دجاجة القاضي والفقير المسكين والجزار .
في يوم من الأيام كان هناك رجل فقير يكاد الجوع ينهش عظامه من شدة الجوع يعمل بجد ليطعم اولاده الصغار ، وبينما هو يعمل حتى ناداه صاحب العمل وطلب منه ان يذبح له دجاجتين واحدة له وواحدة للرجل الفقير وكان له ما طلب ، وفي طريقه للمنزل ذهب بتلك الدجاجه للجزار كي ينظفها ويقطعها ، فقال له الجزار عد لي بعد نصف ساعه ، ذهب الرجل الفقير والفرحة تغمر قلبه وهو يتخيل فرحة اولاده وهم ياكلون الدجاج بعد مدة طويلة من الاشتياق .
فبينما يقوم الجزار بتنظيف الدجاجة فاذا بالقاضي يدخل المحل ويطلب منه شراء دجاجة فقال له الجزار لا يوجد دجاج فقد نفذ الا هذه لرجل سيعود ليأخذها بعد نصف ساعة ، فقال له القاضي بعها لي وعندما ياتي ليأخذها قل له لقد طارت وان اراد ان يشتكي فاترك الامر لي ولا تخف ،فقال له الجزار لك ذلك سيدي ، وعندما رجع الرجل الفقير لياخذ الدجاجه قال له لقد طارت ، فقال له كيف تطير واتيت لك بها مذبوحة ،ساشتكيك للقاضي وارفع امري له ، فبينما هم ذاهبين للقاضي فاذا برجلين يتشاجران واحد يهودي والآخر مسلم فاراد الجزار ان يحد بينهما ففقع عين اليهودي بالخطأ ، فقام مجموعة من الرجال بمحاولة امساك الجزار وضربه فهرب منهم الى مأذنة المسجد ،فبينما هو مختبأ حتى زلت رجله وسقط من المأذنة على جل مسن فقتله ، فمسكه الناس وذهبو به الى القاضي ، فلما رآه القاضي عرفه وتذكر الدجاجه ، فقال لهم ما جريمته ،فقال الرجل الفقير، هذا الرجل سرق دجاجتي وكذب علي وقال لقد طارت ، فكيف لدجاجة مذبوحة ان تطير ، فقال القاضي الا تؤمن بالله ،فقال بلا ، فقال القاضي اذن كيف لا تصدق قوله سبحانه (يحيي العظام وهي رميم ) ان كذبت هذا القول اذن انت كافر ، فما على الرجل الفقير سوى الانسحاب ،فقال وما فعل لك الجزار فقال له اليهودي فقع عيني ، فقال القاضي عندنا في الاسلام العين بالعين للمسلمين اما غير المسلمين فعينين مقابل عين بمعنى تفقع عينك الاخرى ثم نطبق عليه الحكم ونفقع عينه ،فقال اليهودي لا لا اريد انا اسحب شكواي ، فقيل لابن الشيخ ،وانت ما قضيتك ، فقال الشاب هذا الجزار سقط على ابي من ماذنة فقتله ، فقال القاضي حسنا فلنذهب الى المكان واصعد الماذنة وارمي بنفسك منها واقتله كما قتل اباك ، فقال الشاب ، لا استطيع وان تحرك يمينا اويسارا لمت انا وسقطت على الارض ،فقال القاضي اذن لمذا اباك لم يبتعد يمينا او يسارا وتفادى السقطة ، فخاف الابن من المجازفة وانسحب واخذ الجزار براءته .
وبهذا نستنتج ان القضاء ان فسد ضاعت حقيق الناس وتبعثرت الواجبات واصبح القوي الذكي منهم ياكل الضعيف من لا حول ولا قوة له في هذه الحياة .