في اليوم اللي أهلك هيجوا يفرشوا فيه الجهاز عشان أبقى أطلع أقف معاهم..'
فردت قالت لها بصي أنا مقدرة فرحتك بأخوكي وأقسم باللّٰه على راسي من فوق، ولكن عشان خاطري بلاش تطلعي على الناس اللي هتيجي عشان يبقوا واخدين راحتهم!
قالت لها ماشي يا حبيبتي؛
وقفلت معاها ودخلت من بعدها على أوضتها مخرجتش غير تاني يوم وهي ماشية على الكلية- فأمي ضحكت وقالت لها ياااه يا ست يويو، أخيرًا حنيتي علينا وخرجتي من الأوضة!
فتجاهلت كلام الحجة، وقالت 'صباح الخير' بس للأسف كان صباح سادة عكس بتاع كل يوم- بدون البسمة الَّتي كانت تسبقهُ ولا الضحكة الَّتي كانت تتبعه..'
فقُلت لها صباح الورد يا حبيبة قلبي؛
وبعدين سألتها مالك، ملامحك حزينة كده ليه؟
قالتلي تعبانة شوية واللّٰهِ، إنت جيت إمبارح إمته، محستش بيك!
فقُلت لها تعبانة عندك إيه؟
إبتسمت وقالتلي أكيد تعب يطاق يا حبيبي واللّٰهِ؛
وإلَّا مكنتش خرجت من الأوضة، فمتخافش عليا- مجرد شوية صداع وهيروحوا لحالهم..'
فقُلت لها يستي ماشي، وغيرت الموضوع لحد ما فطرت وقامت مشيت، فسألت أمي هو فيه حد ضايقها إمبارح؟
قالتلي حد مين يبني! أبوك وإخواتك بيموتوا فيها وأنا شيفاها إيدي ورجلي والنور اللي بشوف بيه..'
فقُلت لها طب كانت راجعة من الكلية زعلانة طيب؟
قالتلي أبدًا واللّٰهِ، كانت جاية زي الفُل، حتَّى رنت على خطيبتك وقعدوا يتكلموا مع بعض شوية حلوين!
فقُلت لها تبقى مصدعة فعلاً، وإتمنيت إنها متبقاش زعلانة من حاجة ولو زعلانة ميبقاش زعلها بسبب المدام، ولكن يومها للأسف بعد ما فطرت وشربت الشاي- رنيت صبَّحت عليها، وبعدين سألتها إنتي ضايقتي آية وإنتوا بتتكلموا إمبارح؟
قالتلي مش عارفة واللّٰهِ، ولكن تقريبًا أه!
فقُلت لها إيه اللي حصل؟
قالتلي كانت بتقولي إنها هتقعد من الكلية عشان تبقى تطلع تقف مع الناس اللي هتيجي تفرش الجهاز.. فقُلت لها بلاش عشان يبقوا واخدين راحتهم في الشقة!
فقُلت لها أحرجتيها يا حبيبتي، والمشكلة إني قايلك أكتر من مرة إنها حساسة جدًا وأقل كلمة بتأثر فيها..'
ردت بنبرة حادة- أعملك إيه يعني؟
عندنا أهل العروسة بس هما اللي بيفرشوا الشقة.'
فقُلت لها إهدي يا حبيبتي، أنا مبتخانقش، أنا بتناقش معاكي!
قالتلي وأخرة النقاش ده إيه؟
فقُلت لها ترني عليها تراضيها وتطيبي بخاطرها..'
قالتلي للأسف مش هقدر، لإني قُلت اللي في قلبي بدون غلط فيها!
فقُلت لها عشان خاطر عيني تكرم عين أختي، زي ما تكرم عيون كل أهلك من أكبر لأصغر فرد عشان خاطر عينك..'
ضحكت وقالتلي بتحرجني بالأدب يعني؟
قُلت لها أبدًا واللّٰهِ، وعلفكرة يهمني أمرك زي ما يهمني أمرها بالظبط!
فقالتلي إزاي؟
قُلت لها الست الناصحة هي اللي تحاول بقدر الإمكان تكسب ود أهل جوزها لحد ما تجعل من نفسها واحدة منهم غصبٍ عنهم، عشان لو جوزها الشيطان سيطر على عقله لحد ما جعل منه شخص سيء في يوم من الأيام يخافوا يُقفوا في صفه مع الغلط لو مش عشان خاطر الأصول يبقى عشان خاطرك!
