بطل رغم أنف الظروف
كان يا ما كان ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة و السلام
كان محمد ذو ال 13 عاما يعيش في اسرة شبه مستقرة و فجأة و بدون مقدمات تفككت الأسرة ذهب الأب ليتزوج من إمرأة أخرى و بعد فترة العدة تزوجت الأم من رجل آخر
و لأن الأم عديمة الشخصية و تسير وراء الهوى و المزاج قد خضعت لطلب زوجها بأن تترك ابنها ليذهب ليعيش مع والده
و عندما ذهب محمد لوالده طردته زوجة والده تحت أعين والده لقد سيطرت عليه المرأه و أصبح لا حول له و لا قوة.
فأصبح محمد طريد الشارع
كان محمد مجتهد في الدراسة و كان له من الذكاء ما يجعله متفوقا على زملاءه في الدراسة و كان يعيش في مستوى إجتماعي و مادي جيد جدا و فجأة وجد نفسه في الشارع فماذا يفعل محمد؟
و في لحظة و هو في الجامع تذكر جده (والد أمه) كان محمد ما بين فترة و أخرى يتصل بجده ليطمئن عليه فطرأ في عقل محمد أن يتصل بجده حتى يذهب اليه و يعيش معه فهو كان أمله الأخير في إنقاذه من الشوارع و فعلا إتصل محمد بجده و طلب منه أن يأتي إليه فرحب الجد جدا و لكن محمد لم يكن يعرف طريق جده فطلب منه أن يقابله في مكان ما
إنتظر محمد جده في المكان المتفق عليه و هنا ظهر رجل كبير في السن يبلغ من العمر ال 70 عاما وعندما رأي الجد محمد و قد غرقت عيونه بالدموع فأخذه جده في حضنه و قبل أن يتكلم محمد قال له "خلينا الأول نروح و نرتاح و بعد كده تحكيلي على كل حاجة" و بعد الراحة
حكى محمد لجده كل شيء و هنا ترغرغت عيون الجد بالدموع فقال محمد للجد "يا جدي عاوز أنقل من المدرسة اللي أنا فيه و أدخل في مدرسة قريبة من هنا تم تحويل محمد و بدأ يستعد لحياة جديدة مختلفه عن الحياة التي كان يعيشها سابقا و بدأ يرى زملاء و مدرسين مختلفين و لقد عاهد محمد جده على أن يتفوق في الدراسة و ينتبه الى مستقبله و هو بالفعل من المتفوقين
و مرت السنين و في خلال هذه السنين كان محمد يدرس و يعتني بجده و كان قد أقام علاقات طيبة مع أهل المنطقة و أحبه الكبير و الصغير و أصبح له سمعة طيبة و توفى والده و هو في الثانوية و قد كتب كل شيء لزوجته و لم يترك شيء لإبنه تفوق محمد في دراسته و دخل كلية الطب. و الأم في عالمها لا تعرف شيئا عن إبنها إلا مجرد صور ترسل من هنا و هناك
و الآن هذه أخر سنة لمحمد في الكلية و كان بيراعي جده بسبب مرضه الشديد و عندما شارف الجد على الموت طلب الجد من محمد أن يأتي بالأستاذ محمود جاره في العمارة و طلب من محمد أن يتركهم مع بعض و بالفعل تركهم و خرج و قد إتصل بامه حتى يخبرها بحالة جده و كان تليفونها مغلقا خرج الأستاذ محمود وطلب من محمد أن يدخل لجده
فأخد جده يوصيه و أن يسامح ابوه و أمه و إنه خلاص النهاية قربت و بالفعل توفى الجد و هو في حضن حفيده
أهل المنطقة عرفوا بموت الجد فكانوا في حالة حزن رهيب.
