عماد الحق  بداية مغامرة الجبل

عماد الحق بداية مغامرة الجبل

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

image about عماد الحق  بداية مغامرة الجبل بدايه مغامرة الجبل 

 

 

بداية الجزء الثالث 

 

فلما أقبل الليل بظلمته، وأظلَّ الجبلَ بوحشته، بات الرجال الموزَّعون في سفوحه ينتظرون طلوع الصبح، علَّهم يجدون أثرًا يدلّهم على علاء الدين ابن الوالي؛ فما كان في الجبل من السَّعة ما يتيه فيه التائه، ولا من العُمق ما يبتلع الآدمي، وإنما كان اختفاؤه آيةً تدلّ على أن للجنّ فيه يدًا، وللغيب فيه سرًّا.

وفي تلك الليلة، بعد أن انضمّ عمادُ الحقّ وصاحبه منذر إلى القوم، غلبهم النوم، فناموا في مواضعهم، إلا عمادًا، فقد انتبه من رقدته كأن يدًا خفيّة نَبَّهته. وخشي إن عاد إلى النوم أن تفوته صلاة الفجر، فنهض، ووقَف على رأس منذر يوقظه، ثم نادى القوم فصلّوا خلفه.

وبعد الصلاة، قسّمهم عمادٌ إلى فرقٍ عدّة، ودلّ كلّ فريق على جهةٍ يظنّ أن ابن الوالي قد مرّ بها، إذ تلك الأماكن كثيرة الصيد، وكان علاء الدين مولعًا بالقنص.

ثم انصرف عماد لقضاء حاجته، فلما خلا بنفسه، أحسّ يدًا تُوضع على كتفه، فالتفت فزعًا، فما رأى أحدًا. وكان منذر قد خلّفه مع الرجال، فازداد عجبًا. وسمع من فوقه صوتًا لا هو بلغةٍ تُعرَف، ولا من جهة تُحدَّد، كلامُه أشبه بالهمس، ومعناه في قلبه أوضح من الشمس، إذ كان يناديه باسمه دون غيره، ويقول له: “حاذِرْ أصحابك من الصيد في الجبل.”

لم يَخَف عماد، ولكنّ بدنه ما زال يلتفت يمنة ويسرة، يتحسّس الصوت. وما إن عاد إلى منذر حتى قصّ عليه ما سمع، فغاص منذر في التفكير وقال:

“كنتُ واللهِ أخشى أن يكون بين القوم من يضمر لك الشرّ، فلما لم أشعر بخطرهم، علمتُ أنّ ما سمعته نذيرٌ لك لا تُخطِئه الأسماع. فحذِّرهم كما حُذِّرت.”

فلما همّ الرجال بالتفرّق كما رتّبهم عماد، ناداهم منذر، وحذّرهم من الصيد داخل الجبل، واتفقوا على أن يعودوا جميعًا إلى نفس الموضع قبل غروب الشمس.

وكان الضياء قد انفجر انفجار الصبح، فجلس عماد ومنذر على طرفٍ من الجبل يتناولان فطورهما، فسأله عماد عن بنت الجواهري، فقال منذر:

“ما أعلم عنها إلا أنها إحدى بنات سعيد، وله منهن إحدى عشرة، ورماح ولدُه الوحيد، وبعضهن متزوجات. وإياك أن تذكرها أمام الرجال، فوالله لو بلغ خبرُها إلى رماح، وكان يعلم ما تكنّه لها، لقتلَك بيده.”

فقال عماد وهو يزفر زفرة المحزون:

“شرّ رماح أهون عليّ من وجعٍ يسكن قلبي، أعلم أنه حبٌّ لا يُنال، وأمي مريضة، وأخواتي بلا عائل… فعلى أيّ قلب أقطع هذه الفلاة؟”

وحان وقت المسير، فوقف منذر لقضاء حاجته، وانتظره عماد. وبينما هو يرقب الأفق، وقعت عينه على خاتمٍ مطروحٍ على الأرض، حديدُه صدئ، وفيه حجرٌ أسود منقوشٌ بنقشٍ لا يشبه كتابة البشر.

