حكمة الأسد في إدارة الأزمات

حكمة الأسد في إدارة الأزمات

0 المراجعات

                 كانت الغابة تنعم بالراحة والطمأنينة و الخير الوفير، كان الأسد يدير الأمور تارة من قصره، وتارة وسط مملكته، يتفقد الرعية، كان كل شيء يسير على ما يرام.

كان الأمراء في طاعة الملك يعملون بجد، و اجتهاد ،وكان الملك يغدق عليهم الكثير من الذهب و الأموال. 

     فجأة وسط هذه الراحة والرفاهية ،إذا بالمطر ينزل بغزارة ثم تحول إلى سيول تدمر الأخضر واليابس. 

    خرج الملك في الصباح يتفقد الرعية، وجد جميع الحيوانات ترتعد من شدة البرد بسبب العاصفة الشديدة، أخذ يسير هنا وهناك يرى الأوضاع، 

وكلما سار وجد الأمور من اسوء إلى أسوء، قرر العودة إلي قصره. 

        دخل الأسد إلى زوجته حزينا، سألته الزوجة قائلة:ماذا حدث؟إنك تبدو مهموما. 

       أجاب الأسد:إن المملكة في وضع لا يسر ،لقد تسببت السيول في خسائر فادحة، و تحولت جميع الحيوانات إلى مرضى، وجوعى، فماذا أفعل؟

       أجابت الزوجة: لا تحزن يا سيدي، فكل هذه المصائب اختبارات، و ابتلاءات من الله عز وجل، ليعلم أتصبر أم تجزع؟

      قال الأسد:الحمد لله على كل حال، لكن كيف نستطيع حل هذه المشاكل الكبيرة؟

        أجابت الزوجة:اجمع الأبناء، واطلب منهم أن يقترحو حلولا. 

        نادى الملك الأسد على الأبناء ،اجتمع الأبناء سريعا، قال الأسد:هل لديكم أي اقتراحات لمواجهة الأزمة الحالية؟

        أجاب الابن الأكبر:نحن الشباب يا والدي لدينا القدرة على التحمل،  و المواجهة أكثر من الشيوخ الكبار، دعنا نخرج ونقوم بدعوة جميع الشباب، و نبدأ جميعا بالعمل 

        وإعادة تشغيل المصانع، وزراعة الأرض مرة أخرى. 

       قال الأسد:إنها فكرة جيدة، فالشباب هم أمل الأمة، اخرج واجمع الشباب وابدء بالتنفيذ. 

        خرج الابن مع إخوته مسرعا يبحثونعن الشباب في كل مكان، لكن المصيبة كانت أكبر من جميع التوقعات، فقد تأثر الشباب ايضا بالبرد والجوع، و خارت وضعفت 

        قواهم، فلم يستطيعوا الخروج معهم، فهم بحاجة إلى الغذاء و الدواء، حتى تعود إليهم الصحة،  ويعودو إلى العمل مرة أخرى،.

       عاد الابن إلى والده  يائسا  قائلا :لقد انتشر المرض ،و الجوع في كل مكان، ماذا نفعل يا أبي؟إننا مسئولون أمام الله عز وجل عن هذه الرعية!

     أجاب الأب :إن الله لن يضيعنا إن شاء الله، لدي فكرة قد يكون فيها النجاة. اذهب واجمع جميع الأمراء في الحال. 

    جاء جميع الأمراء مسرعين ،وقف الملك قائلا:لا يخفى عليكم حال المملكة، و أطلب من الجميع المشاركة في حل هذه الأزمة. 

     قال أحد الأمراء :ماذا نستطيع أن نفعل يا سيدي؟

   أجاب الأسد:كل منكم يقدم ما لديه من ذهب، و أموال، لشراء الطعام، و الكساء، و الدواء، حتى نستطيع إعادة بناء المملكة مرة أخرى. 

   كانت الإجابة صدمة بالنسبة للملك، فقد تغير لون وجوههم،  وعلت أصواتهم، قائلين:هذه أموالنا نحن، كيف تأخذها منا، وتعطيها للفقراء. 

   كان أحدهم يتصف بالهدوء والحكمة، فقال:هذه ليست أموالنا ،إنما هي أمانة الله عندنا  .

   ثار باقي الأمراء عليه، طلب الملك منهم الهدوء، هدأ الجميع  ،قال الملك:أما إنكم لم تقفوا معنا في هذه الأزمة، فعليكم بالخروج من هذه المملكة دون الرجوع إليها 

   مرة أخرى.

    فرح جميع الأمراء، إلا أمير واحد وافق أن يقدم أمواله لبلده. 

   جاء الأمير بجميع ما يملك من ذهب ومال، وقدمه للملك، أخذ الملك الأموال، وسارع في شراء الطعام والدواء ،من البلاد المجاورة، قام بنفسه مع أولاده بتوزيع  

  الطعام والدواء على جميع أهل القرية، فرح الجميع بتصرف الملك. 

بعد فترة وجيزة استعاد الجميع صحته، لكن المساعدات قليلة،فكروا سريعا بالبدء في العمل، قام العمال بإعادة فتح المصانع، وصيانة المعدات، وبالتالي الإنتاج، 

 وقام الفلاحون بحرث الأرض وبذر البذور. بدأت الحياة تدب في المملكة مرة أخرى، والجميع سعداء بالتغيير في أوضاع البلد، و التعاون والمحبة بين الأشخاص. 

انتشر الخير والرخاء مرة أخرى. 

اجتمع الملك بأهل المدينة وقال:إن ما حدث كان اختبارا لنا جميعا، فقد أظهر الله لنا الصادق من المنافق، فهذه نعمة من الله عز وجل يجب أن نشكره عليها دائما وأبدا 

   فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

24

متابعين

14

متابعهم

10

مقالات مشابة