فات يومين و اتصلت الأم بمحمد و قالت له "ايه يا محمد في إيه كل ديه إتصالات" فراح محمد قالها جدي مات من يومين قالتله خلاص أنا هاجيلك النهاردة
راحت الأم اخذت زوجها و ذهبت الى بيت أبيها اللي بقالها سنين و سنين ماشافتهوش و لما محمد شاف جوز امه طرده من البيت و المنطقة، فراحت الأم تصرخ في وش ابنها إزاي تطرده من بيتي إنت اللى هتخرج بره فسمع الأستاذ محمود جارهم
الحوار تدخل الأستاذ محمود لتهدئة الجو بس الأم فضلت تزعق في وش ابنها و ابنها يقولها مش كفاية اللي انتي عملتيه قبل كده جاية تكرريه تاني النهاردة حسبي الله و نعم الوكيل فيكي إنت جوزيك
قام الأستاذ محمود باقناع والدة محمد أن تتركه الآن و تذهب
كانت أمه و جوزها قد مروا في الفترة الأخيرة بحالة مادية لا يرثى لها و هم على وشك الإفلاس فأخذ زوج الأم يزن على دماغ الأم على أن يبيعوا البيت و يسدوا مديونتهم و يرجعوا زي الأول
و بالفعل ذهبت الأم مع زوجها الى محمد فلم تجده في البيت فدخلت حجرة والدها و أخذت تبحث عن عقد البيت و قد بعثروا محتويات الشقة على هذا العقد و لكن لم يجدوه
دخل محمد الى الشقة و فوجيء بوجودهما و قام بالصراخ في وجههم “ايه اللي انتوا بتعملوه ده اطلعوا بره” و كانت المشادة عنيفة جدا فاتجمع الجيران على اصواتهم و تدخل الأستاذ محمود و قال لهم " إنتوا جايين ليه بعد السنين ديه كلها عاوزين إيه"
الأم قالتله “جايين ناخد العقد علشان هنبيع البيت ده”
فراح الأستاذ محمود صدمهم وقالها "والدك قبل ما يموت كتب البيت ده بإسم محمد و إنت مالكيش في البيت ده حاجة"
اتعصب زوج الأم بشده و قال "ده تزوير أنا هوديكم في ستين داهية أنا هاحبسكم و هاعرف أخد البيت منكم إزاي"
بالفعل ذهبت الأم و زوجها بصورة عقد البيع الى المحامي و بعد يومين أكد لهم المحامي أن العقد سليم و لا غبار عليه
هنا إنفعل و غضب زوج الأم بشدة.
أكمل محمد دراسته في كلية الطب و أصبح دكتورا و فتح لنفسه عيادة في بيته بأسعار رمزية لأهل منطقته
و في الجانب الآخر حال الآم اصبحت من سيء إلى أسوأ و تمر الشهور و تم الحجز على جميع ممتلكاتها هي و وزوجها
و قد قام الزوج بإقامة علاقة مع سيدة ثرية و قد علمت زوجته بهذا فأخذت تهدده و فجأه سقطت الأم من الغيبوبة بعد أن طلقها فأخذتها الإسعاف الى المستشفى الحكومي
و دخلت الطواريء في حالة غيبوبة
يأتي الى محمد إتصال تليفوني يا دكتور محمد تعالى الطواريء بسرعة في حالة إغماء
ركض محمد غلى غرفة الطواريء و إذ به يفاجأ بأن والدته هي صاحبة الحالة
و تم تشخيص الحالة و تم عمل اللازم له حتى استعادت وعيها و عندما فتحت عينيها وجدت إبنها بجوارها يعتني بها و هنا أرادت أن تتكلم و لكنها مازالت تحت تأثير البنج فأخذ محمد يدها و قال لها لا تتكلمي الآن
و تركها و ذهب ليكمل عمله و بعد يومين من الأشراف عليها فاقت الأم و لكنها أصيبت بشلل في رجليها
بعد فترة اخرجها محمد من المستشفى الى منزل جده و خاصة بعد أن استلم ورقة طلاق أمه
و قام محمد بالإعتناء بأمه و أحضر الممرضات لخدمتها و خاصة أنها اصبحت عاجزة حتى وافتها المنية
بعد فترة تزوج محمد من بنت الأستاذ محمود جارهم و قد رزق بولدين و بنت
و أصبح محمد من أشهر الأطباء في مجاله على مستوى مصر و الشرق الأوسط بل على مستوى العالم و كان مخصص جزأ من وقته لأهل منطقته الذين كانوا بجواره في يوم من الأيام.
لا ترمي فشلك على الظروف فبيدك تكون تعيسا و فاشلا و بيدك تكون سعيد و ناجحا
إجتهد في الحياة فإن النجاح يستحق المعاناة