أخذه عماد، فلما أداره في يده، عصفت ريحٌ فوق رأسه، واقشعرّ جلده. وظنّ أن أحد الرجال أضاعه، فلبسه كي يراه صاحبه فيُعيده إليه. وما إن أدخل الخاتم في إصبعه، حتى شعر كأنه امتلك الدنيا وما عليها، ثم حاول نزعَه فلم يستطع؛ فقد ضاق عليه ضيقًا لا يُفسَّر، وكانت سعته قبل لحظة واسعةً جدًّا.

خاف عماد خوفًا شديدًا، وأخذ حجرًا يضرب به الخاتم، فلا ينكسر، حتى أصاب الحجرَ الأسود الذي عليه، فانشقّ نصفين، وفاض منه نورٌ كالنار، لكنه بلا حرارة. وتشكّلت النار أمامه في هيئة رجلٍ مشتعل، ما إن اكتمل حتى اختفى، فعلم عماد أن الذي خرج كان من الجنّ.

عاود جرّ الخاتم فلم يتزحزح، وكانت تلك الرؤيا لا يراه أحدٌ غيره.

عاد منذر، فلما رأى الخاتم في يد صاحبه تغيّر وجهه وقال:

“يا عماد… لقد دخلنا بابًا لا نعلم ما وراءه، وإن للخطر ما لا يبلغه وهم الإنسان.”

ومع هذا مضيا مع رجالهما الخمسة، وكلما تعمّقوا في الجبل، أقسم عماد أنه يراه كأنه يراه لأول مرة؛ طرق جديدة، وأودية لم تكن، وصخورٌ كأنها نبتت من الأرض تلك الساعة.

كانت أصوات الاستغاثة تملأ الجبل، لا يُدرون أهم من أصحابهم أم من خلقٍ آخر، وكانت وحوشٌ تظهر وتختفي، تُرى لبعض القوم ولا تُرى للمجموعة التي كان يقودها عماد.

فلما حان الغروب، عاد الرجال إلى الموضع الموعود، فما رجع منهم إلا ثلاثة، وأما الباقون فقد هربوا من هول ما رأوا، وتركوا طعامهم وشرابهم، في الاماكن التي وجدو الاهوال فيها وقد تملكهم جوع شديد، لكنهم لم يجرؤوا على الصيد، إذ كان عماد قد نهاهم عنه نهيًا لا يردّه إلا جاهل.

:

وبقي عمادٌ وأصحابه تلك الليلة جياعاً، يتقاسمون ما بقي من زادٍ قليلٍ كأنما هو من عطايا القدر. ومضت ساعات الليل تُطوى طيّ السجلّ، حتى بدا كأن الفجر يستعدّ لرفع ستارةٍ عن بابٍ جديد في حياة الشاب.

وقبل الفجر بلحظة، انتفض عماد من رقادٍ ثقيل وقد دعته نفسه لقضاء الحاجة. فمضى إلى الخلاء، وما إن وقف هناك حتى أخذته قشعريرةٌ كأن نسيم الموت مرّ به؛ إذ رأى أمامه وحشاً مهيباً لم يَرَ الناسُ له شبهاً، لا من السباع هو ولا من الضباع، ولا من مخلوقات الله التي عُرفت بين الأنام.

تقدّم الوحش وهو يزمجر زمجرةً ترجّ الجبل رجّاً، وصوتها كفيل بأن يصعق من يسمعه، غير أن عماداً وجد لسانه لا يفتر عن ذكر الله. أراد أن يصرخ، ولكن كأن قوةً خفيّة قيدت صوته.

حتى وقف الوحش بإزائه، ورفع يده، ولو هوى بها على عمادٍ لشطره شطرين. غير أن قوةً أخرى أمسكت بتلك اليد وأعاقتها. ثم أخذ الوحش ينطق بكلامٍ غريبٍ ليس من لسان البشر، لكن العجب كل العجب أن عماداً فهمه، وإن لم يتعلّم تلك اللغة قط. وكان الوحش يطالبه أن ينـزع الخاتم من إصبعه.