فقالتلي معنديش مشكلة أعمل كده، ولكن هسألك سؤال وبتمنى الإجابة تبقى بما يُرضي اللّٰه- لو أختك هي اللي ضايقتني هتفضل وراها لحد ما تخليها تراضيني وتطيَّب بخاطري؟
قُلت لها أوعدك، ووعد الحر دين.
فضحكت وقالتلي بحيث كده إقفل عشان أرن عليها وبعد ما أقفل معاها أرن عليك تاني عشان أفاجئك باللي قررته دلوقتي!
قُلت لها إتفضلي يا هبلة هانم، وقفلت معاها؛
وبعدها بربع ساعة لقيتها بترن زي ما قالت..'
ففتحت عليها، وقبل ما أنطق بأي كلمة قالتلي مسيبتهاش غير وهي بتضحك واللّٰهِ، والمفاجأة إني قررت أجي مع أهلي بعد بكرة إن شاء اللّٰه عشان نفرش، وبالمرة أقضي وقت كبير مع آية وماما الحجة!
فقُلت لها ربنا يكرم أصلك يبنتي، مش هنسى معروفك ده أبدًا واللّٰهِ.'
قالتلي وحتَّى لو نسيته- إنت إختارت واحدة مبيهونش عليها زعل حد أبدًا واللّٰهِ على الأقل خالص إيمانًا بقوله تعالى: يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلَّا من أتى اللّٰه بقلبٍ سليم!
فقُلت لها ربنا يسلِّم قلبك دائمًا وأبدًا يارب، وقفلت معاها ورنيت على المجنونة التانية أطمن عليها- لقيتها مبسوطة وبتضحك!
فسألتها الصداع راح؟
قالتلي الحمدُّ للّٰه، وأصلاً مكنش صداع، أنا عشان معنديش إخوات بنات ولما نقلنا من بيتنا القديم لهنا معرفتش أكوِّن صداقات؛
كُنت ناوية أصاحب مراتك..'
ولكن حصل ما بينا تاتش إمبارح أقسم باللّٰه يا أحمد قفلني منها ومن نفسي ومن الدُّنيا بحالها لحد ما إشترت خاطري ورنَّت عليا من شوية صالحتني ووعدتني إنها هتيجي تقضي معايا اليوم بكرة، فعرفت إن ربنا رزقني مش بمجرد صاحبة وإنما أخت!
فرديت عليها وقتها بمنتهى الفخر؛
‘أومال إنتي مفكرة إيه يبنتي، دي نقاوة أخوكي..’
والنهاردة بعد سبع سنين جواز- مراتي كانت بتعمل عملية في ضهرها، ورغم إن آية لسه والدة الشهر اللي فات وبنتها مبهدلاها على الآخر مسبتناش ولا لحظة في المستشفى، وبمجرد ما رجعنا البيت ناولتني البنت ودخلت طبخت وغسلت المواعين اللي في الحوض والهدوم اللي في الغسالة وبعد ما رتبت الشقة قالت لها معلش يا حبيبتي هروَّح دلوقتي عشان مصطفى مبيحبنيش أبات برة البيت، ولكن هيجيلك الصبح بدري إن شاء اللّٰه..'
فردت قالت لها ماشي، بس باللّٰه عليكي ما تغيبي عليا!
إستغربت من الكلمة ولكني معلقتش لحد ما نزلت وصلتها، ورجعت للمدام قُلت لها وإنتي بتقولي لآية باللّٰه عليكي ما تغيبي عليا حسيت إني مليش لازمة بالنسبالك واللّٰهِ!
فضحكت وقالتلي وربنا أبدًا، كل الحكاية إن سرنا مع بعض وبنرتاح في الكلام سوا فببقى مطمنة أكتر في وجودها اللي إعتادت عليه..'
فرديت عليها بمنتهى الفخر- ربنا يديم المحبة يارب؛
ومن ساعتها وأنا حاسس إني أسعد زوج في الدُّنيا كلها واللّٰهِ، عشان في ظل الحروب اللي قايمة في معظم بيوت العيلة ما بين الزوجة وأهل الزوج- قدرت بفضل ربنا سبحانه وتعالى أكوِّن عيلة مبنية على المحبة والسلام!!