وما هي إلا لحظةٌ خاطفة حتى تفتّت جسد الوحش رماداً تذروه الرياح، وانكشف خلفه ذلك الرجل الذي أعطى عماداً الحجاب في صباه. غير أنّ عماداً هذه المرّة لم يعرف الخوف الذي عرفه يومئذ.

ولمّا أحسّ أن الرجل يوشك أن يتلاشى، عاد لصوته قَدْرٌ من القوة، فهتف به:

“استحلفك بالله، كلّمني!”

فتوقّف الرجل، وقال بصوت كأنّه يأتي من وراء القرون:

“سل عمّا تريد.”

قال عماد:

“من أنت؟ أأنت من الجن أم من الإنس؟ ولماذا أنقذتني هذه المرّات؟”

فقال الرجل:

“أنا من الجن، وأبي من الإنس. وقد عاهدتُ رجلاً أن أكون لك حارساً منذ خرجت إلى الدنيا. وما خلّصتك مرتين كما ظننت، بل نجّيتك من الهلاك مرّاتٍ لا تُعدّ ولا تحصى. وأنا من صرع الرجلين اللذين أرادا بك شرّاً، وأنا من كان يقف عند أمك كل يومٍ بالطعام والشراب، ولولاي لهلكت ورُفِعَت من الأرض منذ زمن.”

وأخذت الأمور تتّضح لعماد شيئاً فشيئاً. فسأله:

“ولماذا تحميني؟ ومن الذي كلفك بذلك؟”

فقال الرجل:

“نحن معشر الجن إذا عاهدنا عهداً لا نخونه، ومن خالف عهده فجزاؤه الموت. غير أني لا أجيبك إلا عن سؤالٍ واحد؛ فإن سيدي أمرني أن أطيعك، وأحميك، لكن منعني أن أبوح لك بسرٍّ إلا في الوقت المناسب . فاسأل واحداً.”

فقال عماد:

“من الذي أمرك أن تحرسني؟”

فقال الرجل:

“اعلم أنك أخي من أبيك، وهو الذي أمرني أن أكون ظلك، وخادمك، وحارسك حتى تبلغ أجلك.”

تجمد الدم في عروق عماد الحق وهو لايدري هل يصدق ام يكذب ماقاله الجني وكيف لادمي ان يكون اخ لجني لكن الله يفعل مايريد 

فلما وقعت الكلمات في صدر عماد كانت كصخرةٍ تطبق على أنفاسه. أراد أن يسأله: كيف يكون له أخٌ من الجن؟ ومتى كان ذلك وأبوه قد مات منذ سنين طويلة؟ لكن الرجل تلاشى، وبقي صوته يهتف في الفضاء:

“قد أجبتك عن سؤالٍ واحد. وإنك حين وضعت الخاتم فتحت أبواباً فوق طاقتك.”

ثم انقطع الصوت، وزادت حيرة عماد ودهشته، غير أن شيئاً من المعاني صار ينكشف له شيئاً فشيئاً.

كان يتمنى لو يقدر ان يعود لاخواته ليسالهن عن ابوه وبينما هو بين شد وجذب بينه وبين نفسه 

عاد إلى رفيقه منذر، فأيقظه، وحدّثه بما جرى. أراد منذر تكذيبه، ثم خشي؛ فقد كان عماد أصدق الناس حديثاً، وإن كان ما يقصّه أقرب للخيال منه للواقع.

ومكثوا في الجبل ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع اشتدّ بهم الجوع والعطش حتى وهنَت قواهم. إذ هرب معظم من كان معهم، وربما افترستهم الوحوش. لكن كلما نظروا إلى عماد وجدوه يزداد قوةً ونشاطاً، وإن كان لم يذق الطعام مثلهم.

وكان عمادٌ، في الليالي الثلاث الماضية، يفزع من نومه على صوتٍ خفيٍّ يهمس في أذنه: "اكتم السر!". ثم يجد أمامه طعاماً وشراباً، فيأكل حتى يشبع، ويهمّ أن يوقظ أصحابه، غير أن صوته يخونه كأن قوّةً تمسكه. ثم يغلبه النعاس فينام، فإذا أصبح نسي ما كان، ولهذا لم يحدّثهم بشيء.

وفي اليوم الرابع، حين بلغت الشمس كبد السماء…

و الحرّ قد اشتدّ على الرجال اشتدادًا ما عهدوا مثله، وأنّ العطش قد بلغ منهم مبلغًا كاد يذهب بعقولهم. وبينما هم على تلك الحال، إذا بعماد الحقّ يرفع بصره إلى مدّ النظر، فيرى دارًا لم تقع له عينٌ عليها من قبل، بل كان على يقينٍ أنّها ما وُجدت في الجبل قط، وأنّ الأرض ما حملتها إلا تلك الساعة.

ولمّا كان عمادٌ أوفر القوم قوّةً، وأصبرهم على المشقّة، عزم على أن يذهب إلى تلك الدار، لعلّ الله يجعل فيها فرجًا لهم ومخرجًا. فأمسكه منذر من يده، وقال له محذِّراً:

“يا عماد، أما تخشى على نفسك؟ فوالله ما في هذا الجبل سوا الجنّ، وما تراها دارًا إلا وهي منازلهم، ولن تجد فيها إلا ما يخيفك.”

فقال عماد:

“اتركني يا منذر، فلعلّ الله كتب لنا من الخير ما لا نعلم، وما أنا بمتوقّفٍ عن السعي.”

فمضى وحده، والقلب بين جنبيه يخفق خفق الطير، والوحشة تتسلّل في عروقه تسلّل الظلّ عند المغيب. حتى إذا بلغ باب الدار، رآها من الحجر والطين، كأنّها من عهدٍ باد، وقد مضت عليها السنون حتى صارت أثرًا بعد عين. لكنّ عمادًا، وقد عرف الجبل منذ صباه، ما رآها قطّ، فعلم أنّ بينه وبينها حجابًا قد زال تلك اللحظة بأمر ربّ الأرباب.

ولمّا أراد أن يقرع الباب، إذا بصوت امرأة، رقّته كأرقّ النسيم، يقول له:

“ادخل يا عماد…”

وانفتح الباب من تلقاء نفسه، فكبرت دهشته، ودخل وهو يتعوّذ بالله من شرّ ما يرى وما لا يرى.

فإذا به يرى أعجب العجب، فإنّ ما خلف الباب لم يكن كوصفها من خارج، بل كانت في داخلها كأنّها قصرٌ من قصور الملوك! ذهبٌ على الجدران، ونقوشٌ تسرّ الأبصار، ورسوم تحيّر الألباب، وأوانٍ من الذهب والفضّة تلمع لمعان الشمس على صفحة الماء. وكانت المائدة في وسط القاعة عامرةً بما لذّ وطاب من الطعام والشراب، كأنّ يدًا خفيّة رتّبتها لتُفتِن الناظر فتنةً لا يملك لها دفعًا.

ونادى عمادٌ أهل الدار، فلم يجبه أحد، وراح يفتّش بعينيه عن صاحبة الصوت، فما رأى ظلًّا ولا شبحًا. وما هي إلا لحظات حتى أحاطت به الجنّ من كل جانب، يحومون حوله حوم النسور، يرمقونه رمقًا لو وقع على حجر لشطره، لكنهم ما اقتربوا منه قدر شبر، كأنّ قوّةً تمنعهم.

واستحى عماد أن يمسّ طعامًا أو شرابًا لا يعرف صاحبه، وبقي العطش يقرص حلقه قرصًا، حتى عزم على الخروج. وما إن خطا ثلاث خطوات خارج الباب، حتى وجد جرّة ماءٍ عند قدميه مملوءةً ملئًا لا يدركه الوصف. فاقشعرّ بدنه؛ إذ علم أنّ الجرّة لم تأتِ كسعي البشر، ولو حاولت المشي على الأرض ما استطاعت.

وما إن همّ أن يرحل ويتركها، حتى وجدها أمامه من جديد، فسمع الصوت نفسه يقول له:

“اشربْ يا عماد، فما في هذه الجرّة لك.”

فتلفّت يمينًا وشمالًا، فلم يجد أحدًا. فرفع الجرّة وشرب منها حتى ارتوى، ثم حملها إلى أصحابه ليشربوا.

فلمّا تناولها منذر بيده، إذا بالماء يختفي كأنه لم يكن! فغضب منذر،لكنه يعلم لاذنب لعماد الحق في ذلك وأخذ الرجال يصيحون على عمادٍ ويتّهمونه بالكذب، فحلف لهم أنّه قد جاءهم بالماء ملآن. ورمى أحد الرجال الجرّة يريد كسرها، فلم تنكسر، مع أنّها دقّت حتى لتظنّها تُفتت بنفخة ريح. فرفعها عمادٌ من الأرض، فإذا بها ممتلئةٌ بالماء كما كانت، فسكب لهم أمام أعينهم، فانقضّوا عليها عطشًا، وما إن خطفوها حتى اختفى الماء من جديد.

وكان هذا المشهد آخر ما احتمله الرجال، فهرب من بقي منهم، ولم يبق مع عمادٍ إلا منذر، ورجلٌ يُدعى ابن الأعرج، وآخر اسمه سراج.

ولمّا أعاد عماد الماء إلى فم أصحابه واحدًا واحدًا، وشربوا وشرب هو، دبّت فيهم الحياة من جديد، وإنْ بقي الجوع ينهش أجوافهم والليل يحيط بهم.

واتفقوا على أن يبيتوا في تلك الدار. فلما وقفوا على بابها، تقدّم ابن الأعرج يريد الدخول، ثم ارتدّ خطواتٍ؛ فقد أصابته رهبةٌ لم يعرفها من قبل. وفي تلك اللحظة سمع عمادٌ همسًا خفيًّا يقول له:

“إيّاك ودخول الدار، فإنّ من فيها عدوٌّ لك.”

وما هي إلا طرفة عين حتى رأوا الوحوش تطوّقهم من كل جانب، ففرّقت بينهم وبين عماد، واضطرّ الثلاثة أن يدخلوا الدار، ولم يسعف الوقت عمادًا ليحذرهم.

فدخلوا فإذا الدار مظلمة موحشة، كأنّها لم تُسكن منذ عشرات السنين. أشعلوا النار، فرأوا خيوط العنكبوت تملأ الأركان، والهواء فيها كرائحة الموت. فتعجّب الرجالان الا منذر وقالا:

“إن كانت هذه الدار مهجورة منذ زمن، فمن أين أتى عماد بالماء؟”

أمّا عماد، فقد وقفت الوحوش دونه ودون أصحابه، فلم يستطع اللحاق بهم، ولا ظهر له أخوه الجنيّ ليعينه، فبات ينتظر نور الفجر وهو يدعو الله بنجاة أصحابه.

وفيما هو كذلك، إذ ظهرت طائفة من الكلاب، هجمت على كلب ضعيفٍ أرادوا تمزيقه، فزجرهم عماد ورماهم بالحصى، فكانوا يهربون من بين يديه كأنّ بينهم وبينه عهدًا خفيًا. وبقي الكلب المصاب وحده، يحاول الهرب فلا يقدر.

فاقترب منه عماد ليضمد جرحه، فإذا بالدم يجمد في عروق عماد، إذ سمع الكلب يتكلّم بلسانٍ عربيٍّ  ويقول له:

"توقّف… توقف لا تقترب مني يا عمادالحق

نهاية الجزء الثالث 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
هيثم نبيل الشرجبي تقييم 5 من 5.
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.